التعليم والصحة أولًا.. مظاهرات ضد استضافة البطولات الرياضية

بين الحين والآخر، يشهد العالم تظاهرات تطالب الحكومات برفض استضافة بطولة رياضية ما وتوفير الأموال الطائلة التي تخصص لها، مقابل إنفاقها في مجالات أخرى أكثر جدية كالتعليم والصحة ومحاربة البطالة والفقر.. أحدث هذه التظاهرات ما يجرى الآن في المجر من قبل حركة مومنتوم التي تجمع توقيعات للضغط على حكومة بودابست وعدم استضافة أولمبياد 2024.

وتدين الحركة المكونة من الشباب حجم التكاليف المطلوبة لتنظيم الألعاب، مطالبة بتوفير مزيد من الإمكانيات لدعم قطاعي الصحة والتعليم، ومشددة على مخاطر سوء استغلال الأموال المرصودة للحدث وامكانية استغلالها في دائرة الفساد.

ويقول أندراس فيكيتي جيور -رئيس الحركة المجرية-، في تصريحات إعلامية: "ينبغي علينا أن نعطي للكثير من الناس الحق في التعبير عن آرائهم، وأفضل طريقة لذلك هي الاستفتاء؛ وبالتالي باسم ما يزيد عن ربع مليون شخص نطالب بقوة رئيس الوزراء وعمدة بودابيست بأن يتيحوا تنظيم هذا الاستفتاء، وألا يحولوا دون إجرائه".

ويريد النشطاء فرض إجراء استفتاء بهذا الخصوص، قبل سبعة أشهر من تحديد اسم المدينة المستضيفة، في وقت تنحصر المنافسة الأقوى بين باريس ولوس أنجلس، وتعد المجر إحدى الدول التي تسود فيها أعلى مستويات الشعور بانتشار الفساد، بحسب منظمة الشفافية الدولية

وفي مارس 2016 أغلق عدد كبير من المعارضين شوارع رئيسية بالبحرين؛ بالإطارات المحروقة احتجاجاً على تنظيم سباقات "الفورملا 1” للسيارات؛ معتبرين ذلك تغطية على الجرائم والانتهاكات التي يمارسها النظام ضد المواطنين.

وتحت شعار "أوقفوا فورمولا الدم" أغلق شبان الشارع الرئيسي المطل على بلد السهلة الجنوبية، وشوهدت أعمدة النار وهي ترتفع وسط الشارع حيث شهد اختناقا مرورياً بسبب ذلك؛ وحث ائتلاف 14 فبراير، من القوى الثورية المعارضة في البحرين، إلى المساهمة الإعلامية في الحملة السنوية التي تُطلق تزامناً مع سباقات السيارات التي تجري في البحرين خلال شهر أبريل.

وفي أبريل 2014 شارك المئات من البرازيليين في مظاهرات للاحتجاج على استضافة بلادهم لكأس العالم، ورغم تساقط الأمطار استمر المحتجون في رفع الرايات ودق الطبول، ورددوا هتافات ضد تنظيم المونديال، وشهدت ساو باولو، أكبر مدن البرازيل، احتجاجا على تكاليف استضافة البلاد لبطولة كأس العالم لكرة القدم.

وكان ما يزيد عن مليون برازيلي شارك في مظاهرات أخرى قبل سنوات خلال بطولة كأس القارات؛ احتجاجا على سوء الخدمات العامة والفساد السياسي

وفي عام 2012 شهدت المجر تظاهرات من نفس النوع احتج من خلالها مشجعو كرة القدم على طلب بلادهم استضافة نهائيات كأس أمم أوروبا عام 2012 وطالبوا اتحاد الكرة المجري بتنظيم نفسه من الداخل أولا والتركيز على حل المشاكل المحلية للعبة.

وتزامنت المظاهرة التي شارك فيها مئات الأشخاص مع زيارة لوفد من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم للعاصمة المجرية بودابست لبحث الطلب الذي تقدمت به الأخيرة بالمشاركة مع كرواتيا لاستضافة البطولة الأوروبية بعد المقبلة.