المحتوى الرئيسى

مذبحة بورسعيد.. ستذكرها مصر طويلا

02/20 14:12

ويبدو أن جماهير بورسعيد كانوا قد أفرغوا شحنة غضبهم في الأسابيع الأربعة الماضية التي أعقبت حكم القاضي بإحالة أوراق 21 متهما إلى مفتي الجمهورية، وهو ما يعد في العرف القضائي المصري كشفا عن نية القاضي بالحكم عليهم بالإعدام، حيث نظموا احتجاجات تحولت إلى مواجهات مع الشرطة راح ضحيتها 40 قتيلا فضلا عن مئات الجرحى.

وبعد هذه الأحداث أصبح لدى كل من الطرفين من يعتبرهم شهداء ينبغي القصاص لهم، وهو ما يؤكد أن كلمة النهاية لأحداث بورسعيد لن تكتب قريبا، وأن تداعياتها لن تمحى من الذاكرة المصرية لسنوات طوال مقبلة.

ولكن كيف وصل الحال بالتنافس الرياضي إلى مثل هذا الحال؟ وهل كانت الكارثة حصاد تعصب كروي كما يعتقد البعض أم نتاج مؤامرة كما يصر آخرون؟

الجزيرة نت تعود بقارئها للوراء من أجل استقراء هادئ للأحداث التي بدأت عقب مباراة لكرة القدم سارت بشكل هادئ، ولم يعكر صفوها إلا لافتة مسيئة لمدينة بورسعيد رفعها بعض مشجعي الأهلي، لكن المباراة انتهت بفوز كبير للمصري على الأهلي وهو أمر يروق لجماهيره التي طالما أظهرت مشاعر غير ودودة تجاه الأهلي.

وما إن أطلق الحكم صافرة النهاية حتى نزل المئات وربما الآلاف من جماهير المصري إلى أرض الملعب، وهو ما ظنه المتابعون نوعا منفلتا من الاحتفال، لكنهم اتجهوا نحو مدرجات جماهير الأهلي وبعد قليل انطفأت الأنوار مما ساعد على هلع جماهير الأهلي التي اتجهت نحو باب الخروج فتفاجأت بأنه محكم الإغلاق.

وكانت النتيجة المأساوية مصرع أكثر من 70 متفرجا معظمهم دهسا أو اختناقا، في حين أعلنت السلطات المحلية وقف النشاط الكروي، وتوقيع عقوبات على النادي المصري شملت إبعاده عن المنافسات، وأحالت النيابة العشرات من مشجعي المصري ومسؤوليه فضلا عن رجال الأمن إلى المحاكمة.

في نظر البعض فإن هذه الحادثة المؤسفة جاءت نتاج تعصب رياضي شهدت مصر أبرز حالاته بين أندية منطقة القناة خصوصا المصري والإسماعيلي، وبين الأهلي صاحب الشعبية الأكبر في مصر الذي تتهمه هذه الأندية بأنه يسيطر على البطولات مستفيدا من انحياز مسؤولي اتحاد الكرة وحكام المباريات له في أغلب الأحيان فضلا عن استخدام نفوذه في الحصول على أبرز اللاعبين حتى لو عن طريق الضغط على الأندية الصغيرة أو التحايل على القوانين واللوائح.

ويدلل من يرجعون الكارثة إلى التعصب الكروي على ذلك باللافتة الشهيرة التي رفعتها جماهير المصري عام 2007 مكتوبا عليها "بورسعيد مش بتحبك يا أهلي"، ثم باللافتة التي رفعتها جماهير الأهلي خلال مباراة الكارثة وشملت عبارة مسيئة ليس لجماهير المصري وإنما لبورسعيد بأسرها.

ويعتبر هؤلاء أن الإعلام الرياضي المنحاز في مصر كان المصدر الدائم للوقود الذي يغذي فتنة التعصب الرياضي في مصر، ويؤكدون أن انحيازه للأهلي خصوصا ولأندية العاصمة القاهرة بشكل عام سبب الإحباط لأندية الأقاليم وخصوصا منطقة القناة التي يشعر أبناؤها أنهم ضحوا كثيرا من أجل مصر خلال حروبها ضد إسرائيل ومع ذلك يتم تهميشهم وظلمهم حتى في منافسات الكرة.

في المقابل، هناك من يرى أن الأمر ليس ناتجا عن تعصب كروي، وإنما هي مؤامرة مكتملة الأركان نفذتها عناصر تابعة للنظام السابق بمساعدة الأمن أو بتواطؤ منه، وذلك على خلفية العلاقة غير الطيبة بألتراس الأهلي الذي كان له دور بارز في أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك وبنظامه القمعي المعتمد على أجهزة الشرطة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل