المحتوى الرئيسى

لهذه الأسباب.. الجيش العراقي يتعثر غرب الموصل

02/20 13:01

مع بدء اقتحام معركة تحرير غرب مدينة الموصل من المتوقع أن تواجه القوات العراقية تحديات عسكرية كبيرة قد تعرقل سير عملية استعادة الموصل عن مسارها الصحيح. بحسب مراقبين.

وشنت قوات الحكومة العراقية هجومًا لتحرير الأجزاء الغربية من مدينة الموصل من قبضة ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية والمعروف إعلاميًا باسم "داعش"، بدعم جوي للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أعلن رسميًا عن بدء الهجوم بعد يوم من تحذير صادر عن الأمم المتحدة من نفاد المستلزمات الأساسية لدى مئات الآلاف من سكان المناطق الغربية من المدينة.

وبدأت عملية طرد مسلحي تنظيم الدولة من الموصل في شهر أكتوبر من العام الماضي، غير أن القوات العراقية لم تنجح في استعادة الشطر الشرقي من المدينة سوى الشهر الماضي بعد قتال استمر لأشهر.

وبالرغم من أن القوات العراقية استعادت السيطرة على الأجزاء الشرقية من الموصل، فإنها قد تواجه تحديات أكبر في استعادة الأجزاء الغربية من المدينة بسبب شوارعها الضيقة وأزقتها المتعرجة.

بدوره، قال العميد الركن خليل الطائي مستشار مركز الأمة للدراسات والتطوير للشؤون العسكرية والأمنية إن العملية العسكرية غربي الموصل لن تكون نزهة كما يروّج قادتها الميدانيون، والخسائر الحكومية ستكون أكبر وأعم من الجانب الأيسر بسبب التحديدات الميدانية العديدة التي تواجهها القوات الحكومية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن تفاصيل المعركة على الأرض تحكمها السياقات العسكرية، والمناطق التي تقع فيها المعركة يتواجد فيها الكثير من القرى من الممكن السيطرة عليها، لكن إذا تحدثنا عن شوارع وعمارات مكتظة بالسكان بها الآلاف من المدنيين يكون من الصعب تحقيق أي انتصارات إلا على جثث المدنيين.

وأوضح أن حركة الدروع والدبابات في هذه المدينة قاتلة، لافتاً أن ما يتحدث به الساسة هى أمنيات ليس أكثر، أما ما يتحدث به العسكريون هو واقع حال، وعندما نفصل بين هذا وذاك ستتضح الصورة بشكل أكبر.

ولفت إلى أن طبيعة الأرض ستحيّد الغطاء الجوي للتحالف الدولي بسبب عدم القدرة على التمييز بين الأهداف الصديقة والمعادية نتيجة تداخل خطوط الاشتباك بين طرفي القتال, ومن هنا ستكون الأفضلية لمن يمتهن القتال في حرب المدن وهذا خارج إمكانيات وقدرات الحشود الحكومية بجميع مسمياتها.

وأكد أنه لا يوجد بالقوات النظامية من يمتهن حرب الشوارع وهو ليس تجنّيًا، بل حقيقة ميدانية كشفتها معارك الجانب الأيسر، فهذه الحشود لم تتقدم إلا بعد تجريد الساحل الأيسر بالترسانة الأمريكية والدول المتحالفة معها, لذلك هي اليوم عاجزة عن إدارة صفحة الدفاع أمام الهجمات المتعددة والمتنوعة للطائرات المسيرة, والمفخخات, والقنص, والهاونات, والمدفعية, والصواريخ, والاشتباكات.

وأشار أيضًا إلى أن هناك تحديا آخر وهو تغيير الخطط العسكرية لداعش أثناء المعركة سيربك الطرف الثاني، فقد لاحظنا أنه عندما يتم السيطرة على قرية مثلاً يقوم داعش بمعاقبة سكان القرى الأخرى حتى لا يفكرون في التعاون مع القوات النظامية في حال السيطرة على قراهم.

ونوه أن الحشود المشاركة في العمليات العسكرية في غرب الموصل يغلب عليها الطائفية والعرقية، فمنها مليشيا الحشد ومليشيات تركمانية ومسيحية وأيزيدية وقوات حكومية من الجيش والشرطة الاتحادية والبشمركة ذات المشاركة الجغرافية المحدودة، ومن هنا ستتداخل المشاريع والأطماع والأحقاد وسينعكس هذا على تجانس هذه الحشود المتعددة الولاءات والمراجع وستغيّب مركزية القرار.

وأوضح أنه لاتزال هناك مناطق عديدة خارج سيطرة القوات الحكومية ولها تأثير ميداني سواء على مستوى التعبية أو الإمداد والدعم اللوجستي ومنها مناطق الزوية والمسحك وجبل مكحول والساحل الأيسر من الشرقاط, بالإضافة لعدد من القرى المطلة على خط الإمداد الجنوبي الغربي ابتداءً من الحضر مرورا بتل عبطة ووصولا لمطار تلعفر, بخلاف الجانب الأيسر الذي كانت خطوط إمداده آمنة عن طريق إقليم كردستان.

كما أن شكل الأحياء وجغرافيا ساحة العمليات تعطي إمكانيات دفاعية عالية من حيث الرصد والمباغتة والسرعة والستر والاختفاء والتمويه وشن هجمات مقابلة.

وقال قائد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الفريق ستيفن تاونسند إن معركة الموصل ستكون صعبة لأي جيش في العالم، وجاءت التصريحات تزامنا مع بدء الجيش العراقي عملياته لاستعادة غرب الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

وميدانياً قال الصحفي العراقي حسن نعيم الشنون، إن المعارك الآن تجري في أطراف مركز المدينة بالتالي التقدم كان سريع، وحققت القوات تقدم ملحوظ باعتبار هذه القرى التي حررت تمثل خطوط داعش الأمامية.

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن أعداد العوائل المتواجدة في الجانب الأيمن لمدينة نينوى تفوق الأعداد التي كانت متواجدة قي الجانب الأيسر، الأمر الذي سيتسبب في معاناة ومأساة إنسانية إذا لم تتفادى القوات ضرب هذه العوائل. 

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل