المحتوى الرئيسى

مصر وكينيا.. 54 عامًا من التعاون على ضفاف النيل

02/18 12:33

على ضفاف شريان النيل، الذي يمد مصر والشقيقة الإفريقية كينيا بالحياة، اجتمعت الدولتان في علاقة طيبة، لمدة 54 عامًا ما زالت ممتدة إلى الآن على المستويات كافة، وبالرغم من الاضطراب المحلي الذي عانت منه كل منهما خلال فترات طويلة، إلا أنهما تمسكا بتلك العلاقة التاريخية.

ويتوج الرئيس عبدالفتاح السيسي تلك العلاقة التاريخية، اليوم السبت، بزيارة جديدة له إلى كينيا، تلبيةً للدعوة الموجهة له من الرئيس الكيني "أوهورو كينياتا"، وتهدف إلى التباحث مع الرئيس الكيني وكبار المسؤولين الكينيين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كل الأصعدة.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس جلسة مباحثات مع نظيره الكيني بالقصر الجمهورى في "نيروبي"، ومن المنتظر أن تتناول المباحثات مناقشة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين.

وأعلنت رئاسة الجمهورية، أن المباحثات ستكون حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والبحيرات العظمى، وسبل تعزيز السلم والأمن في المنطقة، فضلًا عن التشاور حول سبل تطوير التعاون بين مختلف دول حوض النيل، وكذلك سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف.

على الصعيد السياسي، بدأت العلاقات بين مصر وكينيا قبيل استقلال الأخيرة من الاحتلال الإنجليزي عام 1963، أي خلال عهد الرئيس المصري جمال عبدالناصر، الذي قام بمساندة حركة "الماو ماو" الكينية من خلال حملة إعلامية ودبلوماسية مركزة ضد الاحتلال الانجليزي لكينيا.

ليس ذلك فحسب، لكن كانت القاهرة أول عاصمة تفتح أبوابها للزعماء الكينيين الوطنيين وتمدهم بكل المساعدات الممكنة لتنشيط حركتهم فى داخل كينيا، وحين تولى الرئيس محمد أنور السادات الحكم، استمرت مصر في سياستها لدعم كينيا حيث كانت تقدم المساعدات اللازمة فى وقت الأزمات لتواجه الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والفيضانات.

وظلت القوافل والمعونات الغذائية والطبية والفنية ترسل للشعب الكيني، كما تم تخصيص إذاعة موجهة من مصر باللغة السواحلية باسم "صوت أفريقيا"، وهي أول إذاعة باللغة السواحلية تصدر من إفريقيا لدعم الشعب الكيني في نضاله لتحرير بلده، وسارت وتيرة العلاقات هادئة خلال عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

وفي عهد الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، توطدت العلاقات إذ قام وزير الخارجية سامح شكري خلال عام 2015 بزيارة مستشفي كينياتا  الوطني وكان في استقباله وزير الصحة الكيني ومديرة المستشفي، حيث قام بتسليم هدية مصر للمستشفي والمقدمة من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية وتتضمن أربع وحدات غسيل كلوي ووحدة مناظير كبد.

وردت كينيا الزيارة خلال 2016، إذ قام "وليليام روتو" نائب رئيس جمهورية كينيا بزيارة لمصر، واستقبله الرئيس "السيسي"، وسلمه رسالة من الرئيس الكيني، بشأن تعزيز العلاقات الثنائية وزيادة التنسيق والتشاور بين البلدين، بحث الجانبان عددًا من الموضوعات المتعلقة بتطوير علاقات التعاون بين البلدين.

وحين تولت سحر نصر وزارة التعاون الدولي، شاركت مصر في مؤتمر للشراكة العالمية من أجل التعاون الإنمائي بالعاصمة الكينية نيروبي، والذى يمثل منصة لرؤساء الدول والحكومات والوزراء ورؤساء المنظمات والقيادات الدولية الكبرى لبحث سبل تعزيز التعاون الإنمائى الدولي.

وعلى الصعيد الاقتصادي، فقد تم تبادل المنح المالية بينهما، ففي مطلع العام الحالي، منحت مصر لكينيا 5.5 مليون دولار امريكي لتنفيذ مشروع ادارة وتطوير الموارد المائية في كينيا والذي يتمثل في حفر 20 بئرًا جوفية وإنشاء 66 سدًا لتجميع المياه ومشروع تجريبى لتنفيذ وتشغيل نظم الرى الحديثه في الزراعة بالإضافة إلى التدريب وبناء القدرات على أن يتم  تنفيذ المشروع خلال 5 سنوات.

كما قدم الصندوق المصري للتعاون الفني مع الدول الأفريقية التابع لوزارة الخارجية معونة غذائية إلى كينيا لمواجهة آثار الجفاف في أغسطس 2011 وقبلها معونة غذائية أخرى في نوفمبر 2009، وكذلك معونة ثالثة في فبراير2009. وأُوفد الصندوق إلى كينيا العديد من الخبراء.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل