«أهديلك تجربتي».. مبادرة لمشاركة المعاناة والتعلم من مآسي الآخرين

في يوم ضاق بها الحال، وشعرت أن ثقلًا يخنق روحها، غير راغبه في الإفصاح عنه، حتى لا يتفوه من حولها بكلمات تزيد شدة وجعها، لكنها تمنت أن تقرأ شيئًا يصف حالها، يغمر أنفاسها بحل سريع، فوجدته في كلمات بسيطة عشوائية، منشورة علي"فيسبوك"، قرأتها فسالت دموعها، شافيةً جرح قلبها، تقول عن ذلك: "ومن لحظتها قررت أعمل مبادرة أهديلك تجربتي".

"أهديلك تجربتي" مبادرة أطلقتها الكاتبة سارة الذهبي، مؤلفة كتاب "فيها حاجة حرشة"، الذي يتضمن وصف مشاكل المرأة والفتاة المصرية بطريقة خفيفة، وشاركت به "سارة" في معرض الكتاب.

تقول لـ"التحرير" عن هدفها: "بناقش فيها تجارب واقعية عاشها ناس كتير، عشان الكل يستفيد منها، ويحس إنه مش لوحده".

ونستعرض في السطور التالية تجربتين جرى عرضهما عبر المبادرة:

"انا ست متجوزة من 22 سنة، فجأة لقيت جوزي لا عاجبه شكلي و لا منظري، الموضوع اتطور اني بقيت بتجرح من نظرته ليا، طبعاً انا حملت وولدت و تربية العيال قطمت وسطي و مبقتش في جمال بنات العشرينات، انا مش مانيكان، ست عادية وزني 70 كيلو، متوسطة الطول، الحمد لله ملامحي عادية مش مثلا فيا حاجة غريبة، لقيته بيقولي مش بتنفخي شفايفك ليه؟ شوفي فلانة بتعمل ايه".

"في الاول كنت ضد الموضوع، لكن من نظرته ليا بدأت اسأل في الموضوع، روحت فعلاً نفخت شفايفي، بعدها قالي اشفطي دهون، وروحت شفطتها، احقني بوتكس و فيلر، حقنت بقيت كائن عجيب موًرم، شفايفي بقت زي الممثلات اللي الناس بتعجب بيها، و خدودي بقت مليانة زي فلانة، و شفطت الدهون زي علانة،و كل ده عشان الاقي نظرة رضا في عين جوزي".

"دايما كان بيقارني بستات و ممثلات، دايما كان باصصلي بنقص، جوزي بقي جاله هوس بالموضوع ده و كنت بخرج من عملية الضم في التانية، لحد ما في يوم كنت بعمل check up اكتشفت ان جالي cancer، ايوه جالي بسبب كمية الحقن و الشفط و النفخ، معرفش بالظبط ايه السبب فيهم و هل ده دايما بيحصل و اللا أنا اللي جسمي كان عنده القابلية، بس ده اللي حصل، كانسر منتشر، و مرحلة متأخرة".

"أنا مش متضايقة، ده قضاء الله وقدره،و انا راضية بيه،لكن تخيلوا جوزي الحبيب سايبني اروح الجلسات لوحدي و ولا بيسأل فيا و اللي بيودوني قرايبي، جوزي باعني بعد ما خلاني افقد الثقة في نفسي، باعني بعد ما بقي جسمي كله مرض مش صحة زي ما كان بيوهمني، أنا حبيت بس اقولكوا ما تخلوش حد يكرهكوا في نفسكوا، احمدوا ربنا علي نعمه،كلنا اتخلقنا في احسن صورة، أنا عارفة أن في ازواج محترمين و بيقفوا مع زوجاتهم و انا زوجي ربنا يسامحه كان اختيار غلط و انا بدفع تمن اختياري".

"أنا اللي اتاخرت في الحمل ٦ سنين ونص، واستحملت كلام سخيف ونظرات اسخف من ناس للأسف وجودها في حياتي مجبوره عليه، أنا اللي صحباتي مبقوش يخرجوا معايا عشان الخروجه فسحه للأطفال وانا من غير اطفال فا اتركنت علي الرف، وأنا بردو اللي كان مبيتقليش من اعز صحباتي انهم حامل عشان بيخافوا علي حملهم مني، وأنا اللي بيخبوا مني ولادهم على أساس اني حسوده وهحسد أي طفل لاني مبخلفش، وأنا اللي فجأة لقيت نفسي لوحدي في كل حاجة بتهمه اني معنديش اطفال، أنا اللي كبرت وعجزت من الإحساس باليأس".