المحتوى الرئيسى

محمد عمرو ناصف يكتب: ثلاث نصائح تساعدك في وضع مهامك اليومية | ساسة بوست

02/20 12:01

منذ 6 دقائق، 20 فبراير,2017

لقد فطرنا الله – سبحانه وتعالى – على التطلع إلى النجاح والمستقبل الأفضل، سواء كانت تلك النجاحات بسيطة مثل الحصول على هاتف جديد، أو أحلام تغير حياة الفرد كالحصول على وظيفة مهمة، أو أحلام عظيمة كإحداث تغيير في الكون.

وجميعنا نعلم هذا الشخص – إن لم يكن نحن – الذي يحمل في رأسه العديد من الأحلام والعديد من الأفكار الرائعة التي من الممكن أن تغير حياته وتغير وجه الأرض إلى الأفضل، ولكنه للأسف لا يأخذ أي خطوة في سبيل تحقيق هذا الحلم؛ فيصبح هذا الحلم معه في شبابه، ويضحى في مخيلته من فترة الشباب إلى الكهولة، وللأسف يمسي هذا الحلم مدفونًا مع صاحبه في قبره قبل أن يرى نور الحياة!

وأعتقد شخصيًا أن الأحلام ستظل أحلامًا في مخيلة صاحبها ولن تتحقق أبدًا؛ حتى تتحول إلى أهداف، والفارق الأساسي بين الأحلام والأهداف، أن الأهداف هي بالفعل أحلام ولكن أخذ صاحبها على نفسه عهدًا بأن يجعلها حقيقة وذلك عن طريق التخطيط، ثم البدء بتنفيذ تلك الخطط.

وأفضل طريقة لتنفيذ تلك الخطط هي بأن نقسمها إلى مهام يومية بحيث يسهل تنفيذها وتحقيقها؛ لذلك أشارككم اليوم ثلاث نصائح ستساعدكم في وضع مهامكم اليومية.

تعمل أمام جهاز الكومبيوتر الخاص بك، ثم تقرر أن تذهب إلى المطبخ لتبحث عن شيء لتأكله، وفي طريقك إلى المطبخ تلتقي بوالدتك في نصف الطريق التي ستخبرك بأن تذهب لتشتري كيلو من الدقيق، فتذهب للبائع لتشتري الدقيق، ثم تعود للمنزل لتعطي والدتك الدقيق، وهنا تحاول أن تتذكر ماذا كان يجب عليك أن تفعل قبل أن تلتقي بوالدتك، وبعد محاولات يائسة تقرر أن تذهب لتكمل عملك أمام الكومبيوتر، هذا والشيء الذي كان عليك تذكره هو شيء بسيط مثل البحث عن شيء تأكله، فما بالك بتذكر أكثر من عشرين مهمة يومية يجب عليك أن تنفذها!

هذا الموقف عبارة عن فقرة صغيرة من البرنامج اليومي لكل منا في عصر يتسم بالتشتت في كل شيء لذلك وجب علينا أن نجد حلًا حتى نستطيع تذكر المهام اليومية الخاصة بنا، وبعد البحث وجدت أن أفضل حل لتذكرها هو بأن نكتبها.

كل ما عليك فعله هو أن تأتي بورقة وقلم وتكتب ما يجب أن تفعله اليوم، ثم تحتفظ بهذه الورقة في مكان يرافقك أينما كنت مثل محفظتك، ولكن ماذا لو كنت تكره استخدام الورقة والقلم؟ نحن الآن في عصر الهواتف الذكية يا صديقي، يمكنك استخدام تطبيق المفكرة الذي يأتي مسبقًا مع هاتفك الذكي، وهل أخبرك بالأفضل؟ هناك تطبيقات مخصصة لكتابة المهام اليومية.

لذا لا تنس، أهم خطوة في وضع المهام اليومية هي أن تكتبها على شيء يرافقك دائمًا؛ حتى لا تضيع تلك المهام في زحام الحياة.

وبعد أن تقرر كتابة مهامك اليومية تذكر سؤالًا مهمًا، وهو ما تلك المهام التي يجب عليك كتابتها يوميًا؟ بالطبع لا أستطيع أن أجيبك على هذا السؤال؛ لأن لكل منا اهتماماته وأعماله الخاصة به، ولكنني أستطيع أن أعطيك نصائح لوضع أهدافك اليومية، وخير نصيحة نبدأ بها هي أن تضع مهام معقولة.

أنعم الله على الإنسان في يومه بأربعة وعشرين ساعة يوميًا، وأعطاه إمكانية التواجد في مكان واحد فقط في نفس الوقت، فمواردنا كبشر محدودة، فأنت لا يمكنك وضع مهمة التواجد في باريس الساعة السابعة صباحًا ثم في مصر في التاسعة صباحًا ومن مصر إلى اليابان في الساعة العاشرة صباحًا في نفس اليوم!

لهذا يجب عليك أن تضع مهام بسيطة معقولة، والمقصود بالمعقولة أي أنك تستطيع تنفيذها بمواردك الحالية مثل الوقت وغيره، فمثلًا إذا كنت تريد كتابة رواية مكونة من ثمانمائة صفحة، لا تكتب في ورقة مهامك اليومية مهمة ”كتابة كتاب مكون من ثمان مائة صفحة اليوم”، لأن هذا صعب إن لم يكن مستحيلًا بسبب نقص الموارد – الوقت في حالتنا تلك – ولكن ضع مهمة ” كتابة عشرين صفحة اليوم” فهذا هدف معقول من ناحية الموارد المتاحة لك.

أتى أستاذ جامعي إلى قاعة المحاضرات ومعه دلو فارغ، وزجاجة ماء، وحقيبة تحتوي على مجموعة من الصخور الكبيرة، وحقيبة أصغر تحتوي على مجموعة من الحصى الصغيرة، وكيس من الرمال، فوضع الأستاذ مجموعة الأحجار الكبيرة في الدلو حتى امتلأ، فسأل تلاميذه هل امتلأ الدلو؟ فقالوا له نعم، فأخرج مجموعة من الحصى الصغيرة ووضعها في الدلو؛ لكي يسد الفراغات التي بين الصخور الكبيرة، فأعاد عليهم نفس السؤال، فقالوا له بالتأكيد امتلأ، فسكب كيس الرمال في الدلو حتى يسد الفراغات التي بين الحصى الصغيرة، وأعاد سؤاله مرة أخرى ولكن في هذه المرة لم يجب التلاميذ، فسكب زجاجة الماء في الدلو حتى امتلأ الدلو.

يمكنك استخراج دروس كثيرة من تلك التجربة، ولكن الدرس الأهم هو أهمية ترتيب الأولويات، فلو وضع الأستاذ الرمال أولًا لم يكن ليستطيع وضع الصخور الكبيرة، وإذا وضع الماء أولًا لم يكن ليستطيع وضع الرمال، لذلك كان من المهم وضع كل عنصر في ترتيبه السليم أي ترتيب الأولويات.

تخيل أن يومك هو هذا الدلو، والصخور الكبيرة عبارة عن مهامك اليومية المهمة، والصخور الأصغر والرمال هي المهام الأقل أهمية، والماء هواياتك والأشياء التي تفعلها من أجل الترفيه عن نفسك، فإذا تخيلت هذا الأمر؛ وجب عليك أن ترتب مهامك اليومية على حسب الأولويات، بحيث أن تبدأ بالأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية، وفي النهاية يمكنك الاستمتاع بوقت الترفيه الخاص بك.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل