ظلمته السينما وأنصفه الجمهور.. ما لا تعرف عن «سيف الله المختار»
يظهر أحد الممثلين في معظم مشاهد العمل الفني وقد لا يفلح في ترك بصمته لدى الجمهور، في حين يخطف آخر الكاميرا بحضور طاغي في مشاهد قليلة جدا، لا ترقى حتى إلى تسميتها بالدور الثانوي، بل يكون صاحبها أحيانا في خانة الكومبارس الناطق، والسر في ذلك هو قبول الجمهور له، وتلقائيته في الأداء، التي تمنحه تأشيرة ربانية إلى قلوب المشاهدين.
سيف الله المختار، كان أحد هؤلاء الذين نجحوا في وضع بصمة مؤثرة تحفظها ذاكرة السينما في أفلامها، ورغم أن اسمه قد لا يكون معلومًا للكثيرين، إلا أن مظهره لا يخفى على أحد، وهنا يكمن سر النجاح الحقيقي الذي حققه الفنان الراحل في 155 عملًا فني شارك فيهم.
لا تتوفر معلومات كافية عن ظروف نشأته ولا في أي محافظة تربى، إلا أنه ولد في 20 فبراير عام 1933، وذاعت شهرته في مطلع الستينيات، وحتى أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، لكن لم تتجاوز مساحة دوره المشاهد القليلة المعدودة على أصابع اليدين في أي عمل فني.
برع الفنان الراحل في تقديم شخصية الساذج والأبله في جميع أعماله، واشتهر بتلك النوعية من الأدوار، التي كانت سبب معرفة الجمهور به، خاصة لتلقائيته في إلقاء "الافيهيات" المميزة، مثل "انتو يا بتوع البنزيمة"، و"ابه"، و"اهبط".
ما كان يميزه أيضًا ملامحه الطفولية، وطريقة حديثه، التي نجح بفضلها في رسم البسمة على وجوه الكبار والصغار معًا، وبدأ مشواره الفني بفيلم "يوميات نائب في الأرياف" في شخصية "شعبان" ساعي المحكمة، و"أنا جاي آهوت" في دور "الجرسون اللهلوبة".
من أبرز الأفلام التي ظهر بها: "أفواه وأرانب" 1977، و"رمضان فوق البركان" في عام 1984، و"المشاغبون فى أجازة" 1986، و"محطة الأنس" 1985، و"إمرأة في السجن" عام 1984، و"رجب فوق صفيح ساخن" عام 1979، و"الراقصة والطبال" عام 1984، كما شارك في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها: "كابتن جودة، الزنكلوني، رحلة المليون"، فضلًا عن العديد من المسرحيات منها "عمدة الحلاقين".
يرى كثير من النقاد أن السينما ظلمت "المختار"، ومنحته أدوارًا ثانوية، في حين أن موهبته ترقى لأدوار البطولة في أفلام "الفارس"، لكونه ممثل سريع البديهة محبوب من الجماهير.
Comments