المحتوى الرئيسى

حماده فهمي يكتب: سلسلة البيوت أسرار (1) القاتل الصامت للعلاقة الزوجية | ساسة بوست

02/21 13:25

منذ 1 دقيقة، 21 فبراير,2017

انتبه فحياتك الزوجية في خطر!

لا توجد علاقة زوجية إلا ويدخلها ولو لفترة أو مرحلة من مراحلها، ولن تشعر به لأنه يتسلل في صمت ليدخل إلى حياتك تدريجيا، قد تشعر به فقط عندما تبدأ المشاكل في الظهور بحياتك الزوجية ولكنك لا تعلم سبب تلك المشاكل، وحينها قد يكون الوقت متأخرا للتخلص منه بالحلول التقليدية، سنتعرف عليه خلال الأسطر التالية ونضع روشتة العلاج له.

ما هو القاتل الصامت للعلاقة الزوجية؟

إنه الإهمال الزوجي، قد تتعجب من أن الإهمال الزوجي يعد القاتل الصامت للعلاقة الزوجية، بل قد تجد الكثير من المتزوجين يتعايشون معه على اعتبار أنه من مكملات الحياة الزوجية أو كأنه عنصر أساسي في العلاقة الزوجية، وعلى الناحية الأخرى قد تجد بعض الأزواج (الزوج أو الزوجة) ينتبه له ويبدأ في التعامل معه للقضاء على أسبابه حتى تنجح حياتهما الزوجية.

 أن يتساوى وجودك وعدم وجودك مع شريك حياتك.

اعتذر لحدة المعنى لأن هذا تعريفه من وجهة نظري، لأنك ستجد أن شريك حياتك لايشعر بتغيير في حالة وجودك معه بل في بعض الأحيان عندما يشتد الإهمال الزوجي قد يصل لكراهية الشريك الآخر وجودك معه في نفس المكان، ويحب أن يكون وحيداً على أن يوجد معك بمكان واحد، ثم تجد العلاقة الزوجية قد تتطور لمرحلة أن يعيش كلا الزوجين حياه منفصلة بشكل شبه كامل عن الآخر.

كيف تتعرف على وجود الإهمال الزوجي بحياتك؟

هناك مظاهر عديدة توضح لك أن شريك حياتك يعاني من الإهمال الزوجي، منها أن تجد شريك حياتك عندما تكون في المنزل لا يجلس معك ويحاول أن يظهر انشغاله في أمور أخرى بالمنزل، ومنها أيضا عدم إبداء اهتمامه بأي موضوعات خاصة بك أو بكما، وكذلك كثرة افتعال المشاكل بدون أسباب منطقية، ومنها أيضا أن ينام كل منكما في غرفة منفصلة، وبالنسبة لك ستجد نفسك تعيش في قوقعة ولا ترغب في أن يدخلها شريك حياتك في حين أنك قد تسمح لأشخاص آخرين بالدخول لها، وهناك العديد من المظاهر ولكن ما سبق هو أشهرها.

من هو المتسبب في حدوث الإهمال الزوجي؟

الزوج أو الزوجة أو كلاهما أو عائلة أحد الزوجين، منطقي أن يكون أحد الزوجين هو المتسبب في حدوث الإهمال أو كلاهما، قد تصيبك الدهشة من معرفة أن يكون المتسبب في الإهمال الزوجي هو عائلة الزوج أو عائلة الزوجة ولكن ستزول دهشتك خلال السطور التالية، فمثلاً هناك زوجه تحب زوجها وتعمل على إرضائه من خلال إرضاء والدته التي تعيش معهما في نفس المنزل أو في منزل آخر، ولكن هذا يحدث على حساب الزوج فتجدها تجلس مع والدته أكثر مما تجلس معه، وفي الناحية الأخرى قد تجد والدة الزوج تستمتع بذلك ولا تلفت انتباه (سواء عن قصد أو غير قصد) زوجة ابنها لضرورة أن تقوم بمراعاة زوجها خاصة لو كان موجوداً بالمنزل ، ففي هذه الحالة يبدأ الإهمال الزوجي فتجد الزوجة في حيرة بين زوجها ووالدته، كما تجد الزوج يرغب في مراعاة زوجته له دونما تقصير مع والدته، وتجد الأم تسعد بمراعاة زوجة ابنها لها ولا تلفت انتباهها لمراعاة زوجها!

ما هي أسباب الإهمال الزوجي؟

هناك العديد من الأسباب لحدوث الإهمال الزوجي وأشهرها عدم اهتمام أحد الزوجين بالآخر، عدم معرفة أحد الزوجين أو كلاهما لطبيعة العلاقة الزوجية ودورهما كشريكين فيها، غياب الحب عن مائدة العلاقة الزوجية، أنانية أحد الزوجين، الغرور من أحد الزوجين سواء بسبب الاختلاف في المستوى المادي أو العلمي أو الاجتماعي أو الجمالي، غياب التقدير عن العلاقة الزوجية، الضغوط الحياتية الكثيرة، غياب حسن الانصات للطرف الآخر.

يجب أن تصارح شريك حياتك (بصورة لطيفة وليس بتعنيف) أنك تشعر بتغيره من ناحيتك وتسأله إذا كان هناك تصرف قد صدر منك دونما قصد جعله يتغير، فأحيانا قد تصدر منك كلمة دونما قصد أمام شريك حياتك ونظراً لأنه من الشخصيات الحساسة قد يكتمها في نفسه دونما مصارحتك بها ويتغير من ناحيتك، أو تسأله إن كان هناك ظروف معينه تشغل تفكيره أو مشكلة تصادفه حتى تساعده أن يلقي بحمله لتتشاركه معه وتدعمه في حلها.

كن مبادرًا وابدأ بالاهتمام بشريك حياتك

الاهتمام يولد الاهتمام وإذا انتظر أحدنا الآخر فلن نبدأ، ليس عيباً أن تبدي اهتمامك بشريك حياتك أو أن تكون من يبادر، شاركه في بعض ما يحب أن يفعله، وحاول أن تجد بعض الأشياء المشتركة بينكما ولو حتى أن تخترع اهتمام جديد كي يجمع بينكما، واجعلا وقت الاهتمامات الفردية أقل ما يمكن.

التقدير والاحترام هما ماء الحب

التقدير والاحترام بينكما هو ما يروى شجرة حبكما، فيجب عليك أن تظهر تقديرك لشريك حياتك وتشكره ولو بكلمة لطيفة على ما يقوم به من أجلك حتى ولو كان شيء بسيط لأنك ستجعله يكرره ويقوم بما هو أفضل من ذلك، واحذر أن تظهر عدم احترامك لشريك حياتك خاصة أمام أهلكما أو معارفكما لأنه سيبدأ تجنب التواجد معك أمام أي شخص آخر، بالإضافة لأنك ستصغر في نظره.

نعم الحياة الزوجية أشبه بالشركة ولكنها ليست كالشركات التجارية، فهي أسمى من ذلك فالزواج علاقة روح بروح قبل أن تكون علاقة شخص بشخص، ويجب أن تبنى على التشاور والتفاهم والمودة، ولا تبنى على الأنانية والغرور، فلا يقتصر دور الزوج على كونه محفظة النقود ولا دور الزوجة على كونها مطعم الأسرة.

احذر من فخ الإهمال العاطفي، بمرور الوقت قد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بأنه لا داعي لأن يظهر حبه لشريك حياته لأنه يعلم بالفعل أنه يحبه وقد مضى على زواجهما عدم أعوام، ولكن يجب أن تدرك أن كلمة (أحبك) أو (وحشتني) أو أي كلمة أخرى تدل على حبك لشريك حياتك فإن هذه الكلمات لها مفعول السحر على شريك حياتك خاصة بالنسبة للمرأة، ولا يمل الشريك الآخر مهما كبر في السن من سماع تلك الكلمات.

للأسف نبدأ حياتنا بتعليم أولادنا في بداية حياتهم كيفية الكلام والحركة والأكل ولكننا لا نعلمهم كيف يستمع وينصت للآخرين، ولكننا لو تعلمنا الإنصات بشكل جيد لشريك حياتنا لاستطعنا حل أغلب المشكلات، فعدم الانصات يؤدي لعدم فهم المشكلة مما يؤدي للتسرع في الحل مما يترتب عليه أن يزيد حجم المشكلة.

الأمان غلاف الحماية من الصدمات

أن يشعر شريك حياتك معك بالأمان يجعله يستطيع أن يبيع الدنيا كلها من أجل رضاك، وعدم شعوره بالأمان قد يجعله يبيع الدنيا من أجل أن يتركك، فاعمل على أن يشعر شريك حياتك بالأمان والسكينة معك، لأنه إن شعر معك بالأمان فمهما صادفتم من مشاكل وصدمات سيساعده ذلك الشعور على أن يتكاتف معك لتخطيها.

حاول أن تتخلص من الإهمال الزوجي ولا تجعله يتسلل لحياتك، ولا تيأس من عدم النجاح من المحاولة الأولى، لأن سعادتك في حياتك الزوجية بالتأكيد تستحق الكثير من المحاولات، ولتعلم أنه كما تمكن من تسلله لحياتك بالتدريج فلن يخرج منها إلا بالتدريج، والمحاولة والصبر والإصرار هم أساس النجاح.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل