«سنية» تواجه القدر مرتين.. ربت أبناءها ومرضها يعاندها في تربية أحفادها | النجعاوية

الرئيسيه » بين الناس » وجوه » «سنية» تواجه القدر مرتين.. ربت أبناءها ومرضها يعاندها في تربية أحفادها

هي من علامات شارع الجنينة، شرقي مدينة نجع حمادي، سيدة خمسينية نحت الزمن والشقاء علاماتهما على وجهها وجسدها، فأصبح واضحًا أنها ليست مجرد بائعة تفترش الشارع القديم لتبيع بضاعتها للمارة.

سنية جاد عبادي، 57 عامًا، تقيم بمدينة نجع حمادي، وراءها قصة مأساوية تقول “تُوفي زوجي وترك لي مسؤولية رعاية 5 أبناء ثلاثة ذكور وبنتين”، ولم يكن أمام «سنية» سوى النزول إلى العمل والسعي وراء جنيهات قليلة يوميًا لإعالة أسرتها خاصة أن معاش زوجها المتوفي لا يتجاوز 250 جنيهًا شهريًا.

اختارت السيدة الخمسينية شارع الجنينة ليكون مقرًا لها تبيع فيها الخضروات والنبق، ومرت الأيام بحلوها ومرها، وكبُر الأبناء وتزوج وأنجب بعضهم، واستقلوا وانقطعوا عن زيارتها، خبأ القدر لـ«سنية» مأساة أخرى، فقد توفيت إحدى بناتها وتركت لها مسؤولية رعاية 3 أطفال آخرين، ولم يتوقف القدر، فأصيبت السيدة بجلطة في قدمها أقعدتها عن الحركة والمشي لفترة ثم بدأت تمشي وهي تتوكأ على عكاز ليعينها على الحركة.

تستأجر «سنية» شقة بمبلغ 400 جنيه شهريًا، ولا تستطيع شراء الأدوية ويتكفل أهل الخير بشرائها لها، تتحمل السيدة مسؤولية تراها ثقيلة عليها في سنها هذا، وهي إعالة وتربية أحفادها الثالثة وخاصة أن قدرتها على الحركة والجلوس طيلة النهار في الشارع أصبحت صعبة بحكم السن والمرض.

في كل صباح تنسى سنية جاد عبادي مرضها، وتشتري بضاعتها وتبيعها لزبائنها المارين في الشارع والذين يعرفونها جيدًا، لتكمل رحلتها في التضحية.