المحتوى الرئيسى

البطش ينال أقباط سيناء.. الموت أو التهجير

02/20 17:27

تتطور الأحداث في شمال سيناء بشكل خطير، بحيث باتت تمثل منعطفًا مخيفًا بالنسبة للأقباط الذين يتعايشون مع كونهم أهداف ثانوية للجماعات الإرهابية في المنطقة، وعلى رأسها تنظيم ولاية سيناء.

ففي خلال أيام؛ نقلت مصادر محلية خبر مقتل الطبيب البيطري بهجت وليم برصاصة في الرأس الأحد الماضي، خارج صيدلية يملكها بالعريش، ثم مقتل مواطن قبطي آخر يدعى عادل شوقي في حي السمران بالمدينة نفسها.

كما نقلت المصادر يوم الخميس مقتل المواطن جمال توفيق، وهو مدرس وتاجر أحذية، على أيدي مسلحين بسوق الخميس المكتظ بالزائرين، بحسب موقع «مدى».

قبل هذه الحوادث المتتالية بأسبوعين، وفي الثلاثين من يناير المنقضي، قُتل تاجر قبطي آخر وهو وائل يوسف داخل محله بإحدى المناطق التجارية بالعريش أيضًا.

يقول جرجس إنه وصل في الآونة الأخيرة إلى مرحلة الشك في كل من حوله، وأصبح يحتاط «في الإعلان عن خط سيره» لشعوره أنه «أصبح هدفًا، ومن الممكن لأي من المحيطين به تسليمه للجماعات، بغرض الانتقام أو الاستنفاع أو غيره».

يرى جرجس أن الطبيعة القبلية لسيناء، جعلت بعض أهل البلد «يستنفرون ضد الفئات التي يتم النظر إليها كمجموعات وافدة على البلد» ومنهم الأقباط، الذين يفد معظمهم محافظات أخرى.

ويضيف جرجس أن إهمال الدولة وقلة الفرص في سيناء، يدفعان البعض لاتخاذ موقف معادي تجاه الفئات الأضعف، باعتبار أنهم «يزاحموهم في الموارد والفرص المحدودة المتاحة لأهل البلد». مضيفًا أن البعض «يدفعه الظلم والتنكيل الذي يراه من قوات الأمن؛ إلى دعم الجماعات الإرهابية وأهدافها، ومنها استهداف الأقباط».

ويتفق إسحاق إبراهيم، مسؤول ملف الحريات الدينية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، مع الطرح الذاهب لأن الطبيعة العلنية لاستهداف الأقباط في الآونة الأخيرة، يشي بتنامي ما أسماه «غطاءً شعبيًا لتنظيم داعش في المنطقة».

وأتت الاغتيالات المكثفة للأقباط، بالتزامن مع قيام ملثمين  بتوزيع منشورات منسوبة لتنظيم ولاية سيناء في قلب مدينة العريش يوم الإثنين الماضي، حوت تأكيدًا للأهالي أن أعضاء التنظيم «منهم»، ووعدًا بالثأر لقتلى الأهالي من ضحايا المواجهات المسلحة المشتعلة في المنطقة منذ 2013، والتي انتقلت من الشيخ زويد ورفح لتتردد بقوة في العريش خلال الأشهر الماضية، حين تزامن ارتفاع وتيرة العمليات الإرهابية مع زيادة التضييق الأمني، وهو ما يفسره الأهالي بتسلل المسلحين للمدينة مع من تم تهجيرهم قسريًا من رفح في 2014.

يقول إبراهيم، إنه رغم استهداف الأقباط في سيناء بشكل متقطع خلال السنين الماضية؛ إلا أن الأسبوع الماضي شهد تطورًا مقلقًا، «الخوف؛ هو أن استهداف ثلاثة أقباط في أسبوع واحد يشير لتكثيف استهداف الأقباط، بشكل يجعل حياة الناس مُهَددة ويجعلهم مضطرين للرحيل».

ويضيف الباحث المتخصص في قضايا الحريات الدينية؛ أن «التنوع في الضحايا بعد أن كان الاستهداف مقصورًا على رجال الدين والتجار المسيحيين»، يوسع من دائرة المعرضين للخطر، ويرى إبراهيم أن غياب «العزوة القبلية» التي توفر الحماية والنفوذ في مجتمع سيناء، يزيد من سهولة استهداف الأقباط.

يؤكد جرجس أن أسرته واجهت تهديدين من قبل، نُشرا على مواقع تابعة لمسلحي سيناء، تتوعدهم بالقتل وتتهمهم بتمويل كنائس.

وكان رد السلطات الأمنية بعد تقدم الأسرة ببلاغ، هو اقتراح ترك  المنطقة لفترة، وهو ما اضطروا إليه بالفعل في غياب أي حماية من السلطات.

بحسب مصدرين بالمدينة، توقف العمل خلال الأسبوع الماضي على ترميم كنيسة مارجرجس بالعريش، التي تعرضت للإحراق العمدي، خلال الهجمات التي استهدفت دور عبادة مسيحية في محافظات مختلفة في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس 2013، حيث أغلقت السلطات الأمنية الشارع المؤدي للكنيسة.

يقول جرجس إن كنيستين أخريين بالعريش، في منطقتي الضاحية والمساعيد، متاحتين، إلا أن انتشار القوات الأمنية حولها و«شد الأجزاء» على من يقترب منهما، يجعل أهل المنطقة يتخوفون من زيارتهما.

ومن أبرز محطات استهداف الأقباط في شمال سيناء في السنين الماضية؛ كان التهجير القسري الذي تعرضت له عشرات الأسر القبطية في سبتمبر 2012، إثر هجوم ملثمين على محال وبيوت مملوكة لأقباط، وتوزيع منشور تحذيري يمهل أقباط رفح 48 ساعة للرحيل عنها.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل