المحتوى الرئيسى

عقل المباراة ..اهلي البدري ..ذاكرة مفقودة ورأس عكسية والتوقيت المثالي

02/20 13:25

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء.

أمام الزمالك في السوبر قرر البدري أن يعتمد علي 4-2-3-1 وإستغلالا لحالة التفوق البدني التي قدمها فتحي قبل إنضمامه للمنتخب عاد ليشغل لاعب إرتكاز الوسط بجوار عاشور .. ولكن عبدالله السعيد كان منهك تماما ورغم ذلك تحرك بشكل مثالي في الوقت الذي لم يستطع فيه عاشور وفتحي رؤية تحركات رأس المثلث ( عبدالله ) فباتت التمريرات صحيحة ولكنه بدون خطورة .

أمام الإسماعيلي لعب البدري بثنائية عمرو جمال وخلفه أجايي ..لم نعرف هل لعب أجايي كصانع ألعاب أم مهاجم متأخر تضاربت الأدوار ولكن في كل الأحوال لم يكن ذلك ملائما لأسلوب لعب حسام غالي الذي كان يبحث عن لاعب يلعب معه الكرة لنقل الكرة في نصف ملعب الخصوم ومن ثم إكتشاف الثغرات بالتمريرات القصيرة خاصة مع تزايد الرقابة بشكل فردي من قبل الدراويش والتحرك في كل أرجاء الملعب .

أمام المقاولون عاد البدري ليبدأ بعاشور وفتحي في العمق ولعب صالح جمعة كصانع ألعاب مع جناحين سليمان وجابر خلف رأس الحربة أجايي ..هل هناك فارق بين تلك التوليفة وتوليفة السوبر ؟

لا يوجد أي فارق فاللاعبين تتشابه أداورهم ..صالح جمعة يصبح أكثر خطورة إذا لعب كأحد ثنائي الوسط الخلفي أو أن يتواجد لاعب مثل عبدالله السعيد أو غالي بين ثنائي الإرتكاز ويصبح صالح هو الرأس المتقدمة ..أزيدكم من الشعر بيتا .

جمعة لعب في الموسم الماضي مع غالي وعبدالله السعيد أمام بتروجيت ( من بداية اللقاء ) في مباراة كان الأهلي فيها هو المسيطر تماما بسبب قدرات الثلاثي في تناقل الكرات بشكل مستمر وتوزيع الأدوار الدفاعية والهجومية بينهما ..ولكن الأمر يختلف تماما عندما يصبح الثنائي المتواجد خلفك ( عاشور وفتحي ) .

13 نقطة من أصل 15 نقطة كان معدلا ممتازا للبدري أمام فرق هي الأكثر تنافسية مع الأهلي قبل نهاية الدور الأول ( سموحة –إنبي-المقاصة-المصري –الزمالك ) إختار البدري أن يقلل معدلات بناء الهجوم المنظم وترك الكرة للمنافسين في ظل ضغط المباريات والنتيجة كانت مذهلة .

من الخطأ أن تعتمد علي نفس الأسلوب طوال الوقت لإن المنافس سيفهم فكرتك وقت ما ..الأسوأ أن تختار سيارة كاديلاك لتسابق بها في مضمار السيارات أو أن تذهب بفيراري المتألقة في سباقات الفورملا للتواجد في مهرجان كان .

مشكلة الأهلي في الثلاثة مباريات الماضية كانت تتلخص في أنك تختار لاعبين وتطلب منهم أسلوب لعب لا يجيدونه ..الأهلي منذ عقد يعتمد علي التمريرات القصيرة في بناء الهجمات لذلك كان هناك لاعبين يتحركون ويصنعون اللعب من الخلف والأمام والأطراف

تواجد عاشور وفتحي أمس يعطيك قدرات بدنية هائلة ولكنك في نفس الوقت لن تستطيع أن تجعل عبدالله السعيد أو صالح جمعة يؤدي أدوارهما المعروفة لذلك سيصبح بناء الهجمات أصعب وبالتالي الوصول أقل للمرمي وصناعة الفرص تكاد تكون صفر..إلا لو قررت أن تستخدم عبدالله أو جمعة بشكل أفضل .

هل تتذكر مباراة الإنتاج الحربي ؟ الأهلي لعب وقتها 4-4-2 وقدم ( سليمان وعبدالله في الأطراف ) وجمال وأجايي في الهجوم أداء جيدا بسبب إختلاف أسلوب بناء الهجمة ..حل اللوغاريتم إقترب .

عندما تلعب بفتحي وعاشور يجب عليك أن تعتمد علي خطة 4-4-2 ليس هذا فقط ولكن علي اطراف الملعب أن ينضما للعمق فترسل التمريرات للأطراف أو أن يتسلم أطراف الملعب الكرات الطويلة إنتظارا لصعود ظهيري الجنب ومن ثم إرسال عرضيات .

دييجو سيميوني يعتمد ذلك .. فالفريق الذي يضم جابي وكوكي ومن قبل جابي وتياجو لا يمتلك صانع ألعاب بشكل صريح لذلك فأسلوب بناء الهجمة واضحا بإرسال الكرات للأطراف ( كاراسكو ونيجويز ) إنتظارا لصعود خوانفران وفيليي توريس .

لا يعتمد سيميوني وقتها علي تمرير الكرات للعمق وصناعة اللعب .. علي أقصي تقدير كرة أو إثنان عندما يهرب جريزمان للخلف أو فيرناندو توريس .. هو يعلم جيدا أن قدرات كوكي وجابي ستقتصر علي تسديد من بعيد أو زيادة في منطقة الجزاء ولكن بناء لعب من العمق كأساس للفريق ( مستحيل ).

نفس الأمر للأهلي وهو أمر حدث أمام الإنتاج عندما تقرر أن تلعب بثنائية فتحي وعاشور عليك أن تلعب بثنائي في الهجوم لسببين الأول أنه لا يوجد لديك رأس حربة متكامل والثاني أنك لن تستطيع الإختراق من العمق بسبب قلة الخيارات المطروحة أمام صانع الألعاب ..السبب الثالث ( رغم أني قلت سببين فقط ) أن السولية أو غالي غير متواجدان في ثنائية الوسط . ما الدليل ؟

خروج صالح جمعة ودخول مؤمن زكريا لم يصنع فارقا في أسلوب بناء الهجمة ..دخول عمرو جمال بدلا من ميدو جابر جعل الفريق يتحول صراحة ل 4-4-2 .

مؤمن زكريا ووليد سليمان يلعبان وفي أذهانهما التمرير مع لاعب ثم الإختراق في قلب المنطقة .. التعاون في الكرات العرضية مع ظهير الجبهة يكاد يكون ملغي من الذاكرة تماما بإستنثاء كرات كان يصل فيها معلول وهاني إلي منطقة مثلي ولكن الكرات لم تكن مؤثرة بسبب ( صراحة الكرة العرضية ).

دخول متعب كان نقطة تحول لأكثر من سبب .. تحول أجايي لطرف الملعب الأيمن مع صعود لهاني وفي تواجد لعمرو جمال في قلب منطقة الجزاء وجد متعب الفرصة كي يتحرك بشكل أفضل داخل المنطقة .. أجايي قام بخداع لرقيبه الذي ظن أنه سيمرر الكرة لهاني ولكنه قام بترويض الكرة وإرسالها بالقدم العكسية والنتيجة هدف لمتعب .. كما كانت هدف لأجايي نفسه أمام الزمالك بنفس القدم العكسية لفتحي وبالقدم العكسية لوليد سليمان وهدف أيضا لأجايي أمام النصر للتعدين.

في الهدف الأول دخل مؤمن زكريا لقلب منطقة الجزاء كثالث مع عمرو جمال ومتعب ومع صعود هاني الذي أتاح فرصة لأجايي لعمل مناورته وتشتيت ذهن لاعبي المقاولون ..كيف سيلعب الأهلي هجمته ؟

لم يحتاج الأهلي للاعب خارج منطقة الجزاء ليقوم بإستقبال الكرة الثانية في حال ما إرتدت من الدفاع لذلك ستجد فتحي وعاشور بعيدين 20 ياردة علي الأقل في تلك اللعبة ..جودة إرسال العرضية أغنت الأهلي عن ذلك ولكن تكتيكيا يجب أن يتواجد فتحي في تلك المنطقة للتسديد تماما مثلما يحدث من جابي وكوكي في أتليتكو .

عندما يجد حارس المرمي الكرة بعيدة عن متناول يده يستخدم اليد العكسية لإستقبال الكرة في نقطة أقرب ...ولكنها من المرات القليلة التي أجد فيها رأس حربة يستخدم فيها رأسه بشكل عكسي.

متعب دارحول محوره ليلحق بكرة كان من المستحيل اللحاق بها لو لعبها بشكل أمامي ولو لحق بها كانت الكرة ستخرج خارج المرمي ولو إستطاع مجازا أن يحول رأسه كانت ستكون سهلة في متناول أبوالسعود ولكن متعب إختار الإحتمال الأخير في أن يلحق بالكرة بشكل عكسي والنتيجة هدف رائع .

كل عناصر الهدف تعطيك فكرة كيفية العمل في حالة عدم وجود أو وجود عنصر واحد فقط من الأسماء الآتيه ( غالي –جمعة –السولية –عبدالله )  أسلوب واضح وصريح وعمل يتم التدريب عليه حتي تتقنه وهذا هو المعني الحقيقي  لكيفية إيجاد أسلوب لعب يلائم عناصرك داخل الملعب .

مع الإعلامي أحمد شوبير حللت ضيفا ليلة مباراة القمة في نهاية الدور الأول وقلت بالنص أن المدرب الذي يعتمد علي النتائج كأسلوب عمل في المستقبل سيخسر لإن المعطيات مختلفة والثابت في كرة القدم هو التغيير ..لذلك علي المدربين دائما مراجعة ذاكرتهم لإكتشاف ما قدموه سابقا ولا يقومون بالتركيز علي اللقطة الأخيرة في المباراة الأخيرة .

نرشح لك

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل