المحتوى الرئيسى

عندما تصبح الشعبوية بديلا للعولمة: العالم يتجه من اليمين إلى اليمين المتطرف (تقرير)

02/18 16:52

ترامب و«بريكسيت» بريطانيا ومارين لوبان في فرنسا أبرز صور صعود التيار اليميني المتطرف

البابا فرانسيس: وباء العداء ضد مواطنين من أعراق أو أديان أخرى يلحق الضرر بأضعف فئات المجتمع

الأمير تشارلز: صعود الحركات الشعبوية يحمل أصداء للفاشية التي سادت في ثلاثينات القرن الماضي

رغم الاعتراضات الواسعة من المجتمع الأمريكي، والدولي، على قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن حظر دخول مواطنين، من سبع دول، إلا أنه مازال مصرًا على قراره ويحاول تعديله حتى يتم تمريره، فيما يعتبر أول قرار يؤكد على بداية أربع سنوات من حكم شعبوي، كان يتم التنبؤ بانتشاره في العالم، بعد اندلاع الحروب، وتزايد الهجرة، وعدد اللاجئين منذ سنوات، وحاولت الحركات القومية، والشعبوية، استغلال هذه الحروب، وما ترتب عليها، للوصول للحكم وهو ما حدث في عدد من البلاد، ومنها أمريكا بوصول ترامب، وخروج بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي، وتوقعات بوصول اليمينية المتطرفة، مارين دي لوبان، المرشحة الرئاسية للحكم، في الانتخابات الفرنسية.

وصول الجمهوري ترامب، لسدة الحكم في نوفمبر الماضي أكد أن الشعبوية في تصاعد مستمر وخاصة بعد اتخاذه قراران تنفيذيان اتسما بالعنصرية أولهما بناء حائط على الحدود الأمريكية مع المكسيك ومنع دخول لاجئين ومهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة وهي "إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن".

وبعد اعتراضات كبيرة تم إيقاف القرار من قبل القاضي "جيمس روبرت" من واشنطن، والذي حكم بإيقاف قرار الحظر، واستأنف ترامب على الحكم، ليخرج بعدها الرئيس الأمريكي، بتصريحات بتعديل القرار ليبقى معلقاً حتى الآن دون معرفة مصيره.

وفيما يبدو كمقاومة ضد الشعبوية العنصرية، اشتعلت التظاهرات وحدث موجه من الانتقادات الحادة في الأوساط السياسية والشعبية، فبعد أن أدانت عدد من دول العالم هذا المنع، بدأت التظاهرات في عدد من دول العالم وكذلك في عدد من المناطق الأمريكية ومنها "نيويورك، وأتلانتا، وشيكاغو، ولوس انجلوس، وهيوستن، وسياتل، واشنطن، ودالاس، وبوستن، وديترويت، وفيلادلفيا، وغيرهم". رفضاً لهذا القرار ودعماً للمهاجرين.

وانتشرت عدد من الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لهذه التظاهرات مصحوبة بعبارات الدعم للتأكيد على أن الإنسانية مازالت على قيد الحياة، ولن تنتشر العنصرية.

لم يختلف الوضع كثيراً في بريطانيا حيث تجمع الآلاف في شوارع لندن للتعبير عن غضبهم من هذا القرار معتبرين أنه ضد حقوق الإنسان وتمييز عنصري لن يرضى أحد به.

واستطاعت تلك المقاومة، في تحقيق مسعاها، بشأن قرار حظر دخول لاجئين ومهاجرين، من سبع دول، حيث تم تعليقه، وخرج بعدها ترامب، ومتحدثين، للتأكيد على إصدار قرار الأسبوع المقبل، به تعديل بشأن القرار .

فيما شهدت أوروبا، زيادة في شعبية الحركات القومية، و الشعبوية، في فرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وبولندا، والمجر، وأماكن أخرى لأسباب من بينها أزمة الهجرة، والتي شهدت وصول العديد من اللاجئين لأوروبا، وزيادة عدد جرائم الكراهية، في أمريكا، خاصة في الأيام التي تلت فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب والذي تعهد بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين.

وفي يونيو الماضي كنا على موعد مع القرار التاريخي، بخروج بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي بعد 43 عاماً من العضوية بتصويت 51.9% من الناخبين بالموافقة على الخروج مقابل 48.1% رأوا البقاء أفضل.

وودعت بريطانيا رئيس وزرائها ديفيد كاميرون، الذي قدم استقالته تاركاً منصبه لوزيرة الداخلية، تيريزا ماي، بعد أن فازت بزعامة حزب المحافظين، وهو من ضمن التغييرات التي فرضت نفسها سياسياً بموجب متطلبات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وجاء خروجها احتجاجاً على ارتفاع الهجرة وضد مدينة المصرفيين في لندن وضد مؤسسات الاتحاد الأوروبي، وهناك توقعات أن خروج بريطانيا المفاجئ لن يكون الأخير وفق تصريحات عدد من زعماء دول اوروبية مثل فرنسا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا وإسكتلندا، حيث لمحت المرشحة الفرنسية الأقرب للرئاسة "مارين لوبان" زعيمة الجبهة الوطنية أنها في حال فوزها بالرئاسة الفرنسية ستعمل على خروج بلادها منه ووصفته بالخيار الفاشل بدعوى أنه يفرض وصايته على الدول.

وأظهر عدد من الشعبويون في إيطاليا والتي تعد من قوى الاتحاد الأوروبي رغبتهم في الانفصال عن الاتحاد الأوروبي وإجراء استفتاء مماثل في روما رغم أن دستورها لا يجيزه مؤكداً أن ينبغي أن تكون إيطاليا التالية.

وحذّر الأمين العام لمجلس أوروبا، توربيورن لاجلاند، من تصاعد الشعبوية، والقومية، في أوروبا وما تمثله من تهديد للديمقراطية وحقوق الإنسان.

وقال ولي عهد بريطانيا، الأمير تشارلز، أن صعود الحركات الشعبوية، في أنحاء العالم، يحمل أصداء مقلقة للغاية للفاشية، التي سادت في ثلاثينات القرن الماضي، محذراً من أهوال الماضي لمنع الاضطهاد الديني.

وقال البابا فرانسيس، في نوفمبر الماضي إن وباء العداء ضد مواطنين، من أعراق، أو أديان أخرى، يلحق الضرر بأضعف فئات المجتمع.

بجانب الأضرار الاجتماعية، والعنصرية، فإن للشعبوية، أضرار اقتصادية شرحها رئيس وزراء ايرلندا السابق "جون بروتون" في أحد مقالاته حيث أعتبر أن صعود الشعبوية ستؤدى إلى زيادة في أسعار الفائدة، وهو ما بدأه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ديسمبر 2016 والذي رفع من أسعار الفائدة لأول مرة منذ ما يقرب العشر سنوات.

وتوقع بروتون ثلاثة زيادات أخرى في 2017، وأوضح أن زيادة أسعار، ومعدلات الفوائد، من بنك الاحتياطي الفيدرالي، يمكن أن يكون له تأثير عالمي، كما حدث في ايرلندا، الفترة بين 1980 و1987، عندما واجهت أزمة مالية، بعد قرارات الاحتياطي الفيدرالي، بمعالجة التضخم في الولايات المتحدة، عن طريق رفع معدلات الفائدة، وتقييد المعروض النقدي.

وأوضح أن ارتفاع أسعار الفائدة هذا العام، يمكن أن يؤثر على البلدان بطريقة مختلفة، حيث أن البلدان التي لديها ديون كبيرة، مقارنة بعائدات الضرائب السنوية، سوف تضطر لبذل المزيد من التخفيضات، أو زيادة الضرائب لاستيعاب أعلى سعر فائدة، وبالمثل، إذا كان اقتصاد دولة ما ينمو ببطء، ولديها إمكانيات نمو منخفضة في المستقبل، فإن تأثير ارتفاع سعر الفائدة، سيكون أكثر حدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل