المحتوى الرئيسى

لا نامت أعين الجبناء

02/21 10:02

قال تعالى في كتابه الحكيم: "‏ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون". صدق الله العظيم.

تلقينا بالأمس القريب نبأ استشهاد البطل الشهيد سليمان محمد الغاوي الظهوري والشهيد البطل نادر مبارك عيسى، وقبلهم الشهيد راشد علي محمد الظهوري، وشهداء الإمارات البواسل الذين سبقوهم للشهادة في سبيل الدفاع عن وطنهم وخليجهم، وسطروا بطولاتهم في التاريخ وفِي واحة الكرامة التي تفتخر بأمثالهم، وكلنا فخر وعزةٌ بهم وبأمثالهم الأبطال من الذين يضرب بهم المثل في الشجاعة وحب الشهادة، وخير دليل على ذلك المقطع الصوتي الذي انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي للشهيد سليمان الظهوري وهو يعتذر ويستسمح فيه من إخوانه، حيث يقول فيه لهم: "السموحة منكم يا إخواني والبركة فيكم واعذروني إذا بدر مني أي قصور وتعرفون بأن الدنيا حياة وممات، فالذي فيه زعل مني أو يحمل بخاطره شيئا بسببي فليسامحني"، كلماتُ وداعٍ تهز مشاعرنا بما تحتويه من وداع للأحبة وحب للشهادة، وهذا ما تمنته ابنته البارة مريم لأبيها في فيديو أيضاً نُشر في يوم الشهيد العام الماضي منذ 4 أشهر تقريباً بأن يعود والدها البطل من اليمن منتصراً أو مستشهداً وها هو يعود مستشهداً، كم هي جميلة تلك التربية الأخلاقية التي تجعل الأبناء يشجعون والدهم على بذل النفس وتحقيق الانتصار في ميادين القتال، ولا ننسى كذلك الشهيد البطل راشد الظهوري وكلماته التي هزت الأبدان وأمنيته التي تحققت باستشهاده، والتي تم تداولها مؤخراً في مقطع فيديو بثته قناة يمنية بعد الانتصارات الأخيرة التي حققوها في المخا والمناطق المجاورة لها، وهو يقول فيه عبارته المشهورة التي تم تداولها مع الفيديو: "أطلقوا أيدينا وسوف ترون ما يرضينا، إن شاء الله منتصرين أو مستشهدين".. عبارة هزت قلوب كُل من سمعها وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مشتعلة، تتداولُ بكثافة ذلك الفيديو الذي يغرس الفخر والشجاعة ويحفز على النصر وحب الشهادة في قلوب الجميع، اعتزازاً بهذا البطل المقداد وبعبارته المشهورة إما النصر أو الشهادة، راشد الظهوري الذي لبى نداء وطنه وقادته هو إخوانه جنود الإمارات البواسل دفاعاً عنها وعن الخطر القريب المحدق بها، والسرطان الخبيث والذي بدأ من اليمن مهدداً خليجنا وأوطاننا والذي بسببه توحدت الصفوف لمحاربته، حتى لا يصيب أوطاننا ويصل لبيوتنا وأهلنا بقيادة الشقيقة الكبرى السعودية وإخوانها في دول الخليج والدول الإسلامية الأخرى والتي انضمت للتحالف من أجل إيقاف هذا الخطر الزاحف لمنطقتنا.

لقد قدم شهداء الإمارات البواسل دروساً كبيرة وعِبر لنا وللكثيرين من أبناء الوطن ولغيرهم من أبناء الخليج والعرب، حيث إن ذلك ليس عليهم بغريب فتلك التضحيات التي قدموها هم والتي لا زال يقدمها جنودنا البواسل المتواجدين في أرض المعارك من أجل الدفاع عن دينهم ووطنهم وخليجهم، رجالٌ أقسموا بأن يحموا وطنهم ويلبوا نداءه سوءاً داخل الدولة أو خارجها؛ رجالٌ حققوا انتصارات ولا زالوا يحققونها ولا زالوا مستمرين بها من أجل أن يعود اليمن الشقيق سعيداً، ومن أجل إيقاف اليد التي تريد العبث بأمن واستقرار منطقتنا العربية.

ومع استشهاد أبناء وطننا الأبرار لا زالت المعنويات مرتفعة ولا زالت صفات العزيمة والإصرار موجودة في رجال زايد الأبطال، لمواصلة دحر الانقلابيين وأعداء اليمن والخليج بمعاونة إخوانهم في قوات التحالف العربي، فهم للشرف والفخر عنوان، وكما قال سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لجنوده: " ما تردون إلا الخبر طيب" وها هم جنودك يا سيدي يردون الخبر طيب بالنصر ممزوجاً بالشهادة التي كما تمناها الشهداء.

النصر قريب بإذن الله ومستمرون بعزيمة الرجال فالشهادة تزيدنا إصراراً على التقدم لتحقيقه، وسيرد "عيال زايد" الصاع صاعين لك يا حوثي، وسندحرك والمخلوع صالح وأتباعكم من خونة اليمن، ليعود اليمن سعيداً رغماً عنكم، وعن من يدعمهم شئتم أم أبيتم، فإيران باتت مهزوزة الأركان في هذه الأيام، وسيحقق النصر بإذن الله وستولون الدبر.

وأختم مقالي بقصيد الشاعر القدير سيف بن كميدش في شهيد الوطن راشد الظهوري وبالدعاء له ولإخوانه شهداء الإمارات البواسل :

‏لا نامت أعين الجبناء ها نحنُ

‏ندك وكر العدا نصراً يأرخنا

‏نقول ونطول ما هبنا من المحنُ

‏ومن مثل راشد وتضحيته يشرفنا

رحم الله الشهداء الأبطال وربط على قلوب أهلهم وأحبتهم وذويهم ورحم إخوانهم من شهداء الإمارات البواسل الأبطال، وأسكنهم الفردوس الأعلى في الجنة، وحفظ الله أوطاننا وخليجنا من كل من يريد بهم عبثاً وشراً ومكروهاً، واجعل اللهم الدائرة تدور عليهم.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل