المحتوى الرئيسى

يوسف السباعي... عسكري اغتاله السلام

02/18 15:13

وصفه نجيب محفوظ بأنه جبرتى العصر، عسكري أجاز بقلمه زواج ابن الجنايني من بنت الباشا، حلل أرض النفاق فقال ماذا يفعل ذو مروءة بين أهل الخداع فى أرض النفاق؟، أكد أن  حياة الكاتب ليست ملكًا خاصًا به.. بل هي ملك مشاع بين القراء، أشار إلى أن الحق مزعج للذين اعتادوا ترويج الباطل حتى صدقوه، إنه فارس الرومانسية والعسكرية الكاتب يوسف السباعي، والذي تمر اليوم الذكرى 39 لاغتياله.

“لا أريد من بشر أن يعين نفسه قيماً على بشر.. وكل إنسان مسئول عن نفسه وله أن يعمل ما يُسعد به نفسه ما دام لا يُشقِي به غيره..نحن جميعاً نعرف أوامر السماء, ونعرف المعصية وغير المعصية..ونعرف كيف سنلقى الله وكيف سيلقانا الله..وكل إنسان يعرف أنه وحده سيتحمل وزر نفسه..فما بال أولئك البشر لا ينفكون يقيمون أنفسهم في إلحاح ولجاجة..وسطاء بيننا وبين السماء..يقيمون الحوائل والسدود ليزيدوا الأرض تعقيداً” كلمات من إبداع السباعي.

في تاريخ 10 يونيه سنة 1917، استقبل حي الدرب الأحمر بالقاهرة، مولد السباعي، زرع والده فيه التعلق بالأدب والشعر، فهو ابن محمد السباعي الذي كان متعمقًا في الآداب العربية شعرها ونثرها ومتعمقا في الفلسفات الأوروبية الحديثة يساعدها إتقانه اللغة الإنجليزية، فحفظ يوسف أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من الإنجليزية.

على الرغم من كونه أشهر أدباء عصره وتعلق بالأدب في بداية حياته، إلا أن خلفيته عسكرية، فقد التحق بالكلية الحربية سنة 1935، وترقى لدرجة جاويش وهو مازال في السنة الثالثة من الدراسة، تخرج السباعي من الكلية الحربية في سنة 1937.

ترقى السباعي في المناصب العسكرية، فوصل إلى درجة الجاويش وهو في السنة الثالثة وبعد تخرجه من الحربية عين في سلاح الصواري وأصبح قائدًا لفرقة من فرق الفروسية.

استجاب السباعي لنداء قلمه في من منتصف الأربعينيات من القرن العشرين، فبدأ بالتركيز على الأدب و الكتابة، فنشر مجموعات قصصية و بعدها بدأ بكتابة الروايات كرواية "نائب عزرائيل" عام 1947.

ولم يهمل السباعي في ذك الوقت العكسرية علةى حساب الأدب، فكان يجمع ما بين عالم الأدب والحياة العسكرية، وكان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات،

عرفت المناصب طريقها إلى حياة السباعي الأدبية، فقام بإنشاء نادي القصة ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها روز اليوسف،وآخر ساعة،ودار الهلال، والأهرام وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين.

كُللت تلك المناصب بتوليه وزارة الثقافة المصرية، حيث اختاره الرئيس أنور السادات للعمل كوزير للثقافة في مارس 1973م، وظل يشغل هذا المنصب حتى اغتياله في قبرص18 فبراير 1978، بسبب تأييده لمبادرة السادات بعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل، فسافر مع السادات إلى القدس في نوفمبر عام 1977 بصفته رئيسا لتحرير جريدة الأهرام، وبعد نحو ثلاثة أشهر سافر السباعي إلىقبرص رغم كل التحذيرات.

فسافر يوم الجمعه 17 فبراير1978 إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا على رأس الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن الأفروآسيوي السادس وبصفته أمين عام منظمة التضامن الأفريقي الآسيوي، أثناء قراءته إحدى المجلات بعد المؤتمر قتله رجلان في عملية أثرت على العلاقات المصرية-القبرصية وأدت بمصر لقطع علاقاتها مع قبرص.

كان ذلك بسبب قيام وحدة عسكرية مصرية خاصة بالهبوط في مطار لارنكا الدولي للقبض علي القاتلين دون إعلام السلطات القبرصية، حيث احتجز القاتلان بعد اغتياله نحو ثلاثين من أعضاء الوفود المشاركين في مؤتمر التضامن كرهائن واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما جوا إلى خارج البلاد.

الأمر الذي استجابت له السلطات القبرصية لطلب القاتلين وتقرر إقلاعهما على طائرة قبرصية  للسفر خارج قبرص من مطار لارنكا، ودارت معركة بين القوة الخاصة المصرية والجيش القبرصي، أدت إلى مقتل عدة أفراد من القوة المصرية وجرح العديد من الطرفين، واتهمت لاحقا منظمة أبو نضال بالجريمة.

رحل السباعي مخلفًا ورائه رصيد أدبي حفظ لاسمه مكانة إبداعية حتى الآن، فكتب 22 مجموعة قصصية وأصدر عشرات الروايات، من أبرزها "رد قلبي، نحن ﻻ نزرع الشوك، نائب عزرائيل، أرض النفاق، إني راحلة، البحث عن جسد، بين الأطلال، شارع الحب، مبكى العشاق، نادية، اذكريني، هذه النفوس”، كما كتب عدد من المسرحيات منها "أقوى من الزمن، وأم رتيبه".

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل