المحتوى الرئيسى

الشيخ الطبلاوى لـ«الوطن»: «السيسى» رجل متزن ويخشى الله.. وتعرفت عليه فى شبابه لأنه كان من رواد الأزهر

02/18 10:28

آخر حبة فى سبحة التلاوة، آخر العظماء الذين حفروا لأنفسهم مكانة خاصة، لم يصل لها غيرهم بفضل أسلوبهم المميز ومدارسهم الخاصة، فقد تربع الشيخ محمد محمود الطبلاوى على عرش تلاوة القرآنf="/tags/1141-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%85">القرآن الكريم لعقود طويلة بدأت منذ ستينات القرن الماضى.

نقيب المقرئين: المصريون علموا مشايخ السعودية كيف يقرأون القرآن

التقت «الوطن» بالشيخ الجليل فى منزله، وكنت أتخيل أننى ذاهب إلى فيلته الفخمة، أو إحدى الشقق الفاخرة، إلا أننى فوجئت بمنزل مصرى عادى وبسيط، يشبه منازل غالبية المصريين، فهو بسيط ومتواضع، وكنت أتخيل أيضاً أن أجد ألبوم صور مع معظم ملوك ورؤساء العالم، الذين التقوا الطبلاوى وقدروه لما يملك من حنجرة ذهبية لم تتكرر لغيره من المقرئين، ولكننى لم أجد سوى صورة وحيدة للشيخ الجليل «أبيض وأسود» معلقة فى غرفة الصالون.

المقرئون الجدد ليست لهم مدارس خاصة فى التلاوة وتتشابه أصواتهم «وهذه مصيبة كبيرة»

جلست معه ما يقرب من ساعة، كان فيها على طبيعته متحدثاً بكل حرية وطلاقة، لم يخش أن يقول إن آخر القراء الذين يعترف بهم هم القدامى وإن الحاليين جميعهم تتشابه أصواتهم ويقلدون بعضهم أو المشايخ العظام، وهو ما جعله يدق ناقوس الخطر، ويقول «قراء مصر فى تراجع مستمر وينقرضون، ومن يذهب لم يولد خلف له والسبب غياب الموهبة وضعف الإمكانيات»، وقال إن المدرسة السعودية لا يمكن أن تطغى على المدرسة المصرية أبداً، فالمصريون هم من علموا السعوديين كيف يقرأون القرآن، وإن انتشار السماع للقراء السعوديين يرجع إلى أنهم يذكرون المستمع بالأماكن المقدسة، فشهرتهم هى شهرة مكان وليس لقدرات قوية، والقراء المصريون بشهادة الجميع أفضل بكثير..

■ كيف ترى وضع قراء القرآن حالياً فى مصر؟

- آخر القراء الذين أعترف بهم هم القراء القدامى، مثل الشيوخ عبدالباسط عبدالصمد، ومصطفى إسماعيل، وكامل يوسف البهتيمى، ومحمد رفعت، أما القراء الحاليون فجميعهم تتشابه أصواتهم، ويقلدون بعضهم، أو يقلدون المشايخ القدامى، ولا يوجد أحد فيهم له منهج أو مدرسة مميزة خاصة به، فإذا استمعت لهم فإنك ربما تعجبك أصواتهم ولكن لا يتمكن المستمع من أن يعرف من هو المقرئ، بسبب أنه لا يوجد منهم من يتميز أو ينفرد بمدرسة مثلما كان الوضع فى السابق، وأذكر أن محمود السعدنى، الكاتب الصحفى الكبير، كان يقول عنى: «الشيخ الطبلاوى آخر حبة فى سبحة عالم التلاوة، فإن القراء تقلده وهو لا يقلد أحداً، وصاحب مدرسة تعرفه منها أول ما يبدأ تلاوة»، أما الوضع حالياً أن كل القراء أصواتهم تتداخل فى بعضها البعض، ولا تستطيع أن تميز صوت أحد منهم.

محمود السعدنى قال عنى: الطبلاوى آخر حبة فى سبحة عالم التلاوة.. والإذاعة رفضتنى لمدة 6 سنوات ودخلتها عام 1970.. و«السادات» كان يستمع لتلاوتى ودعوته لحضور فرح ابنتى فحضر وأرسل لى وروداً كثيرة وكان محباً للقرآن ويقدر أهله

■ وما السبب فى ذلك.. لماذا لا توجد أجيال جديدة لهم مدارس خاصة بهم مثلما كان لدينا فى الماضى مدارس لقامات كبيرة؟

- القامات الكبيرة التى رحلت لن تعوض، وكانوا أصحاب مدارس مميزة فعلاً، فإنك كمستمع تتمكن بسهولة أن تعرف أن هذا المقرئ هو عبدالباسط عبدالصمد أو محمد رفعت أو أى من مشايخ هذه الفترة الذهبية، و«تلك أمة قد خلت»، أما الآن فلا يوجد هذا القارئ الذى تتمكن من معرفته بمجرد القراءة «أصبحنا مفيش»، القراء فى مصر فى تراجع مستمر، وهذه مصيبة كبيرة أن نجد أن هذه الأصوات تنقرض ولا يولد خلف لها، فلم يعد هناك جديد قوى، ولكن لا أستطيع أن أقول غير «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء»، فإن الله وحده هو من يمنح لأحدهم الموهبة التى تجعله صاحب مدرسة خاصة به أو طابع مميز.

■ ما السبب فى قلة المقرئين المميزين هل غياب الموهبة أم ضعف الإمكانيات؟

- الاثنان معاً.. قلة وغياب الموهبة وضعف الإمكانيات، فالموهبة تأتى معها قوة الأداء، والإمكانيات تسهل لك عرض الموهبة، وإذا لم تتوافر هذه العوامل من أين سيأتى القارئ المميز أو صاحب المدرسة، فإننا فى ظل انتشار الإنترنت، والتواصل أصبح أسهل مما كنا عليه إلا أن الناس لا يستمعون، وذلك لأن الزمن نفسه تغير، فإنه دائماً ما يتقلب

■ هل ما توافر لكم لم يعد يتوافر لغيركم من المقرئين؟

- ضعف الإمكانيات هو الأساس الآن، وسبق أن تحدثت أكثر من مرة فى الإذاعة، وطالبنا الدولة بأن تجد لنا مكاناً يصلح أن يكون مقراً لنقابة القراء، نتمكن من خلاله من تطوير القراء.

■ وما رأيك فى ظاهرة انتشار السماع للمدرسة السعودية فى القراءة بمصر وأصبحت هى المسيطرة أمثال المشايخ «السديس والشريم والحذيفى وغيرهم»؟

- لا، هذا غير صحيح، فالمدرسة السعودية لا يمكن أن تطغى على المدرسة المصرية أبداً، قراء مصر هم من علموا قراء السعودية، فالمصريون هم من علموا السعوديين كيف يقرأون القرآن الكريم، وانتشار السماع للقراء السعوديين فى مصر يرجع إلى أنهم يحبون سماع هذه الأصوات، لأنهم يذكرون المستمع بالأماكن المقدسة، سواء كانت الحرم المكى أو المسجد النبوى، ليس أكثر من ذلك، وأذكر جملة قالها لى الملك خالد فى السبعينات، ملك السعودية وقتها، فقد قال له مقولة وما زلت أتذكرها جيداً، «إن القرآن نزل فى الجزيرة العربية، وطُبع فى إسطنبول، وقرئ فى مصر»، فقلت له ماذا تعنى هذه الجملة يا جلالة الملك؟ فقال لى «إن القرآن نزل على سيدنا محمد فى أرض الحجاز، وكانت أفضل طباعة للقرآن الكريم هى التى طُبعت فى تركيا، وأفضل من رتل القرآن وقرأه كانوا مشايخ مصر»، فكان لهذه المقولة تأثير كبير فى نفسى، وشعرت بحجم ما على عاتقنا فى مصر، من حفظ لكلام الله والحفاظ على هذه المكانة العظيمة، فإن المقرئين السعوديين ليسوا أوسع انتشاراً، وليس لهم شهرة أو شىء، فالمصرى يسمع السعودى ليذكره بالمكان المقدس كما ذكرت، فشهرة هؤلاء المقرئين شهرة مكان، وليس لقدرات قوية، والقراء المصريون بشهادة الجميع أكبر بكثير.

■ ما ذكرياتك مع الحرم المكى وأنت قد قرأت فيه؟

- لدىَّ الكثير من الذكريات فى الحرم المكى، فقد قرأت فى الحرم كثيراً، بل إننى قرأت فى جوف الكعبة نفسها.

■ ما قصة دخولك الكعبة وقراءتك داخلها؟

- لقد كانت واقعة لها أثر طيب فى نفسى، فقد كنا فى ضيافة الملك خالد، وفى هذا الوقت كان يتم غسيل الكعبة، وطلب منى الحضور فوافقت، وذهبت إلى الحرم، ومن كان يحمل مفتاح الكعبة من آل «شيبة»، وقال لى حامل المفتاح ادخل معنا يا شيخ طبلاوى واجلس اقرأ علينا القرآن الكريم بداية من آية «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها» فدخلت وجلست وبدأت فى القراءة، ولم أكن أتخيل أن أصل إلى هذا المكان فى يوم من الأيام، فإنها أحلى وأعز واقعة على قلبى، وشعرت أن الله أراد أن يكرمنى، فإن دخولى فى هذا المكان تكريم كبير من الله، وظللت داخل الكعبة فترة طويلة أقرأ وأرتل القرآن، وصليت فيها، وكان هذا من عند الله، فما توفيقى إلا بالله، ومن يضع الله نصب عينيه، يفتح الله له الطريق المغلق.

نقابة المقرئين يرثى لها ولا يوجد أى دعم يقدم لنا.. وقراء مصر فى تراجع مستمر بسبب غياب الموهبة وضعف الإمكانيات.. و«الكتاتيب» هى معمل تفريخ يخرج منه العلماء والقراء العظام وكانت تلعب دوراً مهماً جداً فى تربية النشء

■ كيف كانت نشأتك؟ وأين تعلمت قراءة القرآن؟ ولماذا اخترت هذا الطريق؟

- الأمر بدأ معى قبل أن تلدنى أمى، فقصة دخولى عالم القرآن الكريم بدأت مع رؤية لوالدتى، «فإن أمى رأت رؤيا فى المنام وكانت تحملنى فى أحشائها، أن جدى لأبى جاءها فى المنام وقال لها إنك تحملين فى ولد اسمه «محمد» وسيكون من حفظة القرآن الكريم»، فاستيقظت أمى سعيدة، وقصت الرؤيا على والدى، واتفقا معاً على أن الله إذا رزقهما بولد فسوف يسمونه محمداً ويهتمون بتحفيظه القرآن الكريم، وعند مولدى أطلق والدى علىَّ اسم محمد ووهبنى للقرآن الكريم، وبعد ذلك بدأ حرص والدى علىَّ، فعلى الرغم من أنه رجل «أمى» يجهل القراءة والكتابة، إلا أنه حرص على تربيتى تربية صحيحة واهتم بتعليمى القرآن الكريم منذ الطفولة.

■ وماذا فعل معك والدك وأنت طفل فى إطار اهتمامه بتنفيذ الرؤيا؟

- والدى كان حريصاً على تربيتى على القرآن الكريم وتنفيذ الرؤيا، فأرسلنى إلى «الكُتاب» الذى كان يشبه دار تحفيظ القرآن الآن، وكان أى تلميذ يذهب إلى «الكُتاب» يدفع «تعريفة» كل شهر، أما والدى فكان يدفع «خمسة صاغ» حتى يعتنى الشيخ بى فى تعليمى وتحفيظى القرآن، وأذكر حتى وقتنا هذا الشيخ الجليل شيخى الذى حفظنى القرآن وهو الشيخ غنيم عبيد الزهوى، وكان رجلاً حافظاً للقرآن ومتمكناً منه، وقام بتربيتنا وتحفيظنا القرآن، ويطبق عدداً من القواعد معنا، فمن كان ينسى أو يخطئ فى التسميع للقرآن يُضرب «عشرة من العصى»، أما من كان يخطئ فى التشكيل فيضرب «عشرين من العصى» ويعلقنا فى «الفلكة»، ومن كثرة الضرب كان يجعلنا نلف فى «الكُتاب» حتى تبرد أقدامنا، وهكذا تعلمنا، وكان الشيخ يعقد مسابقة كل يوم خميس، وكل تلميذ يقرأ القرآن، ويقيمنا الشيخ، وكان دائماً ما يقول عنى بعد القراءة إنى صاحب صوت رخيم، ويقيم باقى زملائى، ويقول فلان صوته «نحاسى» وفلان صوته «أقرع»، فقد كانت لديه موهبة بالفطرة، ولم يكن درس موسيقى ولا كان يعرف قواعدها.

■ هل كانت هناك تدريبات أو تمارين أخرى قمت بها حتى تصل لحلاوة هذا الصوت؟

- لم أفعل أى شىء سوى أننى حفظت القرآن الكريم فقط، فلم أقم بأى تدريبات أو تمارين أو أى شىء نهائياً، وما أنا عليه هو هبة من الله سبحانه وتعالى «وما توفيقى إلا بالله».

- أنا فى الأصل من محافظة المنوفية، ولكنى نشأت فى ميت عقبة، وتربيت فيها وحفظت القرآن أيضاً فيها.

■ وهل كان يوجد نظام «الكتاتيب» فى ميت عقبة؟

- نعم.. الكتاتيب كانت منتشرة فى جميع أنحاء مصر، فـ«الكتاب» عبارة عن معمل تفريخ يخرج منه العلماء والقراء العظام، ومن كان يخرج من هذه الكتاتيب تجده عالماً قوياً، ويحفظ القرآن ويتلوه بإتقان، وقد تحدثت كثيراً عن فكرة إلغاء هذه الكتاتيب، لأنها مهمة جداً فى تربية النشء، وذات مرة اختلفت أنا وأحد وزراء التربية والتعليم الذى كان يصر على إلغاء الكتاتيب، وقال لى يا شيخ طبلاوى لسنا فى زمن الكتاتيب، فقلت له اتركوا الكتاتيب لأهلها، واذهبوا أنتم إلى ما تشاءون، فالكتاتيب لا بد منها، لأنها تعلم الطفل وتشكله، ولكن لا حياة لمن تنادى، وقد نادينا كثيراً بإحيائها دون رد أو إجابة، والآن أرى أن هناك حلقات فى المساجد تتم، كبديل للكتاتيب، ولكنها ليست مجدية.

علاقتى بـ«مبارك» كانت طيبة والتقيته آخر مرة فى وفاة حفيده عندما طلب منى الحضور لإحياء العزاء.. وأتعجب ممن قتلوا السادات باسم الإسلام «قطيعة تقطع من قتلوه وتقطع أبوهم»

■ منذ متى بدأت تلاوة القرآن؟

- عندما ذهبت لـ«الكُتاب» كان عمرى خمس سنوات، وكان والدى حريصاً على أن أذهب إلى الكُتاب والمدرسة معاً، فالكُتاب كان لحفظ القرآن، والمدرسة كانت للتعليم الثقافى والعلوم العادية، وقراءة القرآن بدأت معى بالتدريج، فقد كان العزاء فى الماضى يستمر ثلاثة أيام، وكنا نذهب للقراءة فيه على روح المتوفى، إضافة إلى أن هناك بعد الثلاثة أيام الخاصة بالعزاء، يوجد ما يسمى بـ«السبوع»، وبعده يوجد «الأربعين»، وأيضاً كان هناك «السنوية»، وكنا نقرأ فيها جميعاً، ولكن كل هذا انقرض الآن، وأصبح لا يوجد كل هذا، وأحمد الله على ما قدمته فى حياتى، وما أنا فيه هو فضل الله يؤتيه من يشاء، والإنسان ليس بيده شىء، وأنا لم أفعل شيئاً، فالله إذا أراد شيئاً يقول له «كن فيكون»، وما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فقد كنت أقرأ منذ عمر سبع سنوات، وبذلك نشأت فى كنف القرآن الكريم.

■ وكيف دخلت إلى الإذاعة التى انطلقت منها للشهرة الواسعة؟

- دخولى الإذاعة كان عام 1970، وكان عمرى وقتها 36 عاماً، وكنت تقدمت للالتحاق بالإذاعة أكثر من مرة، وفى كل مرة كان يتم رفض قبولى، وظل هذا الرفض على مدى ست سنوات، وفى كل مرة لا أوفق.

■ ولماذا كان يتم رفضك وعدم قبولك فى الإذاعة؟

- اللجنة التى كانت تختبرنى، كانوا يقولون لى فى كل مرة أتقدم فيها للالتحاق بالإذاعة إن الحفظ جيد والأحكام ممتازة، ولكن يعطى مهلة ستة أشهر أو سنة لحين تمكنه من الانتقال النغمى، بمعنى إتقان قواعد الموسيقى فى القراءة، وفى آخر اختبار قال لهم الشيخ «الغزالى»، وكان أحد أعضاء اللجنة، إن الشيخ الطبلاوى كما هو هكذا، وهو له قراءة معروفة والناس تحب أن تسمعه بهذه الطريقة، فهو له طريقته الخاصة به، ويشتهر بها تحديداً فى وجه بحرى، وعندما يأتى فى أى مناسبة تجد الناس تجتمع وكأنه «مولد»، فوافقت اللجنة وقبلونى فى الإذاعة.

■ ولماذا لم تتعلم القواعد الموسيقية وقتها بدلاً من الانتظار 6 سنوات حتى تلتحق بالإذاعة؟

- أنا لم أتعلم قواعد الموسيقى وقلت لن أتعلمها، وقد عشت حياتى أقرأ دون أن أتعلمها، ولا دخل لى بهذه القواعد التى أرى أنها فارغة، فالله وهب لى صوتاً يقرأ قرآناً يرضى الله، ويعجب المستمعين ويؤثر فيهم، وما نشأت عليه هو ما أقدمه وما أفعله.

■ ما ذكرياتك مع من حكموا مصر؟

- كانت لى علاقة بجميع الرؤساء، وأقوى علاقة فيهم كانت مع الرئيس محمد أنور السادات، فهو رجل كان محباً للقرآن وأهل القرآن، وكان له شقيق اسمه الحاج عصمت السادات، كان محباً للقرآن أيضاً، ودائماً ما كان يقيم حفلات، فى ميت أبوالكوم، وكان يدعونى لإحيائها.

■ ومتى كانت أول مرة تلتقى فيها الرئيس السادات وفى أى مناسبة؟

- الرئيس السادات كان يسمع عنى كثيراً، وأعلم أنه كان مستمعاً لتلاوتى، وأذكر أنى ذهبت إليه ذات مرة أدعوه لحضور فرح ابنتى، وهو لم يتأخر عنى، وحضر الفرح، وأرسل لى وروداً كثيرة، وكذلك زوجته السيدة جيهان السادات، فقد كان رئيساً محباً للقرآن ويقدر أهله، وعندما كنت أقرأ القرآن أمامه، كان يستمع لى بإنصات شديد.

■ وما كان شعورك عند وفاة السادات على يد الجماعات التكفيرية؟

- حزنت حزناً شديداً، فالإنسان يحزن على وفاة الشخصيات العظيمة، وأتعجب ممن قتلوه باسم الإسلام، فمن قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، «قطيعة تقطع من قتلوه وتقطع أبوهم»، فهل هم ربنا حتى يحاسبوا الناس وينفذوا أحكامهم؟

■ وما علاقتك بالرئيس مبارك؟

- الله يعطيه الصبر على ما بلاه، فقد كانت علاقتى به طيبة وكان رجلاً ممتازاً، وآخر مرة التقيته فيها كان فى وفاة حفيده محمد، نجل علاء مبارك، فقد طُلب منى الحضور لتلاوة القرآن فى عزاء حفيد مبارك، وجلسنا فى قصر الرئاسة ثلاثة أيام، ومبارك كان متأثراً جداً، وكنا نجلس فى مكان قريب من العزاء، فى مكان خاص بنا نقرأ فيه، وسماعات الصوت كانت فى مكان آخر، الذى كان يستقبلون فيه المعزين.

■ ما أبرز ذكرياتك مع ملوك ورؤساء العالم؟

- أذكر منهم الشيخ زايد، الذى كان محباً للقرآن وأهل القرآن، وأيضاً الشيخ خليفة حاكم قطر وشقيقه الشيخ خالد، الذى كان يتولى وزارة الداخلية، فإنهم جميعاً كانوا يحترمون القرآن وأهله، فالدول العربية جميعاً يقدرون القرآن وأهله كثيراً، والاستماع الجيد والإنصات تجده فى المنطقة العربية.

■ ما مشاكل نقابة المقرئين؟

- نقابة المقرئين يرثى لها، فلا يوجد أى دعم يقدم لنا، فنحن نعانى كثيراً من قلة الأموال، ونحن حفظة القرآن وأهل الله، بيننا من يعانى، ونريد زيادة المعاشات مثلاً لحفظهم من السؤال، فمعاش بعض المقرئين يمكن أن يكون 40 جنيهاً فى الشهر، ونطالب بزيادة هذا المعاش لأن هذا المبلغ لا يمثل أى شىء نهائياً، وقد طالبت السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أكثر من عام بعدة طلبات لإصلاح حال المقرئين أتمنى أن ينفذها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل