المحتوى الرئيسى

لماذا نحن نِكديّون؟!

02/19 17:07

نحن نكديون!! قد لا تتفق معي، لك الحق في ذلك، ولكن هل فكرت بأنه من الممكن أن يكون كلامي صحيحاً؟!

إذا أردت أن تتأكد فخذ جولة في وسط العالم المحيط حولك، أو عالمك الأزرق، إذا لم تجد شيئاً فاعلم أنك من المحظوظين.

ربما الكثير منا مرَّ بذلك الموقف الذي يحطم كل طموح لديه، والعبارة الرنانة التي يتداولها الجميع "الخوف على مصلحتك".

على سبيل المثال، أنت تبحث عن المال إذاً أنت إنسان تعيس، وفي أحسن الأحوال مهمل لصحتك كاره لمن حولك، أما إذا كنت طالب جامعي ولديك وظيفة أخرى أو مهارة أخرى مع الجامعة؟! أنت إنسان فاشل، ولا تستطيع أن ترتب أولوياتك، والطالب له مهمة واحدة في الحياة هي الدراسة!! تبحث عن الحب؟ يجب أن تكون إنساناً فاشلاً مجتمعياً، شارد الذهن، تركض وراء محبوبتك ليل نهار!

ألم أخبركم بأننا أناس نِكديون؟!

من الممكن جداً أن تكون تبحث عن المال، وأنت إنسان سعيد، وفي مكتمل الصحة والعافية والحمد لله، وربما أنت من تُدخل الفرحة على أولئك النكدين الذين حولك، والذين يدَّعون دائماً أنك إنسان لا تعرف السعادة ولا تشم ريحها، وليس غريباً أن تكون طالباً جامعياً، وأنت تعمل وتنجز أكثر من مهمة في نفس الوقت، وإذا دققنا النظر في العالم اليوم، لا أحد يرغب في طالب دون خبرة "لذلك ارحمونا يرحمكم الله".

تعلَّمنا منذ الصغر أن نربط بين الثنائيات، ولكن هذه الثنائيات يجب أن تكون نكدية، ولا يمكن أن تكون بأي حال من الأحوال إيجابية.

جلست أفكر مطولاً لماذا هذه الثنائيات التي تقتل كل إنسان طموح، وقد تكون هي الحاجز لكبت كل موهبة، ربما ثقافة المجتمع قد تكون عاملاً أساسياً في القصة.

وإذا طرحنا السؤال من زاوية أخرى: هل المجتمع الذي حولنا هو مجتمع خالٍ من الأمراض؟ وهل نحتاج إلى أن نحتكم إليه؟ قصة جحا وحماره أستحضرها دائماً في علاج أمراض المجتمع؛ إذ في أحد الأيام كان راكباً وابنه يمشي فانتقده المجتمع، فنزل وركب ابنه هو فانتقده الناس مرة أخرى، ولم يكن غير الحل الأخير أن يمشيا مع الحمار فانتقدهما الناس أيضاً! فإرضاء الناس غاية لا تدرك.

فكِّر وخطِّط لأي أمر تريد إنجازه، وقُم بموازنة الأمور في حياتك، فإن وصلت إلى تلك المرحلة فهذا يكفي، وأبعد عندك كلام النِّكديين.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل