المحتوى الرئيسى

شركة «أوف شور» تُكبّد «نايل سات» خسائر بملايين الدولارات (تحقيق استقصائي) | المصري اليوم

02/19 00:31

ما إن تمسك بيدك «ريموت كنترول» وتبدأ في التجول بين القنوات الفضائية حتى تفاجأ بعدد كبير من القنوات التي تعرض إعلانات غريبة وأفلاما مسروقة من صالات العرض، وعلى الرغم من سخط وزارة الصحة وغرفة صناعة السينما وغيرها من أجهزة الدولة ومنتجى الأفلام، إلا أنهم عجزوا عن مقاضاة هذه القنوات أو إغلاقها.

وفى الوقت الذي تسيطر فيه الحكومة، ممثلة في هيئة الاستثمار، على القنوات ذائعة الصيت التي تعمل بشكل قانونى، إلا أنها لم تتمكن من ملاحقة عشرات، بل مئات، من قنوات «بير السلم» التي تعمل في الخفاء على الرغم من ظهورها على الشاشات أمام الملايين، وادعائها بأنها تبث عبر القمر المصرى «نايل سات».

عبر التحقيق الاستقصائى بين يديك الآن تكشف «المصرى اليوم» أسباب تغيير قنوات كبرى لتردداتها في الآونة الأخيرة، وتزيل الغموض عن بعض «الحيل» التي مكّنت المئات من التهرب من سداد الضرائب بعد إنشاء قنوات بتكلفة أقل، وبعيدا عن رقابة الدولة.

مقر قناة مصر البلد بمدينة السادس من أكتوبر

تواجه الشركة المصرية للأقمار الصناعية «نايل سات» مصاعب مادية، تتمثل في تراجع أرباحها خلال النصف الأول من 2016 بنسبة 16.5% تقريبا، مقارنة بالنصف الأول من 2015، لتهبط من 48 مليون دولار إلى 40 مليونا فقط.

الشركة المصرية عزت سبب الانخفاض إلى منافسة أقمار أخرى منها «أسهيل» القطرى الذي انسحبت إليه قنوات الجزيرة وBEIN الرياضية مكبدةً «نايل سات» خسائر بنسبة 2% من إيراداتها، إلا أن أهم تلك الأقمار هو «يوتل سات» الفرنسى الذي أسهم في انخفاض عدد قنواتها من 732 إلى 650 خلال أقل من عام.. هذا التحقيق قد كشف أن اتفاقية بين مصر وفرنسا كانت سببا رئيسا لهذا الانخفاض، إذ أتاحت تعاقد مئات القنوات مع «يوتل سات» مباشرة وبثها للمواطن العربى والمصرى دون الحاجة لأن يترتب عليها أي التزامات مالية تجاه شركة «نايل سات» المصرية.

يُثبت هذا التحقيق الذي أجرى على مدار 6 أشهر، وشمل رصدا لنحو 300 قناة، يبث بعضها من شقق سكنية، بعيدا عن أعين الرقابة- كيف أدت تلك الاتفاقية إلى فتح الباب على مصراعيه لتنامى هذه القنوات في مصر، كما يبين التحقيق كيف يتسبب وجود هذا النوع من المحطات بخسارة خزانة الدولة ملايين الدولارات من أموال الضرائب غير المحصلة، إضافة لإضراره بقطاع الإنتاج الفنى نتيجة استسهال تلك المحطات لبث المحتوى غير المرخص، ما يتسبب بخسائر فادحة للمنتجين. يحدث ذلك في الوقت الذي تعيش فيه السلطات حالة من الإنكار لوجود، مثل هذا النوع من الأعمال، وتؤكد عجزها عن مواجهة الظاهرة.

في سبتمبر عام 2005، أبرمت «نايل سات» اتفاقا مع شركة «الكاتل» الفرنسية العملاقة، التي تحول اسمها لاحقا إلى «يوتل سات»، لنقل القمر Hotbird 4 إلى مدار سبع درجات غربا، المملوك حصرا لمصر.

حدث ذلك بعد نحو 6 أشهر فقط من تولى أنس الفقى حقيبة الإعلام. أثيرت حفيظة السفارة الأمريكية نتيجة الاتفاق بحسب برقية نشرها موقع ويكيليكس. كانت الملحقة الاقتصادية الأمريكية كاثرين هيل قد قالت وفق الوثيقة في يوليو2007، إنها «تشتبه في فساد وتلاعب بصفقة التعاون المبرمة بين نايل سات والشركة الفرنسية».

أوردت الوثيقة أن الفقى خاطب السفير الأمريكى لدى القاهرة في إبريل 2007 بالنية لإعادة طرح العطاء من جديد بشفافية تامة، إلا أن الشركة الأمريكية ORBITAL ATK اعترضت على «تغيير جذرى» في العطاء أدى لرسو الصفقة على منافستها الفرنسية.

حاولنا التواصل مع المهندس صلاح حمزة، العضو المنتدب لنايل سات، الذي أبرم الاتفاقية مع الجانب الفرنسى، إلا أنه رفض الإجابة عن أسئلتنا في إطار النشر، من ثم رفض إجراء أي حوار حول هذا الشأن.

نائب رئيس الشركة الأمريكية، مسؤول علاقات المستثمرين، بارون بنيسكى، قال إن الشركة لم تعد موجودة بهذا الاسم أو الصفة حاليا، علاوة على أن المسؤولين الذين كانوا جزءا من الصفقة المذكورة لا يمكن التواصل معهم الآن.

وأضاف بنيسكى، في تصريحاته لمعد التحقيق: «بشكل عام، نحن لا نعلق على أي وثائق لا يمكن التأكد من صحتها، كونها مسروقة من ملفات سرية».

طلبنا من نايل سات الاطلاع على الاتفاقية، إلا أن اللواء أحمد أنيس، رئيس مجلس إدارة نايل سات، رفض ذلك، متسائلا: «ليه ننشر الاتفاقية، وليه تتنشر في الصحافة، إحنا بنرسلها للجهة التي يعنيها الأمر فقط لا غير».

وأضاف أنيس، عبر حديث هاتفى أن الاتفاقية سليمة 100% وليس بها أي مشكلة، ووزارة الإعلام عمرها ما عملت اتفاقيات مع «يوتل سات»، اللى عمل الاتفاقية هي «نايل سات»، قائلا: «أنا ما بعملش حوارات في الصحافة، والتليفون عشان الحاجات الطارئة بس».

سألناه عن رده حول ما جاء في وثيقة ويكيليكس، فقال: «ويكيليكس ده يخبط دماغه في الحيط، موقع مشبوه بيخدم على مصالح أمريكية كثيرة، هم متجننين مننا لأننا مش بنلجأ ليهم، ومش بنصنع عندهم الأقمار، دة كل الغل اللى عندهم».

وفى مارس 2009 أعلنت «يوتل سات» عقدها اتفاقية جديدة مع «نايل سات» أدخل بموجبها قمر أكبر إلى المدار 7 درجات غربا، وهو Hotbird 10، ليكون مستخدما للشركتين معا، بحسب بيان الشركة الفرنسية.

أوردت تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات ملاحظات متكررة على مدار السنوات الثلاثة الماضية بتأخر الشركة، في إطلاق قمر 202 الجديد، في ظل عدد من المشكلات التي تواجهها الشركة، حيث تنتهى صلاحية القمر الاحتياطى 102 في مارس المقبل.

وأوضح تقرير سبتمبر 2016 أن القمر 102 يحوى 12 قناة قمرية لا يصلح لأن يكون احتياطيا للقمر الأصلى 201 الذي يحوى 26 قناة قمرية، محذرا من أن أي خلل يصيب القمر الاحتياطى خلال هذه الفترة سيترتب عليه ضياع جزئى للترددات وتوقف أو ضعف البث الإذاعى.

وأضاف التقرير أن الأقمار معرضة للأعطال لذا فإن بقاء القمر الأصلى دون احتياطى بعد خروج 102 من الخدمة سيترتب عليه ضياع كلى للترددات المملوكة لمصر، وهو النشاط الذي أنشئت من أجله الشركة، موضحا أن ذلك سيكون له أثر سيئ بالغ على استمرارها.

يحظر قانون 13 لسنة 1979 المعدل بالقانون 223 لسنة 1989 بث قنوات فضائية خارج المنطقة الإعلامية الحرة، دون ترخيص من اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحده، ومنذ مطلع نوفمبر 2012 ألغى الاتحاد الترخيص الوحيد الذي كان منحه لقناة دريم، مؤكدا عدم منح أي تراخيص أخرى.

ويحظر قانون 10 لسنة 2003 بشأن تنظيم الاتصالات حيازة أجهزة لاسلكية أو وحدات بث فضائى، وإنشاء أو تشغيل شبكة اتصالات دون الحصول على ترخيص بذلك من الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات.

تصل تكلفة إيجار التردد من نايل سات 300 ألف دولار سنويا، وفقا لتصريحات هشام شكرى، المدير العام لاستديوهات مدينة الإنتاج الإعلامى.

يضيف شكرى أن سعر تأجير استوديو داخل المنطقة الحرة الإعلامية بمساحة 300 متر، يتراوح بين 2 مليون ونصف و3 ملايين جنيه سنويا.

وبحسب تصريحات صحفية للرئيس السابق لمجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية عبدالمنعم الألفى فإن نحو 600 قناة فضائية تعمل دون تراخيص خارج المنطقة، وبالتالى فإن كل تلك المبالغ تضيع على الدولة.

«الشيخة جواهر البدوية المعالجة الروحية.. لتجارة رائجة عشان تكون من المشاهير.. اتصل على رقم...».. هذا أحد الإعلانات التجاربة التي تبث على قناة «صوت مصر العمامى»، إحدى القنوات التي من شقة سكنية في حى العمرانية مقرا لها.

تبث القناة عشرات الإعلانات لمستحضرات طبية مجهولة المصدر، بالإضافة إلى أنها تفتح باب تقديم البرامج للراغبين مقابل دفع «إيجار بالساعة»، لكنها ليست الوحيدة، فهذه هي الطريقة التي تعمل بها نحو 300 قناة مخالفة، رصدنا محتواها الإعلامى والإعلانى خلال فترة التحقيق.

تعد قناة «مصر البلد» أبرز تلك القنوات، كانت تبث برنامجا مباشرا لمقدمه النائب أحمد بدوى، عضو مجلس النواب، عن دائرة طوخ، وهو صحفى بجريدة الجمهورية أيضا، انتظرنا انتهاءه، واتصلنا به هاتفيا لنعرف عنوان القناة للعمل معه، إلا أنه رفض إعطاءنا العنوان.

بعد بحث مطول، عرفنا عنوان القناة، وهناك وجدناها عبارة عن مبنى سكنى من ثلاثة طوابق خلف مصنع مخبوزات شهير بميدان الحصرى.

يخصص طابق تحت الأرض في المبنى لاستديو كامل التجهيز من حيث الأثاث والمعدات، وهو مزود بنحو أربع كاميرات وأجهزة بث مباشر.

بحسب محمود رمضان الشهير بـ«بيبو» مسؤول تأجير ساعات بث البرامج في القناة، الذي كتب على صفحته الشخصية عبر فيس بوك أنه «رئيس تحرير» فإن سعر ساعة البث المباشر 3000 جنيه، والمسجل 2000 جنيه.

يقول بيبو: «بقالنا 5 سنين بث مباشر، محصلش حاجة، والقناة موقفتش بث يوم واحد، وفيه برنامج من الجانى؟ لأحمد بدوى، وده بث مباشر يوميا من سنين».

لدى سؤاله عما سيحدث فيما لو داهمت الشرطة القناة أثناء البث، أجاب بحسم: «مفيش كلام من ده، لما بيكون فيه حاجة زى دى نكون على علم بها من فترة قبلها».

في إبريل 2014، أحال جهاز حماية المستهلك مصر البلد وأفراح للنيابة لبثهما إعلانا لمستحضر طبى لإنقاص الوزن وتقوية المناعة والوقاية من ألم المفاصل، وبحسب الجهاز فإن وزارة الصحة رفضت الترخيص للدواء أكثر من مرة لما له من آثار جانبية سلبية.

بدأت قناة مصر البلد بثها في أكتوبر 2013، بحسب صفحتها الرسمية التي يتابعها نحو 256 ألف شخص عبر «فيس بوك»، مما جعلها مقصدا لمئات المعلنين، بحسب محمود.

أضاف بيبو أن تسعيرة عرض إعلان مدته دقيقة، 12 مرة، في اليوم تبلغ 12 ألف جنيه شهريا، أما تكلفة عرضه 6 مرات يوميا فتصل إلى 7 آلاف جنيه شهريا.

بعد عناء البحث في مصلحة الضرائب، عثرت معدة التحقيق على ملف القناة المدرج باسم مالكيها مصطفى كمال ونبوية فرحات رمضان، بعنوان «مصر البلد للإنتاج الإعلامي».

قدمت الشركة إقرارا ضريبيا واحدا في 28 إبريل 2016، على الرغم من بدء عملها قبل ذلك بثلاثة أعوام، وجاء فيه أن صافى الأعمال 212 ألفا و160 جنيها مصريا فقط لا غير.

رفض بدوى في البداية إعطاءنا عنوان القناة، وطلب إرسال بياناتنا كاملة، فسألناه: لماذا لا تتواجد القناة داخل مدينة الإنتاج الإعلامى؟ فرد قائلا إنه ليس مالك القناة، قاطعناه: لكنك تعمل فيها. فقال: «أعمل في 4 قنوات فضائية، أنا رئيس لجنة الاتصالات في البرلمان».

طلب منا بدوى، وكيل لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، الاستعلام عن القناة لدى هيئة الاستثمار، ومواجهته بأنها غير مدرجة في الهيئة، وقال: «أعتقد أنهم دخلوا وخدوا كشك في مدينة الإنتاج الإعلامى، أنا راجل لى تعاقدات في القنوات دى، وليس لى صفة رسمية فيها، لو عايزة تسألينى اسألينى على برنامجى».

«من الجانى» هو اسم البرنامج الذي يقدمه بدوى على قناة مصر البلد، وعلى الرغم من بث البرنامج على الهواء مباشرة يوميا، إلا أن بدوى نفى ذلك تماما، فسألناه لماذا تظهر كلمة بث مباشر أثناء عرض برنامجه، ارتبك قليلا، وقال: «لا أعرف، اسألى الأجهزة المعنية، اسألى المصنفات».

طالب بدوى بتغيير موضوع التحقيق ليكون عن بعض الأشخاص الذين ينتحلون صفة إعلامى للنصب، وعندما رفضت معدة التحقيق ذلك مطالبة إياه بالإجابة عن أسئلتها، رد بحدة بالغة: «اللى زيك كده تلامذتى، لما تحبى تتذاكى ما تتذاكيش علىّ، إنت متصلة تحاسبينى، أنا عارف مين اللى مسلطك، واتحملى نتيجة ما يحدث بالقانون، عيب لما تسمعى كلام حد، اكتبى إن النائب أحمد بدوى رفض يتكلم، أنا عارفك كويس وصورتك مبعوتالى، أنا هخاطبك إنت ليه؟ أنا هخاطب رئيس تحريرك».

وراسل معدة التحقيق عبر «واتس آب»، قائلا: «أنا فاهم قانون كويس... أرجو إنك تشاهدى قناة المحور، برنامج 90 دقيقة النهارده 11 يناير 2017- هتناول الموضوع اللى بتسألى عنه، قصدى علشانه».

تنتشر مقار قنوات مشابهة في مدينة السادس من أكتوبر، بينها «مصر الحياة»، التي تبث برامجها المباشرة والمسجلة من استديو صغير أسفل شقة سكنية، وخلال زيارتنا لها كشفت لنا إحدى الموظفات أن القناة تغير عنوانها من حين لآخر، لكنها لم تجب عن سؤالنا حول سبب ذلك.

يبلغ سعر إيجار ساعة بث البرنامج المسجل 1800 جنيه و2000 للمباشر، وهو السعر الذي تقدمه عشرات القنوات الأخرى التي رصدناها وزرناها، ونحتفظ بعناوينها.

استديو «مصر الحياة» عبارة عن غرفة صغيرة، مجهزة بكاميرتين اثنتين، وجهاز بث مباشر، وأجهزة مونتاج، وفى مقابلة مع مديرها ويدعى محمد إبراهيم الذي أكد أن لديه زحاما في الزبائن.

بثت «مصر الحياة» في رمضان الماضى نحو 16 برنامجا دينيا، بالإضافة إلى مسلسلات تليفزيونية شهيرة، وأخرى من إنتاج القناة، وقال إبراهيم الذي طلبنا منه استئجار ساعة لبث برنامج: «زى ما انتى شايفة، الورقتين دول كلهم مواعيد محجوزة، القناة بتاعتنا متشافة كويس جدا، وكل الناس عايزة تعمل عندنا برامج».

وأوضح إبراهيم أن البرامج الدينية التي تبثها القناة هي من إنتاجها الخاص، قائلا: «إحنا مش زى بقية القنوات بيجيبوا مقاطع من يوتيوب وغيره، مصر الحياة شركة سعودية- كويتية».

حول المسلسلات التي تبثها القناة، قال: «عندى مسلسلات كتير السنة دى، ابن حلال، والرحايا، والضوء الشارد، ورمضان مبروك أبوالعلمين حمودة، وفرقة ناجى عطا الله، وعمر بنى هاشم»، قاطعته بسؤال: من أين تشترى المسلسل؟ فردّ على الفور: «أنا ممكن أجيبلك اللى انتى عايزاه، لو عايزة أي حاجة هاتيلى هارد، وأديكى اللى انتى عايزاه».

طلبنا منه بعد ذلك شراء مسلسل الرحايا كاملا، ارتبك متسائلا عن الغرض من ذلك، فأجبناه بأنه لمجرد المشاهدة، ولفتح أبواب التعاون معه، فقال: «أنا مش هقولك 6 ولا 7 آلاف، أنا هاعمل معاكى واجب كويس فيه شوفى إمتى هاتجيبى الهارد وساعتها نتفق».

أطلعنا إبراهيم على ورقة مدرج بها أسماء البرامج الدينية الـ16، مختومة من شركة تدعى مؤسسة ابتكار وتميز، وبعد مغادرتنا مكتبه بحثنا عن تلك الشركة فاتضح أنها شركة سعودية مقرها الرياض، وعبر «فيس بوك» تعرض قائمة البرامج الدينية مجانا.

اتصلنا بمسؤول الشركة السعودية سامى المبزرى، وسألناه عما إذا كانت القائمة حصرية لقناة مصر الحياة، فرد قائلا: نحن نعد قائمة من البرامج الدينية ونهديها للقنوات التي تطلبها لإذاعتها دون أي مقابل، اعتدنا فعل ذلك في رمضان كل عام.

منها إلى قناة أخرى، تدعى OL.TV المملوكة لشخص يسمى نفسه أحمد الحسينى، وهى عبارة عن شقة صغيرة في أحد الشوارع الجانبية بمنطقة المريوطية بشارع الهرم بجوار عدد آخر من القنوات المخالفة.

زرنا الشقة أو القناة أكثر من مرة إلا أنها مغلقة بقفل معظم أيام الأسبوع في الوقت الذي تبث فيه أفلاما ومسلسلات عبر شاشتها، وبحسب حارس العقار فإن أحد الشباب العاملين فيها يبث القناة من جهاز كمبيوتر شخصى.

وفى اتصال مع الحسينى يوم 5 يونيو 2016 للاستفسار عن إيجار ساعة لإذاعة برنامج دينى مسجل، قال: الساعة بـ1000 جنيه لأى برنامج مسجل، أنا حاليا معنديش استديو لازم يجيلى البرنامج على CD.

طلبنا منه ساعة بث لبرنامج مباشر يستقبل مداخلات هاتفية، فقال: «أنا معنديش استديو حاليا، بس سجلى البرنامج وعادى ظبطيها مع المخرج عادى وتتذاع بمداخلات، لو مش هاتعرفى إحنا عندنا المخرج بتاعنا».

يقدم الحسينى عدة برامج تليفزيونية على قنوات مصر البلد وصوت العرب، ويؤكد أحد العاملين في القناة الذي تواصلنا معه لكنه رفض ذكر اسمه خشية الملاحقة، فإن نجل الحسينى يدعى محمد ويعمل مخرجا هو اليد اليمنى لوالده.

وكان مقر القناة السابق تعرض للمداهمة من شرطة المصنفات إلا أنها لم تضبط سوى بعض أجهزة الكمبيوتر، بينما غادر العامل الوحيد الذي كان متواجدا في المقر قبيل وصول الشرطة للشقة، ومن ثم نقلها الحسينى إلى مقرها الحالى بحسب المصدر.

وفى الضرائب لم نعثر على سجلات خاصة بالحسينى أو شركته التي تنتج القناة، بينما أكد محاميه ماضى توفيق الدقن بأنه لم يستكمل أوراق شركته ولم يسدد بقية أتعابه، لذا كان من السهل أن تداهمها الشرطة.

اتصلنا بالحسينى لموجهته بما توصل إليه التحقيق، نفى امتلاكه لأى قناة تلفزيونية، قائلا إنها أغلقت أول يوم في رمضان الماضى أي يوم 6 يونيو 2016، وأضاف: «بعدين أنا مش صاحبها، صاحبها قفلها وبطل يشتغل في الميديا».

رفض الحسينى ذكر اسم صاحب القناة، فسألناه عن سبب إغلاقها، فرد قائلا: «قفلت زى ما قنوات كتير قفلت، عادى أزمة الدولار وغيرها هي السبب».

«الست الطيبة بتقول أنا كل اللى عايزاه جهاز بنتى.. الله لو ألاقى متصل كريم يقول أنا بكرة هابعت مبلغ 10 آلاف جنيه». يقول المذيع سمير السيد عبر قناة مصر الحياة، في إحدى حلقات برنامجه الذي يعتمد كليا على جمع التبرعات لصالح جمعية يرأسها تسمى دموع اليتامى، عبر إعلانات تعرضها عدة قنوات.

يظهر الحساب البنكى المدرج في الإعلان، وبحسب مصدر موثوق- رفض ذكر اسمه- كونه غير مخول بالتصريح للصحافة، فهو مسجل باسم الجمعية إلا أنه تعرض للفحص في وقت سابق بأمر من وزارة التضامن بناء على شكوك حول تجاوزات مالية.

بحسب المصدر فإن حسابات الجمعيات الخيرية التي تتعرض لفحص مشابه يتم توقيفها حتى استصدار قرار نصف سنوى من الوزارة بتجديد فتحها لتلقى التبرعات.

وفقا لقانون 91 لسنة 2005، فإن الجمعيات الخيرية معفاة من الضرائب، إلا أن هذه القنوات خلقت سوقا موازية، فبات تصوير وإنتاج المواد الإعلانية عبر أفراد أو مكاتب تعمل سرا لتأجير كاميرات التصوير والمونتاج.

يقول محمود- رفض ذكر اسمه- كاملا خشية الملاحقة القانونية، ويعمل في مجال الإعلانات عبر هذه القنوات، أنه يعمل منذ أكثر من 5 سنوات لدى مكاتب إعلانية: بعد سنين في الشغلانة حسيت إنى اتنصب علىّ من المكاتب دى، مكنتش باخد حقى كمنتج وسيناريست... قررت من أول 2016 افتح مكتب... دلوقتى الإعلانات بتاعتى في أكثر من 20 قناة.. يضيف محمود.

بحسب محمود، فإن الإعلان الواحد يتكلف بين 2500 و5000 آلاف جنيه، وفقا لتكلفة إيجار أجهزة وموقع التصوير. يتابع محمود: معظم إعلاناتى مستحضرات طبية (...) بنصور الإعلان في شقة وبكاميرا واحدة (...) آخر إعلان أنتجته لكريم خشونة الركبة، واتعرض على قنوات كتير منها باقة البيت بيتك اللى هي 15 قناة.

لكل قناة تسعيرة إعلانية مختلفة كما يقول محمود الذي أمدنا بملف لأسعار الإعلان عبر 100 قناة يعمل معها، قائلا إن تكلفة دقيقة الإعلان عبر باقة البيت بيتك 180 ألف جنيه شهريا.

رغم كل تلك الشواهد، تمسك رئيس مجلس إدارة نايل سات بقوله بأنه لا توجد قنوات تبث خارج مدينة الإنتاج الإعلامى داخل مصر، وبعد تأكيدنا بوجود سلسلة من القنوات خارج المدينة تفاجأ بالأمر قائلا إنها مخالفة صريحة للقانون.

أكد أنيس أن الشركة لم تمنح أي تصريح لأى قناة للعمل خارج مدينة الإنتاج الإعلامى، وتابع بأن دخول أي من الأجهزة المستخدمة للبث أو عملها داخل البلاد لابد أن يتم بترخيص من اتحاد الإذاعة والتليفزيون والجهات الأمنية المعنية.

وينص قانون 13 لسنة 1979 تقوم القنوات الفضائية الرسمية على اختصاص اتحاد الإذاعة والتليفزيون وحده بعرض وحدات البث المباشر للإيجار، وهو مصدر رئيسى في إيرادات الاتحاد بالعملة الأجنبية، بحسب تصريحات رئيسه السابق، عصام الأمير.

وفى لقاء تليفزيونى للمنتج الراحل حسن رمزى، قال إن صناعة السينما تخسر نحو 7 مليار جنيه سنويًا بسبب سرقة الأفلام.

وأمام عجز نايل سات عن وقف القرصنة، توجهت (المصرى اليوم) لشركة يوتل سات، التي أكدت أنها لا تدخل في تعاقدات مباشرة أو فردية في منطقة الشرق الأوسط. المسؤولة الإعلامية فانيسا أوكنور قالت في بريد إليكترونى: القنوات تتعامل مع مقدمى الخدمة المعتمدين لدينا في المنطقة، وهم يتحملون المسؤولية.

وردا على سؤال حول استغلال تلك القنوات ترددات يوتل سات لبث محتوى مسروق أو غير مرخص، أجابت أوكنور: نحن لا نتعامل مع القنوات الفضائية مباشرة، هي تستخدم قدراتنا عبر مزودى الخدمة المعتمدين لدينا، وهم من يتحملون احترام القوانين واللوائح ذات الصلة، وأضافت: يوتل سات عضو في الائتلاف الدولى لمكافحة القرصنة.

بحسب التقرير السنوى لإيرادات شركة يوتل سات الصادر في 30 يونيو 2016 فإن 10 زبائن للشركة مثلوا 42.8% من إيراداتها، حلّت نايل سات في المركز الخامس.

بلغت إيرادات يوتل سات من نايل سات ما يقرب من 53 مليون يورو بنهاية السنة المالية المنصرمة، بنسبة 3.6% من الإيرادات الكلية للشركة الفرنسية، تلتها نورسات بنحو 50 مليون يورو بنسبة 3.4%.

كانت نورسات أعلنت في 1 أكتوبر 2009، إبرامها اتفاقية طويلة المدى لتأجير ترددات القمر الفرنسى، وهى تعرف نفسها بالشركة المالكة لـ350 قناة راديو وتليفزيون في الوطن العربى، والشركة الوحيدة التي تقدم خدمات تليفزيونية مباشرة للمنازل، عبر مدارى 7/8 غربا و25.5/26 شرقا.

لافتتاح قناة عبر يوتل سات لابد من التعاقد مع إحدى الشركات التي تطرح ترددات للإيجار، وأبرزها نورسات.

تكشف وثائق بنما التي نشرها الاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين ICIJ أن شركة نورسات تعود ملكيتها لثلاثة رجال أعمال: عمر شوتر، وتحسين الخياط، وكريم الخياط.

أنشأ شوتر، الرئيس التنفيذى لنورسات، شركة أوف شور تحت مسمى ميديا سوليوشينز مسجلة في جزر العذراء البريطانية عام 2004، وتتخذ من المنامة والعاصمة الأردنية عمّان مقرا لها قبل الانتقال إلى قبرص في سبتمبر 2014.

وسيط تسجيل شركة شوتر هي شركة RAWI، المملوكة لرجل الأعمال ميثم الأنصارى، المحكوم عليه بالسجن في 2011 بتهمة غسيل أموال والتعاون مع عصابات دولية، حسب ما نشرته صحيفة جارديان.

ولم ينفذ الحكم ضد الأنصارى إلا في إبريل 2016 عندما سلّم نفسه للسلطات لدى وصوله أحد مطارات لندن قادما من دمشق التي هرب إليها، قائلا في تصريحات نقلتها عدة صحف: السجن في لندن أهون على من الاقتتال الدائر في سوريا.

سجلت نورسات باسم نور الشرق للأقمار الصناعية، برقم 2022 في سجلات دائرة مراقبة الشركات الأردنية بتاريخ 13 أغسطس 2015، ونوعها معفاة، باعتبارها أجنبية فشريكها نورسات ذ. م. م البحرينية.

بحسب السجل الأردنى للشركة، فإن المفوض بكافة الصلاحيات المالية والإدارية والقضائية هو عمر محمد على حسن شوتر، والشركة لاتزال قائمة، ولها كافة الحقوق.

ويعد اللبنانيان تحسين وكريم الخياط مالكى شبكة القنوات الجديدين، وهى أيضا أوف شور، ولهما شركاء هم: الشيخ خالد بن ثانى آل ثانى ابن عم أمير قطر، وناصر راشد الكعبى رجل الأعمال عضو مجلس الشورى القطرى، بالإضافة إلى رجل الأعمال السورى فؤاد ميشيل زيات.

و«زيات» حوكم غيابيا في قضية تجارة سلاح وغسيل أموال تورط فيها وزير الداخلية اليونانى، وهو مطلوب لتنفيذ أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 17 سنة، بعدما ثبتت عليه تهم غسيل الأموال والرشوة، وفقا لما أوردته رويترز في 11 فبراير 2015.

وفى مصر، تعد شركة ADVANSYS TELECOM LTD، المملوكة لرئيس نادى الزمالك السابق ممدوح عباس وأبنائه ورجل الأعمال شريف فهيم أبوالفضل، أكبر شركة أوف شور العاملة في مجال الخدمات التقنية والتكنولوجية للقنوات التليفزيونية، وهى مسجلة في جزر العذراء البريطانية ولها ارتباطات في سويسرا، وتتخذ من المعادى مقرا لها.

تقدم الشركة خدمات مثل الرد الصوتى التفاعلى، والرسائل، والتسويق عبر الموبايل، بالإضافة إلى خدمات الرد الإلكترونى لعدد من المشاهير مثل أمينة شلباية، والطاهية منى عامر، والداعية الإسلامى محمد حسان.

وعبر موقها الرسمى، تقدم أدفانسيس تليكوم خدمات تقنية كالتصويت وبرامج المسابقات وتحميل المحتوى لأكثر من 20 قناة فضائية في مصر، بينها سلسلة الحياة، وart، وCBC، والمحور، وغيرها، بالإضافة إلى محطات إذاعية منها نجوم إف إم 100.6، ونايل إف إم 104.2.

تعد شركة (الملاحون) أو نافيجيتوز أكبر شركة لتأجير ترددات نورسات في مصر، وأسعارها تبدأ من 10 آلاف دولار شهريا، وتتعهد بتوصيل أجهزة البث مجانا لعملائها في مصر، بحسب مديرها التنفيذى أمجد عشا.

أعلنت الشركة فيما بعد أنها استغنت عن خدمات عشا،الذي أسس شركة جديدة باسم «سوبر»، منوهة بأن أشرف خالد المناصير المكنى بأبى فارس هو مالك الشركة ومديرها العام. بالبحث في سجلات دائرة مراقبة الشركات في المملكة الأردنية باسم شركة أشرف المناصير وشريكته ورقمها 102643 ونوعها تضامن، والمفوض كافة الصلاحيات منفردا هو أشرف خالد موسى المناصير.

التقت (المصرى اليوم) بمسؤول (الملاحون) في مصر ويدعى أسامة عمر، في مكتب المحامى ماضى توفيق الدقن بحى باب اللوق، باعتباره زبونا يسعى لتأسيس قناة.

وعلى الرغم من عدم وجود مسمى مستشار لرئيس الجمهورية لشؤون الفضائيات إلا أن عمر يلقب نفسه بذلك، ويوزع «بيزنس كارد» على الزبائن بهذا اللقب.

أكد عمر إمكانية شراء جهاز الاتصال بالسات لايت BEGAN ووحدة للبث المباشر SNG من أحد مورديه، إلا أن سعر الجهاز الواحد تراوح بين 15 و18 ألف دولار، بحسب أسعار السوق السوداء.

أضاف عمر أن القناة ستبدأ في استعادة تكاليفها وتحقيق أرباح بعد 6 أشهر فقط من خلال الإعلانات، فيما ستحقق أرباحا تفوق مصروفات تشغيلها بعد سنة.

تبلغ كلفة إعلان 30 ثانية يوميا، ساعتين شهريا، وفق عمر 30 ألف جنيه، فمجموع 10 إعلانات، وهو متوسط العدد الذي تحصل عليه هذه القنوات، ستحقق 300 ألف جنيه شهريا، أي أكثر من 3.5 مليون جنيه سنويا.

لتحصل شركة ما على «ترخيص قناة» تشترط الهيئة العامة للاستثمار بثها من المنطقة الحرة الإعلامية، وتحت رقابتها، إلا أن الدقن أكد أنه يستطيع الانتهاء من هذه الإجراءات سريعا، مقابل تقاضى 10 آلاف جنيه، مع مرتب ثابت له ولعمر باعتبارهما مستشارى القناة الجديدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل