المحتوى الرئيسى

د. حازم حسني يكتب عن سر توقفه المؤقت عن الكتابة ومحاولات ربطه بالسيسي: لا أحب البطولات الزائفة ولا تمثيل دور الضحية‎

02/18 14:51

حسني: أرجو احترام رغبتى فى الاحتجاب المؤقت وعدم محاولة الزج باسمى فى معارك طائشة لا علاقة لى بها

أكد حازم حسني الأستاذ بكلية الإقتصاد العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن توقفه عن الكتابة جاء لرغبته في التوقف المؤقت عن الإشتباك مع المشهد الملتبس الذي تعيشه مصر حالياً، وحاجته للإختلاء بنفسه لترتيب أوراقه مع بداية السنة الحاسمة التى تسبق بدء إجراءات الإنتخابات الرئاسية المقررة في فبراير 2018 . 

وأوضح حسني اليوم من خلال صفحته عبر موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك أن هذا التوقف ليس كما أشيع بأوامر السيسي أو بسبب تعرضه لضغوط امنية، مؤكداً على تفهمه لحالة إنعدام الثقة في أساليب النظام التي تزيد ضعفاً فوق ضعفه ومنطقية التفكير أن هذا التوقف بسبب "توجيهات أمنية" . 

وإلى نص ما كتبه  دكتور حازم حسني : 

لا أحب البطولات الزائفة، ولا تمثيل دور الضحية 

لا أعرف متى نتخلى عن ثقافة المبالغة، ولا متى نتحرر من آفة البحث عن الإثارة التى لا تسمح بالتفكير العقلانى للخروج من الأزمة .... فقد فوجئت ببعض المواقع تتحدث عن توقفى المؤقت عن الكتابة بعناوين مثيرة ترى أننى توقفت بأوامر من السيسى، أو بسبب تعرضى لضغوط أمنية لم أتعرض لأىٍّ منها !

رغم تفهمى لحالة انعدام الثقة فى أساليب النظام التى تزيده ضعفاً فوق ضعفه، ومن ثم تفهمى لمنطقية التفكير فى أننى توقفت عن الكتابة بتوجيهات أمنية (فللأمر سوابق تبرر هذا التفكير)، إلا أننى أؤكد أننى لم أتعرض لأية ضغوط ولا لأية مضايقات أمنية مباشرة لمنعى من الكتابة، اللهم إلا حالة التهميش الإعلامى - والتهميش بشكل عام - التى لا تخفى على أحد، وهى حالة ليست بالجديدة، ولا هى تقتصر على نظام السيسى وحده، فالكل لا يستريح لمن يسبحون ضد التيار حتى وإن كانت فى السباحة ضد التيار مصلحة عامة تعصم الدولة كلها من الانزلاق نحو المجهول !

لقد بينت فى "بوست" الاستئذان أسباب توقفى المؤقت عن الاشتباك كتابةً مع تضاريس المشهد الملتبس الذى تعيشه مصر هذه الأيام، وقلت صراحةً إننى "أحتاج للاختلاء بنفسى لبعض الوقت، وربما أحتاج أيضاً لترتيب كثير من الأوراق التى بعثرها بكل قسوة الواقع العبثى الذى نعيشه إلى حين"؛ وكى أكون أكثر صراحةً فإن قرارى هذا جاء مع بداية السنة الحاسمة التى تسبق بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية المقرر أن تبدأ مع مطلع شهر فبراير 2018، وما أقدره من أن نمط ما أكتب خلال هذه السنة الحاسمة يجب أن يختلف جذرياً عن نمط ما كنت أكتب قبل هذا

نقدى لنظام السيسى ولسياساته العامة - أخذ النظام ببعضه أو تجاهله كليةً - كان له دور فى إعادة الوعى لفريق من المصريين الذين أرهقت عقولهم عقود من الإفساد السياسى الذى مارسته كل الأنظمة السابقة، بما فيها تيارات معارضة لم تكن عند مستوى توقعات المصريين ! .. ولا معنى للاستمرار فى هذا النمط من الكتابة الآن بعد أن صارت الحقائق واضحة أمام كل من يريد أن يراها ... ما نحتاجه اليوم هو مساعدة المصريين لا على إدراك حقيقة الحاضر الذى يعيشونه وإنما على رؤية ملامح المستقبل الممكن مرحلياً، دون خداعهم ودون أن نبيعهم الوهم، وهو ما يحتاج منى بعض التفكير الهادئ بعيداً عن صخب الحاضر المهترئ الذى يكاد يحجب بصخبه معالم الطريق إلى المستقبل

أرجو من الجميع - والحال هذه - أن يحترم رغبتى فى الاحتجاب المؤقت، وألا يحاول الزج باسمى فى معارك طائشة لا علاقة لها بى ولا علاقة لى بها؛ فلست من هواة لعب أدوار البطولة الزائفة فى مواجهة سلطة راحلة، ولا أنا من هواة لعب دور الضحية فى مشهد الحاضر المأزوم !

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل