المحتوى الرئيسى

أمير الجماعة الإسلامية بكردستان: هذه علاقتنا بعمر عبد الرحمن وجماعته

02/21 11:02

تقدم الجماعة الإسلامية في كردستان العراق، نموذجاً مميزاً لجماعات الإسلام السياسي في المنطقة، رغم أنها لم تصل إلى الحكم، لكن لها تجربة ملحوظة في المشاركة السياسية سواء في الحكومة أو المعارضة في إقليم كردستان العراق.

رسم هذا الدور وقاده مؤسس الجماعة وأميرها الشيخ علي بابير، الذي لديه رصيد كبير في الحركة النضالية الكردية في العراق، بجانب تجربة سياسية عميقة أكسبته حنكة وخبرة جعلته وجماعته يحتلان مساحة لا يُستهان بها في المشهد السياسي في الإقليم..

لكن السياسة هي أحد أوجه الجماعة وأميرها، فلهما وجه آخر لا يقل أهمية هو مجال الدعوة الإسلامية، حيث وضع الشيخ علي بابير خطوطاً عامة ومنهاجاً للجماعة في العمل الدعوي، ويصنف خطاب الجماعة على أنه معتدل وفكر إسلامي منفتح يُعبر عن حقيقة الإسلام السمح الوسطي المعتدل الصالح لكل زمان ومكان.

"مصر العربية" أجرت حوارًا مطولاً مع الشيخ علي بابير في مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، وحاولت من خلاله التعريف بالجماعة وأميرها، والتعرف على المشروع الفكري والدعوي للشيخ علي بابير، ومواقفه من العديد من القضايا الإشكالية التي تشغلنا هذه المرحلة.

الجماعة الإسلامية امتداد للحركة الإسلامية السابقة، وفي سنة 1998 اتحدت الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ عثمان عبد العزيز، والذي خلفه شقيقه الشيخ علي فيما بعد، وحركة النهضة الإسلامية بقيادة صديق شقيق الشيخ عثمان والشيخ علي.

حدث اندماج واتحاد باسم حركة الوحدة الإسلامية، وكان لنا ملاحظات حول هذا الاتحاد وكيفية الاندماج، ثم عُقد أول مؤتمر لحركة الوحدة في قرية "طويلة" التابعة لقضاء حلبجة المتاخمة للحدود الإيرانية، واخترنا الشيخ علي رغم أنه لم يلتزم بالشروط التي قطعناها، وتحملنا كثيرا إدارته الخاطئة في أمور كثيرة ..

وصبرنا لمدة تسعة أشهر ومن ثم نعلن عن أنفسنا باسم الجماعة الإسلامية، وانتخبت أميراً لهذه الجماعة يوم 31 مايو 2001 .

مبدئيًا نحن نعتمد على الشورى في إدارتنا وليس الديموقراطية، فالديمقراطية كآلية للإدارة والحكم ليس لنا عليها ملاحظات ومؤاخذات، لكن لنا ملاحظة أساسية على الديمقراطية من حيث جوهرها، وهي إعطاء حق التحليل والتحريم لغير الله سبحانه وتعالى، هناك نقاط اتفاق بين الديمقراطية والشورى.

كان لنا  ملاحظات على منهج الشيخ علي ومن معه في إدارة الحركة، حيث أنه ما كان يلتزم بالمنهج والنظام الداخلي هذا أولاً، وثانيًا ما كان يراعي الشورى ونتائج الانتخابات التي تُجري ولا يلتزم بها، ثم قضية بيت المال كنا نحرص أن يكون مورد بيت المال واضحًا وفيه شفافية، ثم قضية العلاقات مع الأحزاب ومع الدول والمنظمات يجب أن تكون واضحة ونابعة من مؤسسات وليست وفق مزاج شخصي..

بجانب أن أولاد الشيخ وأقاربه كانوا يتدخلون في كل الشؤون بدون أن يكون لهم محل من الإعراب في الحركة أو قيادتها حسب أعرافنا الحزبية، ويجب أن يفوزوا في المؤتمر وهكذا .

هذه الأسباب الحقيقية وراء تأسيس الجماعة الإسلامية ولا نقول انشقاق لأن الأغلبية الساحقة في الحركة الإسلامية السابقة انضوت تحت لواء الجماعة مثلاً من ضمن تسعة وعشرين شخصاً أعضاء القيادة  للحركة كان منهم ستة وعشرين معنا، وأبقينا الشيخ علي بشروط وهو لم يلتزم بها، لذلك فقد شرعيته.

عندما نتذكر هذا التاريخ نحمد الله أننا صبرنا وكظمنا غيظنا ونأينا بأنفسنا عن أي صدام، وكنا عندما نتذكر تجربة الإسلاميين في الجزائر وأفغانستان وأماكن أخرى يخفينا هذا فنضبط أنفسنا وأفرادنا، والحمد لله نجونا بسلامة.

 الجماعة الإسلامية اسم عام كما الحركة الإسلامية اسم عام، واخترناه حتى نميز أنفسنا عن الاسم السابق، ولو أن الاسم السابق لم تبق له شرعية لأن الحركة الإسلامية اندمجت مع  حركة النهضة وكونتا حركة الوحدة الإسلامية.

إذن هو مجرد تشابه في الاسم مع الجماعة الإسلامية في مصر، لا أخفيكم كان لنا ملاحظات على كثير من الحركات التي تتبنى العنف والشدة في التعامل مع المجتمع ومع الحكومات؛ لأننا لم نر إلا الدماء والأشلاء والخسائر، لم نر فوائد تُجنى من هذه الاصطدامات، وهذا ما عملنا به نحن في واقع إقليم كردستان.

عندما أعلنا عن الجماعة الإسلامية اعترضنا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني عدة مرات، وقُتل أحد قادتنا الشيخ عبد الله قصري في سيطرة "طاسلوجة" وأربعة من رفاقه، ثم تعرضت مقراتنا لقصف أمريكي بالصواريخ وكانت أصابع الاتهام موجهة نحو الاتحاد الوطني أنهم هم الذين أوشوا بنا وحرضوا الأمريكان علينا، ومع هذا صبرنا وكظمنا غيظنا؛ لأننا قلنا إن الاقتتال الداخلي نزيف للطرفين والخاسر هو الشعب والمجتمع ككل..

ليس لدينا أي ارتباط مع الجماعة الإسلامية في مصر، وأنا كشخص التقيت ببعض الإخوة منهم طلعت قاسم وكان قياديا في الجماعة في باكستان في بيشاور عام 1991، وأيضا التقيت بالشيخ عمر عبد الرحمن في جدة عام 1991 أثناء الحج، وكان لقاءً عابراً.

لم أر نبيًا بدأ بالعنف في معاملة المجتمع، بل حتى لم يستخدم العنف في مقابل العنف، مثلا في سورة الأعراف يقول الله سبحانه وتعالى:" وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَٰكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ"

نرى أن نبي الله هود عليه الصلاة والسلام، حتى الكلمات الجارحة التي تلقاها  لم يرد عليها بهذا الأسلوب، فهو لم ينزل من مستواه العالي الذي يليق بالأنبياء خلقاً وكرماً، إلى مستواهم الهابط، قال إني لكم ناصح أمين..

ثم نجد في سورة الشعراء إن قوم نوح عليه الصلاة والسلام يقولون قَالُوا "لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ "، يهددونه بالرجم بالحجارة، لكنه لا يهدد وإنما يلتجئ لله.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل