المحتوى الرئيسى

"الحلال"...اختراع لا علاقة للدين به وإنما ابتكرته "العولمة"

02/18 16:50

للفصول السورية...تراث الذبح الحلال وسعد السعود عند "داعش" غير موجود

في مقابلة له نشرها موقع "لوموند دو ريليجيون" الفرنسي ذكر فيها أنه أشار في كتابه "في أوروبا الغربية" أنه وحتى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي كانت الغالبية من السلطات الإسلامية تعتبر أن كافة أطعمة أهل الكتاب من يهود ومسيحيين ومسلمين، أطعمة حلال باستثناء لحم الخنزير.. وكيف أنه خلال أقل من 30 سنة، مع بروز ما يعرف بسوق الحلال، يمكن القول أن مجال وفضاء الأطعمة عند المسلمين تم إغلاقه.

وأشار بلاكلر إلى أن الواقع الذي كان مسيطر حتى تلك الفترة تمثل بما يعرف بالفتوى، إذ قال محمد عبده (1849- 1905) قبل وقت قصير من وفاته، وهو الذي يعتبر أبو الإصلاحية الإسلامية، إنه ما من مانع على المؤمنين استهلاك كافة اللحوم المذبوحة من قبل أهل الكتب السماوية باستثناء لحم الخنزير وبذلك يمكن لأي مسلم يعيش في البلدان ذات التقليد المسيحي مشاركة المائدة مع كافة أبناء الطوائف الاخرى.

إلا أن هذا الوضع أصبح أكثر حساسية او صعوبة مع ابتكار ما يسمى سوق الحلال مع نهاية سنوات السبعينيات من القرن الماضي، وبالتحديد سنة 1979 عندما تلاقت الحركات الأصولية مع النيولبرالية المعولمة، ونتج عن تلاقي هاتين الإيديولوجيتين تخصيص فضاء خاص لأغذية المسلمين: بعضها لإقامة حدود رمزية بين المسلمين وبين غير المسلمين، وبعضها الآخر للنفاذ إلى أسواق الدول الإسلامية.

وكان ذلك في إيران إبان الثورة الإسلامية سنة 1979 عندما تدشن هذا التعاون الفريد، وقام آية الله الخميني بمنع استيراد اللحوم من الدول الغربية بحجة أنها غير قانونية… إلا أن هذا القرار لم يلاقي شعبية واسعة وخاصة في أوساط الطبقة الوسطى الإيرانية، ولكن كان للزعيم الجديد للبلاد آنذاك فكرة السيطرة الإسلامية مباشرة على مسالخ المصدرين، ووافقت كل من استراليا ونيوزيلاندا على هذا القرار مع إيران في توقعات منهم الحصول على ميزة تنافسية للتصدير إلى إيران والدول الإسلامية الاخرى تحت ىمسمى (خط إنتاج الذبح الحلال) الذي يمر تحت سيطرة المسلمين ولكن في بلاد (الكفار). وكانت هنا ولادة "الحلال" وبداية توسعها في وقت لاحق إلى كل من مصر وماليزيا والمملكة العربية السعودية التي قامت بدورها أيضاً في فرض سيطرتها على تجارة الذبح الحلال.

ويقول عالم الاجتماع ماكس فيبر أن نقاط التقارب بين النيوليبرالية والأصولية الإسلامية مسألة اختيارات بين بعضهم البعض، وهم يعملون سوية ولكنهم يبتغون غايات مختلفة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل