المحتوى الرئيسى

''لوهموت مش هسيب التوك توك''.. سر جملة قتلت ضحية ''لقمة العيش''- (صور)

02/19 15:38

كتب – فتحي عمر وسامح غيث:

منتصف ليلة الأربعاء الماضي، خرج أحمد حبيب، (٣١ سنة من منطقة عين شمس)، كعادته للعمل على "توك توك" ملكه لتحسين دخله عقب انتهاء ورديته بشركة مستحضرات تجميل يعمل بها، لكنه على عكس الأيام السابقة، عاد هذا اليوم جثة هامدة، بعدما رفض الاستسلام لثلاثة لصوص استوقفوه بحجة توصيلهم وحاولوا سرقة مصدر "قوته"، ليتناوبوا طعنه ويديه تقبض على عجلة القيادة ولسان حاله يردد: "من مات دون ماله فهو شهيد".

في شارع المطراوي بميدان المطرية التابعة لقسم شرطة عين شمس، باتت حكاية أحمد الشاب "الجدع" العصامي الذي مات والده وظل يعمل لتحقيق طموحه حتى لقي مصرعه دفاعاً عن نفسه ومصدر دخله، الشغل الشاغل للأهالي.

"مصراوي" انتقل الى منزل الشهيد وجمع روايات الأهالي وشهود الجريمة التي هزت منطقة عين شمس، حتى أن الشباب دشنوا عشرات الصفحات على "فيس بوك" تخلد ذكرى "شهيد لقمة العيش" وتطالب بحقه والقصاص من قاتليه.

"أحمد جدع عمره ما تأخر عن واجب مع أصحابه وأهل المنطقة".. يقولها صديق عمره والحزن يملأ قلبه، متذكراً سنين العشرة والتي تعرضا خلالها للنصب من قبل أحد سماسرة الهجرة، حينما بحثا عن فرصة السفر للخارج في وقت سابق، ودفعا عدة آلاف جمعاها سوياً لكنهما فشلا في الحصول على فرصة مناسبة للسفر.

لم تتوقف محاولات أحمد عن البحث عن عيشة كريمة فظل يعمل منذ بلوغه العاشرة من عمره وبدأ بالاعتماد على نفسه، حيث كان يذهب للدراسة ثم يذهب للعمل في سوبر ماركت بالمنطقة التي يسكن فيها.

يقول نجل خالته :"أحمد شاب طموح كان يدرس ويعمل في وقت واحد"، ويتابع صديقه: لم يكتف بالحصول على شهادة الثانوية التجارية، والتحق بكلية التجارة "تعليم مفتوح"، لتحسين وضعه الاجتماعي وطمعا في الحصول على فرصة عمل توفر له حياة كريمة .

تمكن أحمد من توفير ثمن "توك توك"، واشتراه رغم نصيحة كل المقربين منه وصاحب السوبر ماركت الذي يعمل به، بسبب انتشار العصابات المسلحة التي تستهدف سائقي التوك توك وتجبرهم على التخلي عنه، لكنه ضرب بكلام الناصحين عرض الحائط، واشترى التوكتوك وظل يعمل عليه بعد انتهاء ورديته، حتى تلقى ذووه اتصالاً هاتفيا ليلة الأربعاء الماضي وحدث ما كانوا يخشونه دائماً.

"جالي تليفون من مستشفى الأردنية أبلغوني بأن أحمد عمل حادثة ومصاب" يقولها أحمد حسين نجل خالته، متابعاً :"روحنا كلنا المستشفى لقيناه مصاب بـ 8 طعنات في جنبه وصدره وضهره، وعرفنا إن 3 مسلحين حاولوا سرقة التوك توك الخاص به لكنه رفض التنازل عنه، فتناوبوا على طعنه حتى خرج صاحب أحد محلات المنطقة فلاذوا بالهروب".

"أنا لوهموت مش هسيب التوك توك".. كلمات رددها أحمد كثيرا، رداً على تحذيرات أصدقائه من تكرار وقائع السرقة بالإكراه في المنطقة.. يقول "مصطفى بامبو"، صديق الضحية: المنطقة شهدت العديد من الحوادث المماثلة، لكن ضحاياها كانوا يستسلمون لتهديدات المسلحين ويتركون التوك توك ومتعلقاتهم خشية تعرضهم للأذى.

"لو الحكومة والشرطة ما جبتش العيال، احنا هنوصلهم ونعلقهم ونعملهم عبرة لكل المجرمين".. جملة تحملها صدور جميع أصدقاء ومعارف وأقارب أحمد، الذين لم يثلج قلوبهم خبر التوصل لخيوط مهمة توصل للجناة، وتشكيل فريق بحث ذات كفاءة عالية لكشف غموض القضية.

رفض سامح شقيق أحمد التحدث في البداية بحجة أنه لا يريد مجرد التعاطف مع قضية شقيقه، واستدرار عطف من يقرأها، وعندما أقنعه ذووه والمقربون منه بأن التحدث والبوح بما تعرض له شقيقه أحد الخيوط التي تعيد حق شقيقه، عدل عن رأيه وطالب أجهزة الأمن بتكثيف الحملات ومعالجة القصور حتى لا يلقى آخرون حتفهم مثلما حدث لشقيقه.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل