المحتوى الرئيسى

آخر 10 كتب رشّحها علاء الديب للقراء

02/18 19:02

حتى قبل نحو ثلاثة أشهر من وفاته، كان علاء الديب محافظا على عادته الأثيرة في قراءة الكتب وتقديم الجيد منها للقراء، تلك هوايته واحترافه الرائع طوال عقود، في الباب الثقافي الشهير "عصير الكتب" في مجلة "صباح الخير"، ووواصل ذلك في صحف أخرى، مؤلفا من ترشيحاته مكتبة كبيرة من الأعمال الرائعة.

في سنواته الثلاث الأخيرة كان علاء الدين يقدم عصيره الخاص من الكتب في جريدتي "المصري اليوم" و"الأهرام"، ونحن هنا سنستعيد آخر 10 كتب رشحها وكتب عنها، وهي قائمة قصيرة محددة بعدد معين أخير من مقالاته، تعتبر بعض من كل المقالات التي كتبها في الجريدة الأولى منذ 2013 وفي الثانية منذ 2015.

المقالات العشر الأخيرة للراحل اخترناها بالترتيب الزمني من الجريدتين، بحيث تكون بالفعل آخر 10 مقالات له بالترتيب، وتقع في الفترة من 16 سبتمبر 2015 إلى 14 نوفمبر من نفس العام، أي قبل ثلاثة أشهر تقريبا من رحيله في 18 فبراير 2016.

وسنعرض بيانات كل كتاب في السطور التالية، وسنترك المجال للأستاذ الراحل لتقديم ترشيحاته، بأن نختار جزءا مما كتبه عن كل عمل.

استطاعت الكاتبة «هدى توفيق» أن تقدم فى رواية «المريض العربي» تسجيلا مرا لسنوات حكم الإخوان الذى يبدو الآن وكأنه كان كابوسا طويلا ترك فى

جسد الوطن والأفراد ندوبا وجراحا ليس من السهل نسيانها أو تصور أنها لم تحدث. هذا النفق المظلم الخانق الذى اختلطت فيه القيم والمشاعر وتعرض الدين والوطن والحرية لامتحانات ومحن عامة وخاصة واجهها كل فرد بالقدر الذى يملكه من صلابة واعتقاد. أمتحن فيه الصدق والصلابة، ووضوح القيم والاعتقاد واليقين.

هذه هى أحلام زكريا تامر، وهذه هى أسلحته: الكلمات، جنود بلا أسلحة، منذ عام 1960 عندما أصدر «صهيل» الجواد الأبيض» وهو يحارب نفس المعركة، مستخدماً نفس الأسلحة، ولد زكريا تامر فى دمشق القديمة 1931 فى «حى ساروجه» حارة «البحصة»، ترك التعليم والمدارس لظروف مادية 1944، عمل فى مهن يدوية كثيرة واستقر فى مهنة «الحدادة» التى أحبها وأتقنها، يعيش الآن فى «اكسفورد» فى إنجلترا بعد أن عاش هناك منذ 1981، يقول عنه أقرب أصدقائه وأهمهم، الشاعر والمسرحى الدمشقى الراحل «محمد الماغوط»: «زكريا حداد يعمل فى الكتابة، حداد فى وطن من فخار، أكثر من 10 مجموعات قصصية، وهو يطرق بالمطرقة على نفس القضية: الاستبداد والحرية.

أوراق في الثقافة الشعبية، دراسات

تبقي كنوز الثقافة الشعبية وتحقيقاتها الخالدة محفوظة مصونة في روح الشعب الذي أنتجها عبر عقود وقرون وعبر محن وتجارب.. تربطنا أوراق الدكتور حواس دائما بهذه الكنوز المصونة التي لا يستطيع أحد أن يمسها من رسوم، وأغان وسير ومواويل.. ومن سلوك حضاري راق في التعامل مع الآخر ومع الطبيعة وتعامل في الأحزان والأعياد.

دار الآداب بيروت ط 20. 2012

أحاول هنا أن أعيد قراءة حياة من البحث، عن التحرر والانعتاق من القوالب الجامدة للعائلة والدين والقومية واللغة، محاولة للبحث عن تكيف أفضل بين ذاتى العربية وذاتى الأمريكية، هذا الكتاب يتكلم عن إدوارد سعيد، الذي أدت ثقافته الغربية إلى توكيد ذاته العربية، إنه يحاول أن يلقى ظلال الشك على عالم الهوية الأحادية، ويفتح الآفاق الرحبة لحوار الثقافات.

فى المجموعة إحدى عشرة قصة، كل واحدة تجربة خاصة فى الشكل القصصى خاصة قصة «روحي» والقصة الأخيرة «سندس والملك» حيث تجرى القصة فى استراحة ملكية لملك سأمان من الحكم يسلى نفسه فى استراحة خاصة مع عشيقة مفضلة، بينما الخادم يحاول اختراع شراب جديد اكتشفه ابنه على شبكة الانترنت، ونقله فى ورقة لوالده، على الورقة نسى وكتب على ظهرها بالقلم الرصاص:

هل يمكن تغيير مسار بلادنا باحتراق حلقة المنافقين والطبالين والمنتفعين حول الملك؟ وبمن أبدأ؟

تجارب الطبيبة جمال حسان تستحق دراسات نقدية ومتابعة، ولايمكن أن يكون غيابها مبررا للإهمال.

 ترجمة عبد المقصود عبد الكريم

«العار» رواية ليست سهلة ولكنها ممتعة، تستطيع بما تملك من سحر الفن الحقيقى أن تعيش معك هنا الآن، تناقش قضايا هنا.. والآن، رغم أنها مكتوبة منذ سنوات بعيدة «1999» وعن بلاد في آخر القارة العزيزة الغامضة، بطل الرواية الأستاذ الجامعى ديفيد لورى، أستاذ الأدب والشعر الرومانسى، ولكنه يدرس لطلبته طبقاً لمناهج الجامعة علوم الاتصال الحديثة التي يجدها هو وتلاميذه فارغة ومملة، بينما هو ملىء في روحه بالشعر والموسيقى اللذين يراهما مع الغناء قلب الإنسانية، ومبرر الوجود. الرجل تعدى الخمسين، تزوج وطلق أكثر من مرة، حياته فارغة إلا من زيارة أسبوعية يقوم بها أسبوعياً في رتابة لبيت من بيوت اللهو حيث يلتقى لمدة ساعة ونصف مع ثريا الأنثى الغامضة التي تصر على أن تبقى العلاقة قاصرة على هذا الوقت وتخفى عنه بقية حياتها، حتى يراها بالصدفة، في مطعم أسماك مع طفلين يحسبهما ولديها، بعد هذا اللقاء تصر على الاختفاء من حياته، لتتركه يتخبط في البيت مع فتيات حديثات السن قليلات الخبرة.

الكتاب جديد لأنه يقوم على تجربة ناجحة مثيرة يخلط فيها ـ فى ذكاء وبراعة ـ بين الأدب والتحقيق الصحفى الناجح. الكاتب يحمل قدرة على السخرية وذكاء الملاحظة. مع المحافظة على إيقاع سريع لاهث يمتد طوال العمل (124 صفحة).

الهيئة المصرية العامة للكتاب. 2014

يكتب الشاعر شعره الخاص الذى لا يقف عند نوع أو تقسيم، فعلى الرغم من أنه دائماً ما يقال إنه ينتمى إلى جيل السبعينيات فإن الدواوين التى أمامنا: ذلك الصرح الشعرى الباذخ ينطلق بعيداً فى محاولة فريدة لتقديم مشروع شعرى كبير: كأنه يريد أن يقبض على إيقاعات وموسيقى الوجود، ويعيد تنظيمها فى روح قصيد بلا نهاية.

كم تمنيت أمام دواوين الشاعر الكبير أن أكون ناقداً شعرياً متخصصاً حتى أستطيع أن أغوص فى تجربة الشاعر الواسعة، وأن أعيد تحليل رحلته الطويلة من القصيد العمودى إلى قصيدة التفعيلة، ثم عبوره إلى الأنواع المختلفة لقصيدة النثر، وصولاً إلى «صوته الشعرى الفريد الذى لا يشبه سوى ذاته»، ولكننى اكتفيت بنظرة المتذوق الذى يحب الشعر ويقدر وجوده.

رجل أنزفه حتى آخر العمر، شعر

هذا الكتاب الفريد دفعنى الى التفكير فى اتجاهات كثيرة: فى الدكتور الذى رحل فى مأساة صامتة، وفى الشاعرة الكاتبة والأستاذة المفكرة التى لابد أن تخرج من هذه التجربة القاسية بأفكار جديدة عن الحياة والكتابة والشعر. وأن تستمر فى السباحة التى تخرج منها دائما جديدة وحرة ومفكرة. وأن تظل تقول:

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل