المحتوى الرئيسى

أوسكار 2017 ... هوليوود تستعيد إنسانيتها | المصري اليوم

02/20 02:19

في كل عام تحرص الأكاديمية الأمريكية للفنون وعلوم الصور المتحركة، التي تمنح الأوسكار، أن تكون للقائمة القصيرة لترشيحات أوسكارأحسن فيلم ملمح هام لا يخفى على المتابع، العام الماضى كان هناك ملمح السؤال عن ماهية الوطن مثار في عدد من الأفلام المرشحة مثل بروكلين، جسر الجواسيس، المريخى، ماكس المجنون والحجرة، كما كان هناك غياب الأمريكى من أصول أفريقية عن ترشيحات أوسكار أحسن فيلم العام الماضى مما أثار حنق عدد من نجوم هوليوود من ذووى البشرة السوداء، هذا العام تداركت هوليوود أخطاءها، القائمة القصيرة لترشيحات أوسكار أحسن فيلم والتى تضم تسعة أفلام، ثلثها من نصيب أفلام تدور حول حياة الأمريكى الأسود ومعاناته قديما وحديثا وأحلامه المشروعة وخيبات الأمل التي تواجهه، وهى تشارك باقى الأفلام في الملمح الرئيسى لهذا العام وهو أهمية الأسرة ودور الأب، وأعتقد أنها المرة الأولى في تاريخ السينما الأمريكية التي يتم إظهار الجانب الطيب عند الأب العنيف الذي يضرب أبناءه تحت تأثير الكحول وكذلك الأب المستهتر الذي يأكله الحون على فقدان الأولاد كما في فيلم مانشستر على البحر. الأب حاضرا بقوة في أفلام هذا العام، هناك محاولات لتأصيل قوة العائلة في مواجهة عواصف الحياة والخيانة الزوجية كما في فيلم أسياج، التفكك الأسرى وأثر إدمان أحد الأبوين على تشتت الهوية عند الأطفال، كما في ضوء القمر، يبدو كجرس إنذار للمجتمع الأمريكى كله، الإيمان بالله حاضرا بقوة في فيلم ميل جيبسون «هاكسو ردج» الذي شعرت بعد مشاهدته أنه الجزء الثانى من آلام المسيح.

هوليوود تستعيد إنسانيتها، الحب البرىء البسيط المكرر والطبيعى بين الرجل والمرأة بلامشاهد تخدش الحياء، تستعيد تفاصيل الحياة العادية للأشخاص العاديين فهم أبطال أفلام أوسكار 2017، ليس هناك أبطال خارقون ولا شخصيات ذات حيثية ونفوذ ومال، لكنهم جميعا أشخاص يسعون على لقمة العيش ويواجهون الحياة بما لديهم من أعباء وخيال. حتى فيلم «لالا لاند» الذي يبدو فانتازيا استعراضية، تدور حول طموح فتاة لأن تصبح ممثلة وموسيقى لامتلاك ناد خاص لعزف موسيقى الجاز، في حقيقته يدور حول الحب ومراحله وكيف يبدأ ولماذا يموت أو نغفل عنه.

السينما أعظم الوسائل تأثيرا في عالمنا المعاصر، وما تقدمه من غث وسمين يجد طريقه سريعا لعقل وروح المشاهد، لم ترفع الأكاديمية الأمريكية شعار الأخلاق ولم يتكلم رئيسها عن ضرورة التماسك الأسرى، ولكن وبدون مباشرة وضجات إعلامية مفتعلة، أحسنت الأكاديمية في اختيار الأفلام، مابين مئات الأفلام المنتجة وعشرات الأفلام الممتازة، التي تمجد حياة الناس العادية وأحلامهم المشروعة، وضلالتهم الإنسانية.. في المقالات القادمة سأقدم قراءة اجتماعية للأفلام المرشحة لنيل أوسكار أحسن فيلم لهذا العام وهى:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل