المحتوى الرئيسى

"إيجيبس 2017".. عندما يهزم الأمن الاقتصاد

02/19 13:25

في مشهد متكرر، يؤكد عدم وجود نية لدى الحكومة على تشجيع الاستثمار في أحد أهم مجالات الاقتصاد الحيوية، والتي قد تتمتع مصر فيها بميزة تنافسية، هزمت العقلية الأمنية، الاقتصاد والاستثمار في تنظيم المؤتمر الأول للبترول والغاز "إيجبس 2017" الذي عُقد في مصر للمرة الأولى، والتي قد تصبح الأخيرة.

اليوم الأول للمعرض الذي عقد يوم الثلاثاء الماضي، في قاعة المؤتمرات الرئيسية في القاهرة، شهد انتظار وتكدس عدد كبير من المستثمرين المصريين والعرب والأجانب على أبواب المعرض، بعد أن منعتهم قوات الأمن والحرس الجمهوري، من الدخول.

كما تم منع كافة الصحفيين من الدخول نتيجة للإجراءات الأمنية المكثفة بسبب عدم وجود تصاريح أمنية لهم من مؤسسة رئاسة الجمهورية، بسبب حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي حفل افتتاح المعرض في يومه الأول..

وانتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تصور ممثلين أجانب لعدد من الشركات العالمية، وهم يحتمون من الأمطار، داخل أحد الأكشاك الخشبية الممتلئة بالقمامة، أثناء انتظارهم دخول المعرض.

**ممثل شركة "أباتشي" الأمريكية للبترول، وأحد الحضور الأجانب أثناء انتظارهم دخول معرض ايجيبس ٢٠١٧

مسئول شركة DMG EVENTS الإنجليزية، ومدير شركة ACG- ITF المصرية، المسئولتان عن تنظيم المعرض لصالح وزارة البترول، قالا إن ما حدث صباح أول أيام المؤتمر من حالة الازدحام، وسوء التنظيم، ليس هما المتسببتان فيه.

واتهمت شركة DMG وزارة البترول بأنها المسئول الأول عن ما حدث من سوء تنظيم، خاصة أن الشركة تلقت دعوات زوار المعرض الذين قدموها عبر الإنترنت للوزارة، صباح يوم الافتتاح، بدون الموافقات الأمنية المطلوبة من رئاسة الجمهورية.

من ناحيتها، قالت وزارة البترول، إن الإجراءات الأمنية هي السبب في تأخير الدخول للمؤتمر، بسبب تواجد رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة وعدد من الوزراء وهو مايستلزم اجراءات أمنية معقدة، تسببت في تأخير الدخول إلى المعرض، إلى ما بعد ظهر اليوم.

يأتي هذا بينما قال أحد مسئولي الشركات العارضة لـ"مصر العربية"، إن كل شركة شاركت في المعرض، سددت ما بين 140 ألف جنيه إلى نحو 400 ألف جنيه للشركة المنظمة، قيمة تواجدها بالمعرض لمدة ثلاثة أيام، فيما اختلف سعر كل شركة بحسب المكان والموقع الذي تواجدت به داخل المعرض.

وقال مسئول شركة "بريتش بتروليوم" الإنجليزية للتنقيب عن النفط، والتي شاركت في المعرض، إبراهام مانير، لـ"مصر العربية"، إن شركته تعرضت لمضايقات من قبل الشركة المنظمة، مشيرًا إلى أنه متأكد أن الشركة حصدت ملايين الجنيهات كأرباح، رغم سوء التنظيم.

المعرض وبحسب خبراء لم يحقق المنشود منه إلا على نطاق تعرف الشركات على الفرص الاستثمارية الموجودة في مصر، لكنه لم يحقق أي صفقات كبيرة أو توقيع عقود لصفقات ضخمة في قطاع يتميز باستثماراته الكبيرة أصلًا.

الخبير البترولي محمود أبودان، قال لـ"مصر العربية"، إن الفترة التي سبقت المعرض كان الجميع يتطلع إلى مزيد من الاتفاقيات والعروض الاستثمارية إلا أن ما حدث عكس ذلك.

وأكد أبودان، أن التنظيم السيئ، وعدم الاهتمام الحكومي أعطى انطباعا لدى المستثمرين العرب والأجانب بأن الحكومة المصرية غير جادة في تعهداتها برعاية الاستثمار والمستثمرين.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل