المحتوى الرئيسى

بالصور.. الغابة المتحجرة بالقاهرة "محمية عتيقة تحاكي الطبيعة وتصارع للبقاء"

02/21 14:15

على بُعد 20 كيلو مترًا، من العاصمة القاهرة، يقطن عالم آخر عمره تجاوز 200 مليون عام، في هدوء تام، ليشكل موطنًا استثنائيًا لغابة متحجرة غريبة الشكل والطبع، تحوي عشرات الأنواع من النباتات والحيوانات والحشرات والزواحف النادرة السامة منها والمسالمة، تعيش جميعها تحت رمال ناعمة يتناثر فوقها زلط بشكل منظم، تحيط بها جبال مرتفعة ومنخفضات هابطة تحتضنها جذور أشجار متحجرة منذ ملايين السنين تنبت من جذوعها نباتات خضراء فريدة النوع، وتحاوطها قناتان للمياه واحدة شرقًا والثانية غربًا.

الغابة المتحجرة أو الغابة الخشبية، هضبة تكاد تكون مستوية بها بعض الجروف والتلال، يغطي منطقة المحمية في أجزائها جبل الخشب التابع لعصر الأوليجسوسين وعمره 23 – 35 مليون سنة، وتقع في الجزء الجنوبي من مدينة القاهرة الجديدة سجل منها 6 كم مربع فقط سنة كمحمية طبيعية عام 1989م.

وينتشر بها  أكثر من 122 نوعًا من النباتات النادرة داخل الغابة منها "نرجس الجبل"، أو "زهور النرجس الأبيض" و "الطيطان" أو "نرجس الجبل" وهي من الزهور النادرة، والمنتشرة داخل المحمية وتدخل مستخلصاتها في صناعة العديد من العلاج الحديث، وفق دراسة أعدها القائمون عليها استمرت 8 سنوات.

وتضم "الغابة" عددًا من الزواحف الخطِرة مثل ثعبان "الطريشة" أو "الدفان" وهو ثعبان نادر يظهر منتصف الشتاء، حيث لم يتم اكتشاف مصل لعلاج سمه الذي يقتل خلال 10  دقائق، هذا فضلًا عن "قاضي الجبل" وهي سحلية تجمع بين لونين الأزرق والبنفسجي، وشديدة التأقلم مع الألوان الرملية لذا لا تظهر بسهولة.

ويقطن بالمحمية زاحفة "بطنيات الأرجل" وهي تمثل نوعين يظهر أحدهما ليلًا وينتشر بصورة كبيرة ما يؤثر سلبًا على انتشار العديد من النباتات بالغابة.

الباحث الجيولوجي أحمد عبد الواحد، قال إن الحشرات بالمحمية تنتمى إلى شعبة مفصليات الأرجل، وتعد أكثر الكائنات تنوعًا وعددًا على وجه الأرض، فهي تؤلف نحو 75% من الأنواع الحيوانية، وثمة أكثر من 125 مليون نوع معروف منها حتى اليوم، وتدل الدراسات الأحفوية أنها ظهرت في العصر الفحمي أي قبل نحو  350  مليون سنة، وتميزت باشتمالها على ثلاثة أزواج من الأرجل أصدرية المفصلية، وأكثر الحشرات بدائية هي الأنواع الحديثة اللامجنحة.

وأضاف الباحث لـ "بوابة الوفد": أنه تم اكتشاف حيوانات اللافقارية بالغابة، منها "القوقع الصحراوي الأبيض" وهو ذات سم رخوي غير متقطع، كما تتمع الغابة ببيئة عالية ويستوطن 15  ألف نوع و35 شعبة من الرخويات.

وخلال الدراسة عثر الباحثون في أبريل 2015، على أسنان لقروش منذ ما يقرب من 400 مليون عام، حيث أكدوا أن القروش مرت من هذا المكان، حيث يقولون أن القروش تفقد العديد من أسنانها أثناء مراحل حياتها، كما تم العثور على حفريات عدة لم يتم معرفة قاطنيها، لكنها ربما تكون كائنات انقرضت منذ زمن بعيد.

أما شجرة "العُشَر" فهي الأكثر انتشارًا داخل المحمية، ويبلغ طولها 3 أمتار، تزدهر مع بداية الصيف باللون البنفسجي، وتمل ثمرة بحجم الليمون، كما يوجد بداخلها مصل ألياف يشبه القطن كان يستخدم قديمًا في حشو الوسائد، كما تستخدم ثمرتها في علاج أمراض خارجية مثل "البواسير" و "البروزات الجلدية" المعروفة باسم "السنط".

كما تضم المحمية قناتين للمياه واحدة شرقا والثانية غربًا ـ وفق الباحث ذاته.

Comments

عاجل