المحتوى الرئيسى

نقيب الصحفيين السابق لـ«الوطن»: التوافق بين «سلامة وقلاش» لن يتحقق.. وكلاهما حالة استقطابية ستؤذى النقابة

02/21 10:19

قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين السابق، إن قرار انسحابه لم يكن لصالح تيار معين فى الانتخابات، مؤكداً أن سببه أنه فشل فى إحداث توافق بين الجماعة الصحفية، مشيراً إلى أن المقبل أسوأ فى تاريخ النقابة وفقاً لمؤشراته وحساباته، فكان لزاماً عليه أن يأخذ موقفه بالانسحاب، لافتاً إلى أن جميع الأطراف التى أعلنت ترشّحها للتوافق على شخصية واحدة، لكنهم رفضوا التوافق وفضّلوا مصلحتهم بالترشّح، مؤكداً أنه سعى لإيجاد حل سياسى مع مؤسسة عُليا فى الدولة لأزمة النقيب والمجلس الحالى مع الدولة، وطلب من النقيب الحالى «يحيى قلاش»، أن يؤجل ترشيحه حتى يتم الانتهاء من الحل، لكنه رفض وأصر على ترشّحه.

«رشوان»: الدولة رحّبت بالحل السياسى لأزمة «قلاش» شريطة تأجيله الترشح لكنه رفض

وأضاف «رشوان» فى حواره لـ«الوطن»، أن التوافق بين كل من «عبدالمحسن سلامة» و«يحيى قلاش» المرشحين على منصب النقيب لن يتحقق، وكلاهما حالة «استقطابية» ستُؤذى النقابة، مشيراً إلى أن أى معركة سنخوضها خلال الفترة المقبلة سنخسرها، داعياً الصحفيين إلى إبطال صوتهم فى اختيار النقيب، لافتاً إلى أن الانتخابات ستكون مزيداً من الفرقة، خصوصاً أنهما لن يقيما جسور الحوار داخل وخارج الصحفيين، منوهاً بأن «سلامة» كان مرشحاً عن الحزب الوطنى، و«قلاش» لم يمارس السياسة نهائياً، وأدعو الله لهما «أن يعينهما على نفسيهما، وأقصد بها ما أقصد».

■ لماذا انسحبت من انتخابات «التجديد النصفى» لنقابة الصحفيين؟

- انسحابى ليس لصالح أحد، ولا خوفاً من أحد، ولا من موقف، لكننى انسحبت لأن «المقبل أسوأ» ورأيت الموقف يلزمنى بالانسحاب، لأننى فشلت فى إحداث توافق بين الجماعة الصحفية لإيجاد مدخل لإصلاح الحال، كبديل «لـ«الخراب»، وأنا رجل أعمل فى هذه المهنة منذ 1981، وكنا قبل وقت قصير جداً من يملك منا كارنيهاً، أو سيارة، كان يفخر بأن يضع عليها «بادج» نقابة الصحفيين، لكن الآن لا يحدث ذلك، لأننا نرى أن النظرة داخل المجتمع شديدة السلبية، وكان النجاح الحقيقى فى وجهة نظرى أننا نعيد الاحترام والهيبة إلى المهنة، وبما نحن فيه الآن أؤكد أنه «لن تقوم لها قائمة».

■ الفترة ما بين إعلانك الترشح وانسحابك قصيرة.. فماذا حدث؟

- أصدرت بيانى الأول مبكراً، عامداً أن تصل رسالة إلى جميع الزملاء الذين ينوون الترشّح، وأن ينتبهوا إلى أن حالة التوافق ضرورية، وإذا لم نصل إلى تلك الحالة فالانتخابات ستكون مزيداً من حالة الفرقة، وهو ما حدث، فلم نصل إلى توافق فى ما بيننا، ومجلس منقسم على نفسه، وجزء آخر يعقد جبهة لتصحيح المسار، وبعدها نجد تصويتات خاصة بالهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام، التى تعتبر تصويتات تاريخية، تحدث فيها تربيطات، أحدها فى المجلس الأعلى للصحافة، وآخر فى اتحاد الصحفيين العرب، بين أعضاء المجلس.

أدعو «الصحفيين» إلى إبطال أصواتهم فى اختيار النقيب.. وفرض الحراسة القضائية على النقابة كابوس لا أتمنى أن نستيقظ عليه أبداً

■ هل هناك أسرار قبل انسحابك؟

- دعوت جميع الأطراف إلى التوافق، وبدأت أتواصل مع الجميع، وما أُتيح لى من تواصل واتصالات شبه يومية، ومع الأطراف الأخرى فى المجتمع والدولة، وكانت نظريتى بسيطة هى الخروج للرأى العام بمشهد جديد يلغى جزءاً من الصورة السلبية المأخوذة عنا، وليست كلها، وهو أول شىء فى الصورة أن يقال إن لنا موقفاً، وبعدها أننا لن نستطيع أن نتفاوض مع الدولة والمجتمع إلا من خلال مركز قوة، والذى لن يأتى ونحن منقسمون، فمن المعروف أن الجيوش المقسومة تنهزم وتستسلم، فكان أول شرط لتحقيق مطالبنا، أننا نُظهر أى لقطة بالصورة فى توحدنا، والانتخابات عكست الصورة السلبية السابقة، وكانت لى خطة كبيرة فى إصلاح باقى الصورة.

- لدينا شخصيات كبيرة «الناس نسيتها»، وهناك شيوخ للمهنة يجب أن نعيد إظهارها على الشاشات لدينا أيضاً، زملاء مختلفون فى الرأى، لكن الناس لا ترى أنهم يختلفون للضرب فى بعضهم البعض، فكنت أنتوى أن أنظم حملة علاقات عامة بما فى ذلك تلك الشخوص المختلفة سياسياً، ونعقد لقاءً ونرى الناس من خلاله فكرة الصحفى يختلف، لكنه مجمع على احترام مهنته ونقابته، فخطتى كانت بداية تأثير الصحافة والمجتمع، ولا توجد مهنة تؤثر إلا إذا تأكد المسئول أنها قوية فى المجتمع، وإذا ضعفت فليست لها أى قيمة.

■ دعوت الجميع إلى الاتفاق على مرشح.. فإلى أين وصلت؟

- نعم دعوت الجميع، (يحيى قلاش، وعبدالمحسن سلامة)، ليلة الترشيح للانتخابات وقلت يا زميلىّ العزيزين تعاليا نتحدث ونتفق على شخص أياً من كان، وليس بالضرورة أن يكون أنا، لأن لدينا مشكلتين الأولى هى الجسور فى الداخل، والثانية هى الجسور فى الخارج مع أطراف المجتمع والدولة، فقاعدة الجسر الداخلية مفتّتة، وتحتاج إلى تقوية حتى تحتمل إقامة جسور فى الخارج، وقلت لهما من يرى فى نفسه أنه يستطيع أن يُحدث توافقاً داخلياً ويدعم تلك الجسور يرفع يده، وأكملت أنهما حالتان للاستقطاب، بمعنى أننا رأينا حالة النقابة فى الفترة الأخيرة، ووجدنا فى الأزمة الأخيرة أنه كان هناك انقسام داخلى، وكانت هناك دعوات لسحب الثقة، وقلت من يستطيع بناء جسور بين زملائه عليه أن يُثبت ذلك، وإذا رأيت أننى أصلح لذلك فأنا مستعد للمغامرة، وإذا لم تريا ذلك، فأنا مستعد للتنازل، وأنا تواصلت مع بعض الأسماء المرشّحة للتوافق و«تحايلت عليه» للنزول مكانى، لكنه رفض.

انسحبت من الانتخابات لأن المقبل أسوأ.. والنظرة الحالية إلى «الصحفيين» داخل المجتمع شديدة السلبية.. وما نحن فيه الآن يؤكد أن المهنة لن «تقوم لها قائمة»

- أحد رؤساء المؤسسات الصحفية القومية، وعليه توافق كبير من قِبَل الجماعة الصحفية، لكنه رفض.

■ وما الرسائل التى رد بها كل من «قلاش» و«عبدالمحسن» على اقتراحك بالتوافق؟

- الاثنان أصرا على الترشح، لدرجة أن المسألة الخاصة بحبس النقيب والسكرتير، وهى مسألة شائكة جداً، وأنا كنت فيها من بدايتها، وأتحدى النقيب نفسه أن يقول ماذا فعلت فى وجود «يحيى» نفسه، واتصالات يعلمها هو نفسه فى بداية الأزمة، وقبل أن تشتعل، حتى نتجنب الأزمة الكبرى، وليست له، لكن للنقابة كلها، واستطعت على مستويات متوسطة، ثم على أعلى مستويات الدولة، أن أصل إلى حل يرضينا جميعاً، وأن نضع أسساً فى منتهى الشرف والكرامة، وكان أملى الوحيد أن يؤجل «قلاش» ترشّحه، وأرسلت إليه برسالة مباشرة بذلك، والدولة كانت مرحبة بالحل السياسى، لكن الشرط أن يؤجل يومين، لكنه بادر بترشيح نفسه قبل الوصول إلى حل بيوم واحد، والحل لا يجوز فعله وهو مرشح، لأنه إذا لم ينفذه سيبدو وكأنه دعم له.

- لا أستطيع الإفصاح عنه، لكنه حل سياسى متوازن فى صالح الجميع، وإنهاء للقضية بشكل سياسى، بعيداً عن القضاء، من قِبل أعلى مستوى فى مصر، ولم تكن هناك شروط من قِبل الدولة.

■ وماذا عن رد نقيب الصحفيين؟

- «ما لحقتش أسمع رده، لأنى طلبت منه أن يؤجل ترشيحه يومين للحل»، وكان ذلك مساء الجمعة قبل فتح باب الترشح بساعات، وقلت ذلك للزميل الوسيط بيننا، وسألنى «لو حابب تجلس معاه، لكن يحيى كان رده أن الجلوس الآن لا يفيد فى ذلك الوقت».

■ ولماذا لم تأخذ خطوة التفاوض مسبقاً قبل الانتخابات بفترة، حتى لا تُفهم أنها معركة انتخابية؟

- التفاوض بدأ منذ بداية الأزمة، و«قلاش» وخالد البلشى يعلمان ذلك، وخالد ميرى وكارم محمود وصلاح عيسى شهود، وكذلك الدكتور حسن عماد مكاوى، وليلة انعقاد المؤتمر العام للنقابة، تواصلت مع رئيس الحكومة، حول بيان كامل أشبه بالاعتذار الرسمى للجماعة الصحفية، وعرضته على جميع الزملاء، والسيد النقيب وافق عليه، لكننا فوجئنا بأنه حلت محله مطالب الاعتذار.

■ وبماذا تفسر موقف «قلاش» حينها بالاستمرار فى الدخول إلى نفق مظلم فى بداية الأزمة؟

- ليست مهمتى تفسير سلوك الأشخاص، لكننى أفسر بعلوم السياسة فى مرحلة الأزمة، أريد أن أحيط الجماعة الصحفية بأطراف الأزمة وأذكرهم بأن كلاً من خالد البلشى وجمال عبدالرحيم كانا فى مجلسى عندما كنت نقيباً، وهو ما كان أصعب فى ظروف المواجهة مع «مرسى» وإذاعته و«رابعة» وفضها وحظر التجوال والجيش فى الشارع، ومصرع ومقتل عدد من الزملاء، ووجود الزملاء، ومع ذلك هذا المجلس وقتها كان متناغماً، واسألوا خالد البلشى عما أنجزناه خلال تلك الفترة فى ملف الحريات، وإذا كان هناك شىء تغير فى المعادلة، فالزميلان أخطآ، لكن هناك تغييراً حدث فى المنظومة، رغم أنهما قبل ذلك كانا فى سنوات أصعب، وتدفع إلى مواجهة أكبر، لكن لصالح النقابة والجماعة الصحفية حافظنا على صورتنا أمام الجميع، وخلال هاتين السنتين. إذاً ما أستطيع أن أقوله إن «يحيى قلاش» تقديراته مستقاة من خبرته، والصوفية تقول «على قدر أهل العزم تؤتى العزائم»، وخبرته فى التفاوض تنحصر داخل «عبدالخالق ثروت».

■ هل يراهن «قلاش» فى نجاحه خلال الانتخابات المقبلة على بعض شباب الصحفيين الثورى؟

- لا أتحدث عن حسابات، لأننا فى ماراثون انتخابى، ومن حقه أن يجيش لنفسه من يشاء، لكن علينا أن ننظر إلى طريقة التفكير، لكن أنا بالحسابات الانتخابية أعلم جيداً أننى أقوى انتخابياً منذ عام 2009، منذ معركتى مع مكرم محمد أحمد، والمؤشرات التى وصلتنى كانت تقول على الأقل ستكون هناك إعادة بينى وبين منافسى فى الانتخابات، لكن الحسابات ليست انتخابية، وأنا لا أبحث عن مقعد، لأننى حصلت عليه مسبقاً، ولا استعداد عندى للفشل.

■ وما رؤيتك لـ«عبدالمحسن سلامة» كمرشح؟

- على مستوى الزمالة، فإن كلاً من «عبدالمحسن» و«قلاش» زميلان محترمان، لكن على مستوى الأداء السياسى، فتشهد عليه مواقفهما وكتابتهما، وعلينا أن نبحث مَن كتب ماذا؟، ومَن فعل ماذا؟، وأنا لدى وقائع أن «عبدالمحسن» كان مرشحاً عن الحزب الوطنى فى دائرة قليوب، وأنا كنت مرشحاً عن حزب التجمع فى تلك الانتخابات، وتم إسقاطى، وأحمد عز أعلن ذلك مباشرة بعد إسقاطى، و«قلاش» كان موجوداً فى السياسة، لكنه لم يمارس سياسة نهائياً، وهذه مشاهد، أن الاثنين عملا بالعمل النقابى، لكن يمكن أن يتأثرا بمقاعدهما واعتادا وجودهما فى الصفوف الثانية، وليس المقدمة.

■ وهل ترى أن الدولة تدعم «عبدالمحسن»؟

- الدولة لا تدعم أحداً بعد الثورة بشكل صريح، لكن الرهان الحقيقى هو ما الذى يستطيع المرشح تقديمه وفعله مع الدولة بعد نجاحه فى الانتخابات، بجهوده وقدراته الذاتية، وأنا عندما كنت نقيباً، جرى العرف أن البدل الذى هو حق الصحفيين، ألا تتم زيادته إلا بمواكبة الانتخابات، وللمرة الأولى فى تاريخ البدل يزيد 3 مرات خلال فترة وجودى نقيباً، وهو نتيجة وجود نقابة قوية، وهناك نقيب قوى يستطيع أن يدرك قوتها ويعرف أى الأبواب يطرقها.

■ قال المرشح «عبدالمحسن سلامة» إنه يستطيع خلق علاقة متكافئة مع الدولة.. فكيف ترى ذلك؟

- من حقه أن يقول ما يشاء، لكن إذا تنافى الشرط الأول ينتفى وجود الثانى، فالأول أن تكون ضفة الجسر الداخلى صلبة، وهو ما ليس موجوداً، حتى يتحقّق الشرط الثانى، وأن تكون هناك تلك العلاقة المتكافئة مع الدولة، وهذه المعركة والأزمة التى تعانى منها النقابة جزء منها يُدار بذكريات الماضى، ومن المرشحين الاثنين داخل النقابة، وكان فى العهود السابقة فى المجالس، هناك أحلاف بين كل من يحيى قلاش وعبدالمحسن، فمعركتهما مع بعض قديمة، وانتهى زمانها، وهو ما سيؤثر فى حالة الشد الموجودة، والمصلحة العامة الآن تقتضى أن تكون هناك لحمة، ولو مؤقتاً، حتى يكون هناك تفاوض حقيقى، ودائماً علم السياسة يقول إن طرابيزة التفاوض تعكس الواقع الداخلى، وهناك شروط لأى تفاوض، فإذا كنت ضعيفاً، فلن تحصل على حقك، والواقع الآن يؤكد أنه ليست هناك قوة تفاوضية حقيقية، وإذا استطاع كل منهما أن يحقق معجزة، فأنا أستطيع أن أدرسها فى علوم التفاوض لتلاميذنا.

■ وبمَ تفسر دعم مكرم محمد أحمد لـ«عبدالمحسن» على منصب النقيب؟

- «مكرم» رمز من رموز الصحافة وأستاذ الأجيال، وكنت أخشى ألا يُفسر دعمه له بذلك، ولا يليق بمقام «مكرم» أن يظل أسيراً لمعركة دارت فى 2009 فى عهد «مبارك»، ودخلنا الإعادة وكانت بفارق 39 صوتاً، وكانت المرة الأولى كنقيب للصحفيين، وبالمناسبة أود أن أسأل سؤالاً: لماذا لم يترشح كل من المرشحين ضد «مكرم»؟ وإبراهيم نافع؟، أم كانت المعركة الانتخابية صعبة تحتاج إلى رجل مغامر، وكنت أنا وقتها المغامر، وهو قال فى حديث صحفى له، إن الرئيس مبارك هو من أمر صفوت الشريف بدعمه فى الانتخابات، ومع ذلك كان الفارق 39 صوتاً فقط، لكن هذا التفسير شائع، وكنت أتمنى أن يسلك مسلك «هيكل»، وأن يكون أستاذاً للجميع، وألا ينحاز إلى أحد، وأن يكون مدرسة عطاء للجميع، وإعلان تأييده لشخص دون آخر، هو أمر من حقه كعضو جمعية عمومية، لكنه كان يجب أن ينتبه إلى أنه أكبر من ذلك بكثير، وهو اختار ذلك لنفسه، بأن يكون عضواً عادياً بالجمعية العمومية، وليس شيخاً كبيراً من شيوخ المهنة.

■ ما رسالتك إلى كل من يحيى قلاش وعبدالمحسن سلامة؟

- أدعو الله لهما بأن يعينهما على نفسيهما، وأقصد بها ما أقصد.

■ كيف ترى مؤشر فرض الحراسة القضائية على نقابة الصحفيين؟

- «بعد الشر على نقابتنا من هذا»، وإن كان حصل لنقابات أخرى فى ظروف أخرى، فهذا كابوس لا أتمنى أن نستيقظ عليه أبداً.

■ هل مجلس النقابة الحالى ساعد على فرضية الحراسة القضائية؟

- لو كان الأمر يتعلق بالمجلس وحده ما كنت انتقدت الطرفين فى الأزمة التى وصلنا إليها بسبب الطرفين، طرف كما ذكرت كان يندفع دون حكمة ويقفز إلى المجهول، وطرف آخر يمسك بتلابيبه ويشده، لأنه يرى أنها فرصة مناسبة ليتولى شئون النقابة، وليس لصالح الدولة.

■ هل ترشح يحيى قلاش وعبدالمحسن سلامة ضد مصلحة النقابة؟

- التوافق لن يتحقق مع أىٍّ من المرشحين، وكلاهما حالة استقطابية ستؤذى النقابة، وما زلت موجوداً لمساعدة النقابة وأصغر زميل معنا، لكن أى معركة سنخوضها خلال الفترة المقبلة سنخسرها وفقاً للتوقعات.

■ البعض فسر انسحابك من انتخابات النقابة طمعاً فى الحصول على منصب فى الهيئة الوطنية للصحافة والإعلام؟

- أولاً تشرفت بأننى كنت من واضعى مواد الدستور المؤسِّسة لتلك الهيئة، وتشرفت بأن أكون أميناً عاماً للجنة التشريعات الصحفية والإعلامية، وكنت مقاتلاً من أجل وضع التشريعات التى تحكم الهيئة، وبحكم الدستور والقانون لا يملك أحد أن يُرشح نفسه لها، لكن يُرشح لها الجهات الآتية: نقابة الصحفيين ورئيس الجمهورية ومجلس النواب، ولو تحدثنا عن حديث الصفقات، فالذى اختارنى بالإجماع هو نقيب الصحفيين، وكان هناك 4 عليهم توافق دون تصويت، وأنا كنت أحد هؤلاء، ورئيس الدولة والبرلمان هما من يملك الترشيح، فلو كما قيل إننى رجل من الذين يقومون بصفقات مع تلك الجهات، فكيف ذلك وأنا ترشيحى جاء من نقابتى، وهل نقابتى كانت راغبة فى إبعادى وقتها عن النقابة، فلو كانت هناك صفقة من ذلك النوع، فالنقابة تكون من فعلت ذلك، لكننى أربأ بذلك تماماً.

■ هل تنتظر تولى منصب رئيس مجلس إدارة «الأهرام»؟

- عُرض عليا رسمياً مرتين، الأولى فى عهد المجلس العسكرى، والثانية من خلال المجلس الأعلى للصحافة، لكننى رفضت، واعتذرت لعدم قدرتى على إدارة مجلس «الأهرام»، أما فى المرة الثانية فكنت نقيباً للصحفيين ورفضت وقلت إننا لسنا فى عهد إبراهيم نافع، لأنه لا يجوز أن يكون نقيباً ورئيساً لمجلس إدارة «الأهرام»، لأن من يعزل هو رئيس مجلس الإدارة، ومن يفاوض هو النقيب، فهل جورج الخامس يفاوض جورج الخامس، وكذلك تم تكليفى رسمياً برئاسة تحرير «الأهرام»، لكننى رفضت ورشحت محمد عبدالهادى، وأبلغته بذلك، وبالتالى ليس من طموحاتى أكثر من هذا المكتب كرئيس لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لـ«الأهرام»، وأنا وصلت إليه بجهودى ولم أتقلد أى منصب تنفيذى فى الخارج، وعملت منذ 40 عاماً فى العمل العام، ولا أحتاج إلى كارت صفة، وأنا فخور بأننى رجل بجهودى، ولا أبحث عن وظيفة، ومن يتحدث عن صفقات عليه أن يذكرها، وأنا لدىّ معلومات عن المرشحين الذين يتهموننى بإجراء صفقات، وستظهر تلك صفقاتهم فى ما بعد.

- اسألا «قلاش» و«عبدالمحسن» عما أقوله عن الصفقات، وما دار، وما يدور مع الدولة نفسها، والدولة ليست النقيب الحالى، وهى من أعطته 50 مليون جنيه، والحلقة المفقودة فى الأزمة يُسأل عنها النقيب الحالى.

■ هل النقيب ضد النظام الحالى؟

- لا أستطيع أن أقول ذلك، لكن فى تحليلى لتصريحاته والبيانات التى صدرت عنه فى أزمة نقابة الصحفيين والبيانات التى تراجع عنها أيضاً خلال الأزمة جعلتنى لا أستطيع تصنيفه فى اتجاه معين، وهو عيب كبير فى النقيب، والمسألة ليست اتجاهاً سياسياً، لكنها طريقة للإدارة، وأنا لم أفهم طريقة إدارته.

■ وهل الأهواء السياسية هى التى كانت تُحرّك مجلس النقابة؟

- لا أستطيع الحكم على أهواء سياسية، لكننى أحكم على إدارة مواقف، والقدرة على إدارتها، ولا يوجد مجلس فى تاريخ النقابة كان متجانساً، والقاعدة هى الاختلاف، لكن المنظومة التى يعمل خلالها هى التى تستطيع أن تحتوى تلك الأزمات.

- لن أعطى صوتى لأحد، بل سأُبطل صوتى وأدعو الصحفيين إلى إبطال أصواتهم فى اختيار النقيب، ولن أقبل «عصر الليمون» لاختيار نقيب من بين الاثنين، وبالمناسبة الإبطال لا يلغى العملية الانتخابية، والنجاح يكون بأغلبية الأصوات الصحيحة، وسيكون ذلك رسالة سياسية من النقابة إلى النقيب الجديد بأن هناك عدم رضا عما يحدث، وألا يشعر أى ناجح فى منصب النقيب بأنه مفوض فى المعركة المقبلة، وأن الصحفيين لن يقبلوا معارك مقبلة، سواء داخلية أو خارجية، ولن يستطيع النقيب القادم العمل خلال الفترة المقبلة، ففى ظنى أن الصحفيين سيُرسلون رسالة إليه بأن الجمعية العمومية غير راضية، بما يُخفف الوطأة فى المرحلة المقبلة، لذلك لا بد من اختيار وانتقاء مجلس النقابة على معيار الخبرة والصدق والأمانة والتجانس.

■ وكيف ترى ترشح عمرو بدر لعضوية المجلس؟

- لكل شخص وجهة نظر فى ترشّح عمرو بدر، فهناك من يرى أن ذلك يفيده، وهناك من يرى أن ذلك يضره، وهناك حسن اللبان وزوجته مرشحان على مقعد عضوية المجلس مع أن «اللبان» فى السجن محبوس على ذمة قضية، وترشح زوجته يأتى اعتراضاً على حبسه، فلا يوجد عائق قانونى أمامهم، فالبعض يرى أنه يُذكر بقضيته، وأنه يريد أن يثير لدى الجماعة الصحفية ضرورة الدفاع عن المحبوسين، فى مقابل أن البعض يرى أنه يضع «العقدة فى المنشار».

■ وما توقعك لحكم المحكمة القادم الخاص بالنقيب واثنين من أعضاء المجلس؟ وهل سيغير مجرى الانتخابات؟

- أُدين بكل ما أملك من قوة حبس رمز من رموز الصحافة المصرية، وسيكون غير مقبول على الإطلاق داخل المهنة، وسيكون ضاراً جداً بالدولة، فنحن لا نقيم الأحداث، لكننا نرى آثار ذلك الحكم خارج البلاد، وأنا ألتقى بمسئولين كثر، ولو حُكم على «قلاش» سيكون أمراً غير مسبوق فى تاريخ المهنة العريقة، ولا يليق بنا، فالأمور لا تُوزن فى الطريق العام بالأمور القانونية، بل بالمصالح والمفاسد، وستكون سابقة غير مقبولة، وننتظر حكم القضاء، وللأسف تقدّمت بالحلول السياسية، لكن الآن فات أوانها.

■ هل هناك تواصل الآن مع الدولة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل