المحتوى الرئيسى

إدارة ترامب تبعث برسائل طمأنة للأوربيين... فهل وصلت؟

02/21 11:41

بعد مرور حوالي شهر على تولي ترامب الرئاسة وتوالي سلسلة من الأحداث غير العادية التي أثارت قلق الشركاء الأوروبيين، زار عدد من كبار مسؤولي البيت الأبيض أوروبا وأطلقوا تصريحات لطمأنة القارة العجوز، لكن هل نجح هؤلاء في ذلك؟أدت حالة الاضطراب والبلبلة التي أحدثها دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلى حالة من التشكك وعدم اليقين في أوروبا بشأن الترتيبات الدفاعية والتجارية التي اعتاد الأوروبيون عليها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وشكك ترامب مرارا أثناء حملته الانتخابية في دور حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبلغ به الحد إلى وصف هذا التحالف العسكري بأنه "عفا عليه الزمن"، كما دعا الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لزيادة حجم إنفاقها في مجال الدفاع الجماعي. لكن كبار مسؤولي إدارة ترامب حاولوا إيصال رسالة طمأنة للشركاء الأوروبيين، أنصت إليها الآخرون باهتمام بالغ. فعلى عكس رئيسه وصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن، حلف شمال الأطلسي بأنه ليس مؤسسة عسكرية "عفا عليها الزمن". فيما أكد نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على استمرارية السياسة الخارجية الأمريكية إزاء روسيا، بعد مفاتحات ترامب الودية تجاه الرئيس فلاديمير بوتين، وقال بنس إن روسيا "ستحاسب" على أفعالها في أوكرانيا. وبنس هو أرفع مسؤول أمريكي في إدارة ترامب يتوجه إلى أوروبا وكانت كلمته محل اهتمام كبير. صعوبة التواصل عبر الأطلسي غير أن دبلوماسيين وساسة ومحللين أوروبيين تجمعوا خلال مؤتمر ميونيخ قالوا إنه إذا كانت زيارات كبار المسؤولين في إدارة ترامب تهدف إلى طمأنة أوروبا بكون أسس السياسة الخارجية الأمريكية مازالت كما هي، فإن هذه الزيارات لم تحقق الهدف المنشود. وقد عبر عن ذلك صراحة روبرخت بولنز، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني، لرويترز بعد كلمة بنس بالقول "ما سمعناه ليس مطمئنا". وأضاف "لا توجد رؤية على الإطلاق للكيفية التي سنعمل بها معا مستقبلا". وقال إلمار بروك رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إن "بنس وماتيس و(وزير الخارجية الأمريكي ريكس) تيلرسون يمكنهم المجيء هنا والحديث عن أهمية العلاقات عبر الأطلسي وعن حلف شمال الأطلسي وكل هذا أمر حسن، لكننا لا نعرف ما سينشر على تويتر صباح غد". وشبه دبلوماسي أوروبي صعوبة معرفة الشخصية التي يجب الإنصات لها في إدارة ترامب بمهمة المتخصصين في شؤون الكرملين خلال الحرب الباردة. وقال أولريك سبيك محلل السياسة الخارجية في مركز إلكانو للأبحاث في بروكسل إن المعضلة التي طرحها هنري كيسنجر عندما تساءل عمن يوجه حديثه إليه عندما يريد التحدث مع أوروبا قد انقلبت رأسا على عقب. وأضاف سبيك "الآن أوروبا تسأل عمن تتصل به إذا أرادت التحدث مع الولايات المتحدة". "لم يعد بإمكان الأوروبيين الإسترخاء في صدر الأمريكيين" وبخلاف التطمينات الخاصة بحلف شمال الأطلسي والعلاقات مع روسيا حاول بنس تهدئة المخاوف من أن الولايات المتحدة تبتعد عن القيم الديمقراطية في عهد ترامب الذي هاجم وسائل الإعلام والقضاء مرارا منذ تولى السلطة قبل شهر. وقال "هذا هو وعد الرئيس ترامب. سنقف مع أوروبا اليوم وكل يوم لأن مثل الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون النبيلة تربط بيننا". وفيما يتعلق بموقف إدارة ترامب من الاتحاد الأوروبي أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو استياءه لأن بنس لم يوجه رسالة دعم للاتحاد الأوروبي، وقال "صعقني أنه لم يذكر الاتحاد الأوروبي". يذكر أن ترامب كان قد أشاد بقرار انسحاب بريطانيا بل واقترح أن تقتدي بها دول أخرى. ولكن هناك من قرأ رسالة بنس من منظور إيجابي، فقد أشاد مانفريد فيبر، الذي يشغل منصب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبي المحافظ بالبرلمان الأوروبي، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن الرسالة الرئيسية تعد محفزة بشكل إيجابي". وأضاف فيبر المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية أن بنس قال بوضوح بأن الولايات المتحدة الأمريكية تساند أوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأعطى بذلك إشارة تعزز الاستقرار. وعلى الرغم من ذلك أكد السياسي الألماني البارز أنه لابد من اليقظة دائما لنوعية الرسائل التي يصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستقبلا. لكن البرلمان الألماني حذر من أنه "لم يعد يمكننا الاسترخاء على صدر الأمريكيين بعد ذلك، ولكن يتعيّن علينا الوقوف على أقدامنا". ع.ج.م/و. ب( أ ف ب، رويترز، د ب أ)

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل