المحتوى الرئيسى

رياضة 24 | تشيلسي بـ "ديموغرافيا كونتي".. الإيطالي يتسلق الشجرة

02/20 01:03

"أي لاعب لا يشارك بصفة أساسية بالتأكيد لن يكون سعيد، ولكن أنا لست هنا لأجعل اللاعبين سعداء، جئت هنا لتحقيق البطولات والسبيل الوحيد لتلعب هو أن تضعني تحت ضغط اختيارك، اريد ان اكون في مأزق وازمة حين اختار التشكيلة التي ستشارك في المباراة".

تلك هي كلمات رجل "الجرينتا" الإيطالي، لجميع لاعبي تشيلسي الإنجليزي، ذلك الفتى الصغير الذي كان يحزن كثيراً، لأنه لا يستطيع اللحاق بأقرانه، في تسلق الأشجار في القرية الصغيرة أبوليا بجنوب إيطاليا، حيث يريد دائماً أن يكون بالصدارة، ربما هي ملامح طفل صغير أفرزت أنطونيو كونتي الكبير الذي نراه الآن.

"لدى كونتي الكثير من الخوف، إنه يحتاج للتخلص من بعض الهوس الإيطالي القديم ولكن شخص بارع ولديه أفكار مبتكرة وغير نمطية على الجانب التكتيكي"، هذه كانت كلمات آريجو ساكي، قائد نهضة ميلان العظيم بالقرن الماضي.

وبالفعل أثبت كونتي ذلك الأمر المرونة التكتيكية الكبيرة، حيث بدأ الموسم بطريقة مشابهة إلى معطيات الفريق بالموسم السابق باسلوب "4-2-3-1"، قبل أن يتم تعديله إلى شكل أكثر هجوماً "4-2-4"، وبعد هزيمتين أمام ليفربول وأرسنال، بدأ إبن مدينة ليتشي في استعادة أيام الصبى والثورة على شكل الفريق والأفراد، لجأ إلى طريقته القديمة بأفكار مبتكرة جديدة، ليصدم الجميع في الدوري الإنجيلزي بطريقة "3-4-3"، ويبدأ فصلاً جديداً من الأرقام التاريخية مع تشيلسي والتحول التام في شكل وأداء الفريق.

 "كونتي قد يتحول إلى وحش داخل غرف خلع الملابس حينما يكون غاضبًا، حياة هذا الرجل تتمحور حول كرة القدم فهو يحب كرة القدم،يمكنني القول أن لديه زوجتان إليزابيث زوجته وكرة القدم"، وصف دقيق من مايسترو خط وسط الكرة الإيطالية أندريا بيرلو ، الذي لعب مع كونتي  في يوفنتوس لثلاث سنوات.

هنا يمكن الجزء الأهم في رواية كونتي مع تشيلسي، التي مازلت تكتب صفحاتها الأولى بتاريخ الكرة الإنجليزية، "البلوز" فريق له ديموغرافيا خاصة، والديموغرافيا هي علم دراسة طبيعة وخصائص السكان، لإعطاء وصف عن الجانب البشري، وفي هذا النادي اللندني اعتمد لسنوات على ديموغرافيا خاصة به، وهو وجود 2أو 3 لاعبين إنجليز، والبقية هما لاعبين أقوياء من القارة الإفريقية، أو من القارة العجوز لكن بجينات وأصول إفريقية، صبغ هذا الأمر الفريق الأزرق خلال العقد الأخير بصفات إرادية وقوة بدنية كبيرة.

في السنوات الأخيرة غير تشيلسي جلده بعض الشيء، فأصبح الميل الأكثر للاعتماد على اللاعبين الأسبان والبرازيليين في الفريق الإنجليزي، حيث من المعروف أن اللاعب اللاتيني والإسباني أيضاً، هو شخص مزاجي قد يلعب لقاء رائع و5 آخرين بشكل سيء، لا يمكنك الاستقرار على مستوى ثابت له.

وهنا تكمن عبقرية كونتي، الرجل الذي حول لاعبين أمثال بيدرو، ويليان، لويز، سيسك، وحتى كوستا، من لاعبين مزاجيين لا يمكنك توقع مستوياتهم باللقاء، إلى شعلة من الحماس و"الجرينتا"، بالملعب، عندما تجد لاعب بقيمة فابريجاس على مقاعد البدلاء، ويشارك كل مباراة لمدة  لا تزيد عن النصف ساعة، ورغم ذلك يلعب بكل قوة وحماس ويقوم بدور القيادة بالملعب، الأمر ذاته على القائد جون تيري، الذي يجلس على مقاعد البدلاء، ويطلب منه كونتي أدوار آخرى خارج الملعب بصفاته القيادية، إلى جانب الأمر الفني، فاذا نظرت لأرقام اللاعبين بالموسم الماضي، وتقارنها بالموسم الحالي ستجد الفارق الشاسع الكبير والتغيير الجذري، بالجوانب الفنية والعقلية، التي أضفاها كونتي على فكر لاعبي تشيلسي، ليصبغ الفريق بـ "ديموغرافيا كونتي" الجديدة.

"في هذا العصر فإن الهواتف الذكية، الحاسبات الآلية يمكنها أن تغير ما بداخل رؤوس اللاعبين الشباب بإشعارهم وإيهامهم بأنهم قد تذوقوا بالفعل طعم النجاح، هناك لاعبين يكفيهم تسجيل هدف ولعب نصف ساعة جيدة ليقضوا وقتهم في غرفة خلع الملابس وهم يشاهدون ما فعلوا على الهاتف، وهذا النوع يكون من الصعب عليّ التعامل معه".

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل