المحتوى الرئيسى

المغرب - جمعية تسعى إلى كسر الصمت عن قضايا انتحار الشباب

02/20 14:25

المراهق رضى قام بالانتحار في عمر 13 سنة ونصف. وقد دفع هذا الحادث المآساوي فاعلين بالمجتمع المدني بمدينة الدارالبيضاء إلى تأسيس جمعية بإسم "رضى للضحك". كما رفعت هذه الجمعية شعار "كفى من الصمت وسوف تكون أفضل". وجعلت الجمعية من خامس فبراير(شباط) الذي يصادف تاريخ انتحار الشاب رضى عام 2009 يوما وطنيا للتعبير عن التحديات في مواجهة الانتحار.

مأساة انتحار مراهق حركت الضمائر

وتقول الدكتورة مريم البوزيدي العراقي رئيسة الجمعية، إن جنازة رضى، وحضور شباب إلى بيت أسرته لتقديم التعازي، خلق نقاشا حول الصمت الذي يعانيه الشباب المغربي في هذا الشأن. وقد تحول هذا النقاش إلى واقع القيام بمبادرات إنسانية للحد من انتحار الشباب، كما تقل المتحدثة.

وكان الحدث مناسبة للاستماع إلى العديد من المراهقين ولخلق وعي بالموضوع وتقديم إجراءات وقائية للحد من الانتحار "أدركنا مدى خطورة الصمت الذي يعيشه بعض الناس في محنتهم" تقول السيدة العراقي. وبعدها طرح حاضرون للعزاء تساؤلات حول الدور الذي يمكن القيام به لكسر "الطابوهات"، والدفع بالشباب للحديث عن معاناتهم ومواجهة  مثل تلك الأفكار القاتلة.

وبعد سنتين من النقاشات جاء تطبيق تلك المبادرة الإنسانية ، حيث شرع مركز الاستماع منذ 2011 في الاستماع إلى مئات الشباب الذين يعانون في صمت، كما تضيف السيدة العراقي.

علي شعباني: التحولات التي عرفها المجتمع المغربي، أنتجت شبابا يعاني من الانفصام في الشخصية. وبات المجتمع المغربي أكثر تفككا بسبب تزايد حالات الطلاق وانتشار الدعارة والفقر والتهميش وانسداد الأفق.

اختارت جمعية "رضى للضحك" الاستماع إلى الشباب عبر تقنية "الشات". وقامت بتكوين شباب وتدريبهم على التحاور مع شباب فكر في الانتحار، وتقديم أجوبة لهم. وتضيف رئيسة الجمعية أن الأمر لا يتعلق بدعم عاطفي الحديث، كما لا يتم الحديث علنا وذلك  تفاديا لأي إحراج وحتى يمكن للشباب التعبير عن إحساسهم وهمومهم بحرية كاملة. ويعمل أعضاء الجمعية  على تقديم حلول طواعية للمستفيدين بهدف تفادي ما وقع للمراهق المتوفى رضى.

وتقوم الجمعية في ذكرى انتحار رضى كل سنة بحملة توعية. وتؤكد العراقي أن أهداف الجمعية تتلخص في حماية الشباب وتقديم النصائح العلمية له. والهدف يبقى حسب المتحدثة ذاتها هو توعية المجتمع بالنتائج التي يمكن أن تتسبب فيها معاناة الشباب، وتضيف: "نقوم بحملات إعلامية وبالتحسيس بخطورة عزلة الشباب في المدارس والجامعات ونرفع شعار "لا للصمت وسوف تكون أفضل".

كمال شاب في 17 من العمر، حاول الانتحار وسط حي شعبي بالرباط، في أبريل (نسيان) من السنة الماضية. وكان جيرانه قد عثروا عليه وهو في حالة صحية خطيرة، بعد تناوله لمادة سامة. تم نقل هذا الشاب إلى المستشفى لتلقي العلاج. وبعدما تماثل للشفاء تحدث إلى الشرطة حول أسباب انتحاره، وقال إن السبب يعود إلى رفض والدته تزويده بالمال لاقتناء مخدرات. وأثناء الاستماع إلى والدته تأكد أنه مدمن ويتعاطي الحشيش. وحاولت والدته مساعدته في الإقلاع عن تناول المخدرات، لكنه رفض، مما دفعها إلى قطع مصروفه اليومي لتفادي اقتناء المخدرات.

 تلقى كمال العلاج بالمستشفى الجامعي بالرباط على مدى أسبوع كامل. وأحاله جهاز الشرطة القضائية على النيابة العامة (الادعاء العام) بتهمة محاولة الانتحار. وحينما استفسره النائب العام عن سر انتحاره، أوضح أنه مدمن على تناول الحشيش بسبب الخصام الدائم بين أمه ووالده. وتحدث عن إدمانه عن المخدرات منذ سن 13 سنة.

من جهته، يرى عالم الاجتماع المغربي علي شعباني، أن حالات الانتحار تفاقمت بشكل كبير في الوقت الراهن. ويؤكد أن التحولات التي عرفها المجتمع المغربي، أنتجت شبابا يعاني من الانفصام في الشخصية. وبات المجتمع المغربي أكثر تفككا بسبب تزايد حالات الطلاق وانتشار الدعارة والفقر والتهميش وانسداد الأفق في الحصول على شغل وعيش كريم.

ويوضح شعباني أن فقدان الأمل يسبب الإحراج للكثير من الراغبين في الانتحار. ويضيف أن التربية على الأخلاق أصبحت شبه منعدمة وسط الأسر المغربية، مما يتسبب في كوارث اجتماعية. مضيفا أن الإحساس بالإهانة يدفع بالشباب إلى اللجوء الانتحار.

ويوضح شعباني أن المبادرة الإنسانية التي اتخذتها جمعية "رضى للضحك" كسرت "الطابوهات" وفتحت الأمل للشباب في الحديث بكل حرية.

وحول الفئات التي تستهدفها "جمعية رضى للضحك"، تؤكد رئيسة الجمعية أن الفئات العمرية غير محددة. وتشير أنه لا يمكن معرفة الراغبين في الاستفادة من برامج التوعية التي تتم عن طريق الاستماع وبصيغة المجهول و"حملاتنا تبقى للجميع" كما تقول العراقي.

وتنظم الجمعية ورشات عمل في المدارس والجامعات، ولكن تسعى بحسب المسؤولة تحريك الآباء والمعلمين والهيئات المدنية "نحن أيضا لدينا كتاب دليل الوقاية للآباء والأمهات".

وحول عدد المستفيدين من برامج جمعية رضى للضحك، أوضحت الدكتورة العراقي أنه منذ سنة 2011، استمع المركز إلى 1400شابا. كما استهدفت الجمعية 335 تلميذا بالمدراس والجامعات من خلال الأنشطة التوعوية، وبحضور الآباء والمعلمين.

وللوصول إلى الأهداف المسطرة تقول رئيسة الجمعية إن مركز الاستماع يتحاشى التهويل من ظاهرة الانتحار. وذلك حتى لا يجعل من الشخص المنتحر "بطلا".

بداية محاكمة مراهقتان مغربيتان متهمتان بإقامة علاقة مثلية قد تنتهي بالسجن لفترة تتراوح بين ستة شهور وثلاث سنوات، الأمر الذي يثير احتجاج عدد من منظمات حقوق الإنسان المغربية والدولية. (25.11.2016)

لا يعرف الآباء والمدرسون في كثير من الأحيان أن أطفالهم في حاجة ماسة إلى مساعدتهم. وذلك على الرغم من وجود إحصائيات مقلقة تثير العديد من التساؤلات. فالانتحار لدى الأشخاص ما بين 10 و24 سنة يعتبر ثاني سبب للوفاة في أوروبا. (12.10.2012)

وحول المشاكل التي تعترض العمل الجمعوي لمحاربة ظاهرة الانتحار، أوضحت رئيسة الجمعية أنها تبقى نسبية، وأن الكثير من مطالبها للمؤسسات الحكومية يتم الاستجابة لها من خلال عقد ورشات بالمدارس والجامعات.

من جهته يعتبر الباحث في علم الاجتماع، شعباني، أن المجتمع المغربي لا يرحم الشباب الذين استولى عليهم اليأس. ويؤكد أن الكثير من الشباب الذين يعانون من أمراض نفسية لا يرغبون في التوجه إلى عيادات الطب النفسي خوفا من نعتهم بأنهم "حمقاء"، وبذلك يجعل استقطابهم في المجتمع المدني أمرا صعبا.

ويشدد شعباني على أنه يصعب على الجمعيات الفاعلة في مجال التوعية عقد شراكات مع مؤسسات حكومية مغربية حتى يمكنها الاستفادة من الدعم المالي. ويؤكد المتحدث ذاته أنه رغم نجاح جمعية "رضى للضحك" فإن العديد من الجمعيات لا تتوفر على مقرات، ولا يستطيع أعضاؤها الحصول على تكوين للقيام بمثل هذه المبادرات الإنسانية.

عبدالحليم لعريبي - الدار البيضاء

تتواصل في المغرب الاحتجاجات الغاضبة بعد أن لقي بائع السمك محسن فكري مصرعه سحقا في شاحنة نفايات عندما حاول على ما ييدو استرداد بضاعته من السمك بعدما صادرتها الشرطة في مدينة الحسيمة، شمالي المغرب، بتهمة بيع سمك يحظر صيده في هذه الفترة من السنة وألقت بها في النفايات، وفق ما تقول السلطات المغربية.

الاحتجاجات انطلقت من مدينة الحسيمة، موطن بائع السمك، وشملت عدة مدن مغربية بينها الدار البيضاء والرباط. البعض يحمّل السلطات الأمنية مسؤولية مقتل محسن فكري الذي حاول استرداد بضاعته بعد مصادرتها والإلقاء بها في القمامة، فيما يرى البعض الآخر أن بائع السمك انتحر بعد شعوره بـ"الحقرة"، أي الظلم والقهر.

حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري في مدينة الحسيمة المغربية تذكر كثيرا بحادثة البائع المتجول محمد البوعزيزي والذي صودرت بضاعته من قبل الشرطة البلدية في مدينة سيدي بوزيد، وسط تونس، قبل أن يضرم النار في جسده بعدما شعر بتعرضه للظلم والقهر. نيران أشعلت لهيب الثورات العربية التي لايزال لهبها متواصلا في العديد من الدول العربية.

على أية حال، وبعكس الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الذي لم يعر حادثة البوعزيزي في البداية أهمية كبيرة، فقد كانت ردة فعل الملك المغربي محمد السادس سريعة، إذ أنه وبعيد حادثة مقتل بائع السمك محسن فكري، سارع بإصدار تعليمات "لإجراء بحث دقيق ومعمق ومتابعة كل من ثبتت مسؤوليته في هذا الحادث، مع التطبيق الصارم للقانون في حق الجميع".

واستجابة لتعليمات الملك، تحيل النيابة العامة الثلاثاء (الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2016) 11 شخصا من مختلف المصالح إلى قاضي التحقيق بتهم القتل غير العمد في قضية محسن فكري. لكن ماذا عن القضايا الأخرى؟ وفق اللافتة التي يحملها هذا الشاب خلال احتجاجات في مدينة الحسيمة، هناك عدة ملفات أخرى تحتاج التحقيق مثل تهريب الأمول إلى بنما والتي تورط فيها أحد مستشاري الملك وكذلك إلى قضية "مي فتيحة".

Comments

عاجل