المحتوى الرئيسى

حوار أردوغان مع قناة العربية (نص كامل) | المصري اليوم

02/18 02:57

ملفات عدة كانت حاضرة خلال حوار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع قناة «العربية» من خلال برنامج «مع تركي الدخيل»، حيث تطرق لملف العلاقات التركية- الخليجية، والأزمة السورية ومكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش، وللتقارب التركي مع روسيا وإيران وإسرائيل، وتأثير ذلك على مستقبل العلاقات التركية العربية.

وتطرق أيضا للحديث عن مستقبل العلاقات التركية- الأمريكية بعد تولي الرئيس دونالد ترمب، وعن اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، كما تطرق أيضا إلى مفهوم العلمانية وإلى نص الحوار كاملًا:

*فخامة الرئيس تزورون السعودية ضمن جولة خليجية تشمل البحرين وقطر، ما أهداف هذه الزيارة وما أهم نتائجها؟

هذه الجولة التي شملت مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة قطر، أيضاً تهدف بلا شك إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة إلى أعلى المستويات، وكذلك البحث في إمكانية العمل المشترك في شتى الميادين ونؤمن بأن هذه الجولة ستكون مثمرة جدا، حيث إن زيارتنا إلى مملكة البحرين، المحطة الأولى لهذه الجولة، كانت مثمرة جدًا، وبعد ذلك توجهنا إلى المملكة العربية السعودية وبرنامجنا أيضًا مثمر جدا، ثم دولة قطر لنكمل هذه الجولة من الناحية السياسية.

*تواجه تركيا إرهابًا جبانا ضربها أكثر من مرة، من يقف خلف هذا الإرهاب؟ ولماذا الآن تحديدًا؟

حقيقة أن مكافحة الإرهاب في المنطقة كما تعلمون عملية مستمرة، لأن الإرهاب يستهدف دول المنطقة، خاصة تركيا في الدرجة الأولى، وكما تعلمون أن تركيا لها حدود مع سوريا على طول 911 كم، وكذلك مع العراق على طول 360 كم.

ونظام الأسد قد قام بقتل الأبرياء وإن كان الرقم المعلن هو 600 ألف سوري، لكنني أقول إن الرقم أكثر من ذلك، فهو قرابة المليون حيث استخدم البراميل المتفجرة وكل الأسلحة من الدبابات والمدفعيات، وقام بتدمير الحضارة وأيضًا الأماكن التراثية، وفعل ذلك بشكل وحشي ومن دون تردد ولا يزال.

وفي الماضي كانت لدينا علاقات جيدة مع «الأسد» حتى على المستوى العائلي، ولكن إذا ما ظهر الظلم وإذا ما مارس شخص الظلم لا يمكن الاستمرار في العلاقات، ونحن لا يمكن أن تكون علاقتنا مع «الأسد» المجرم القاتل مثلما كانت في الماضي، ثم إننا لا ننسى أن الرضا بالظلم هو الظلم بعينه، والذي يرضى بالظلم يعني أنه يتصرف مثل الظالمين، ومهما كان المصدر ومهما كان الشخص أو الدولة إذا كان هناك دعم للظلم فهو منهم وهكذا نظرتنا إلى هذا الموضوع.

نحن يجب أن يكون سعينا الوحيد وحرصنا الوحيد هو محاولة وقف إطلاق النار ووقف إراقة الدماء، ونحن كنا على تواصل مع روسيا من أجل تحقيق هذه الغاية، وقد تمكنا من الوصول إلى مرحلة ما في هذا الأمر.. وكما تعلمون لقد بادرنا في مرحلة أستانا، وأيضا تم إجلاء السوريين في حلب الشرقية، وقد قمنا بنقل هؤلاء إلى إدلب.

لا تنسوا أن هناك خدمات أيضا يجب أن نقدمها إلى السوريين، وقد قمنا بواجبنا تجاههم من تقديم المواد الغذائية والأدوية وما شابه ذلك، وسنستمر بدعمنا للشعب السوري فلا يمكن أن نتركهم لحالهم، ولا تنسوا أن هناك منظمة إرهابية تدعى «داعش» في المنطقة، ونحن نكافح هذه المنظمة الإرهابية أيضا.

ومتى بدأنا نكافح بكل حزم هذه المنظمة؟ حين قامت باستهداف المواطنين الأتراك من الأبرياء في مدينة غازي عنتاب عندما استهدفوا عن طريق انتحاري جمعا من المحتفلين بفرح، ونحن إثر ذلك اتخذنا قرارا وتوجهنا مباشرة إلى جرابلس وعززت قواتنا كذلك الجيش الحر.

ولا ننس طبعًا، لم تكن هناك منظمة «داعش» فحسب، بل كنا نكافح الإرهاب في أكثر من جبهة. كانت هناك منظمة PYD وYPG، وكذلك قمنا بإزالة «داعش» من الراعي، ثم توجهنا إلى دابق أيضا ووجدنا مقاومة نوعا ما وتم تطهير دابق، والآن وصلنا إلى الباب والمعركة هناك مكثفة وحامية جدا، خاصة أن عملية «درع الفرات» ما زالت مستمرة، وأعتقد أنه خلال أيام قليلة سيتم تطهير الباب من «داعش»، ومن ثم سنتوجه إلى منبج، لأن منبج منطقة تابعة للعرب، لأن هناك PYD وYPG ولابد من تطهير هذه المنطقة من عناصر هذه المنظمات الإرهابية، وقد عبرنا عن قلقنا إزاء ذلك لأوباما من قبل وللإدارة الحالية، والآن تُتّخذُ بعض الخطوات ويبدأ هدف آخر وهو الرقة.

كما تعلمون الرقة تعتبر معقلًا أساسيًا لـ«داعش»، ونحن كقوات التحالف يجب أن نحقق هدفنا هذا، وقد ذكرت ذلك لدونالد ترمب ولسائر الممثلين القادمين، وإذا استطعنا أن نتصرف عن طريق تطهير الرقة من «داعش» نستطيع أن نسلم المنطقة لسكانها الأصليين من إخواننا العرب، وبالتالي نكون قد وصلنا إلى مرحلة مهمة جدا في الطريق إلى تحقيق الاستقرار. نحن هنا في أمَسّ الحاجة لدعم جاد من دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.

لماذا أقول ذلك؟ لا ننس أن هناك أزمة إنسانية كبيرة تتمثل باللاجئين، وأين هؤلاء اللاجئون؟ نحن نستضيف الآن أكبر عدد منهم. هناك 2.8 مليون من السوريين في المخيمات وفي مدننا المختلفة، ونقول إنه يجب تأسيس منطقة آمنة خالية من الإرهاب ما بين جرابلس والراعي، وسنقوم بإعلان هذه المنطقة على أنها منطقة حظر جوي، وسنستمر ببرامج التدريب والتزويد للقوات السورية المحلية.

لقد تحدثت عن ذلك مع إخوتي السعوديين ومع أوروبا وأمريكا، ويمكن أن نباشر في مشروع السكن وبناء المجمعات والدور لنمكن اللاجئين من العودة إلى أراضيهم، والسكن في هذه البيوت، وبالتالي نكون قد أقدمنا على خطوة مهمة في طريق الاستقرار، وهذا هو أملنا الكبير.

*تحدثتم عن «داعش»، هناك من يرى أن «داعش» صنيعة لحكومات.. كيف يرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذه الأطروحة؟ هل فعلًا ترون أن «داعش» صنيعة لحكومات؟

يجب أولاً أن نؤكد نقطة أن هذه المنظمة هي منظمة إرهابية لا علاقة لها بالإسلام، وكان تقييمي لهذه المنظمة على هذا الأساس منذ أن انشقت عن «القاعدة» المنظمة الإرهابية الأخرى. قلت إنه لا يمكن أن تكون هذه المنظمة إلا منظمة إرهابية، لا علاقة لها بالإسلام، وأعمالها لا تمت بصلة للإسلام إطلاقًا.

هذه المنظمة قامت بقتل أعداد كبيرة من الناس ونهبت أموالهم ومارست الحرب تجاههم. إن هذه المنظمة جلبت منظمات إرهابية أخرى إلى المنطقة أرادت أن تثبت قوتها. كما تعلمون أن «القاعدة» كانت منظمة إرهابية، و«داعش» منظمة إرهابية أيضًا، ولا يمكن أن تستمر.. لماذا؟ لأنها تمارس الظلم بشكل كبير، وهذا الظلم سوف يكون سببًا أيضًا للقضاء عليها.

نجد الآن أن منظمة «داعش» تعيش أيامها الأخيرة في سوريا، ولا يمكن أن تستمر أكثر، ونحن عازمون على مكافحتها. أنا أؤمن بأن قوات التحالف أيضًا عازمة على هذا الأمر، وكذلك دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وإن لم نبدأ مكافحة مشتركة للإرهاب في المنطقة فإن هذه المنظمات الإرهابية ستصبح مصيبة علينا في سائر المناطق وفي سائر مدن الخليج ودولتنا ودول أخرى.

بدأنا حملة واسعة جدًا في تركيا، حيث نقوم بإيقاف وإلقاء القبض على المشتبهين لاتصالهم بـ«داعش». منعنا 40 ألف شخص من دخول «القاعدة» وقبل مجيئي إلى هنا ألقت قوات الأمن القبض على حوالي 1000 «داعشي»، وإذا لم نستمر في مكافحتنا للإرهاب في شكل حازم فلن نحصل على النتيجة المرغوبة، وأظن أننا إذا ما استمررنا في هذا الأمر بكل عزم، فلن نستطيع أن نمكن الشعب السوري من حلمه وطلبه، ونحن يجب علينا أن نحقق أمنيات شعبنا بعيدًا عن الطائفية.

*ممتاز.. لكنني أسأل هل ممكن أن تكون حكومات تقف خلف منظمة «داعش»؟

نعلم أن منظمة «داعش» تتلقى دعمًا من المجتمع الدولي، وهناك أطراف مالية قوية تدعم التنظيم.. هذا الأمر لا ينطبق على «داعش» فقط بل ينطبق على منظمة «بوكو حرام» ومنظمة «الشباب» و«القاعدة» الإرهابية.

*هل يمكن أن نسمي هذه المنظمات التي تقف خلفهم؟

أظن أنه من الخطأ أن نوجه أصابع الاتهام إلى أطراف وهي تعرف نفسها جيدًا. نعلم أن هناك دولًا تقف وراء المنظمات الإرهابية وتهدف إلى تقسيم وتمزيق منطقتنا ليس فقط من داخل العالم الإسلامي بل من خارجه. انظر إلى الأسلحة التي تمتلكها المنظمات الإرهابية.. إنها ليست من صنع الدول الإسلامية، لأن الدول الإسلامية لا تقوم بإنتاج هذه الأسلحة، وتجدون أن العديد من الأسلحة المتوفرة بأيدي المنظمات الإرهابية صنيعة الغرب. بهذه الأسلحة تمارس هذه المنظمات الإرهاب وتنتشر وليس فقط عند «داعش» بل عند PYD وYPG، ونجد هذه الأسلحة عند الدول الغربية.

أنا أقول على مستوى الأسلحة فقط تتوفر لهذه المنظمة الإرهابية أسلحة أمريكية وفرنسية وألمانية وغربية، وأقول للمسؤولين عندما ألتقي بهم إن هؤلاء يستهدفون المسلمين ويقتلونهم بأسلحتكم وهم دائمًا يذكرون أسبابًا أخرى.

*إثر الانقلاب الفاشل في تركيا، أقدمت أنقرة على العديد من الخطوات الخارجية منها مثلًا التقارب مع روسيا ومع إيران وتعزيز العلاقات مع إسرائيل، هل في ذلك رسائل لدول الجوار العربي؟

نحن استطعنا ولله الحمد، بوقوف الشعب الصادق الصامد، من دفع محاولة الانقلاب الفاشلة الغاشمة، حيث سقط منا 248 شهيدًا.. وواجهنا فجأة منظمة إرهابية افتراضية من جيل وطراز جديد، حيث إن هذه المنظمة الإرهابية كانت تترصد على مدار 40 سنة ثم ظهرت فجأة. زعيم هذه المنظمة ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ يديرها وأنشطتها، حيث إنها تنشط في 170 دولة في العالم عبر الأوقاف والتعليم والتجارة وغير ذلك.

هذه المنظمة تمتلك قدرة مالية وكانت لها نشاطات في المملكة العربية السعودية، ولله الحمد فإن إخوتنا السعوديين قاموا بالواجب في هذا الأمر، حيث تصدوا لهذه المنظمة، ولكن نجد أنها تحاول البقاء في سائر الدول وتحاول التوغل فيها. ومن المهم جدًا أن يكون إخوتنا العرب على يقظة وحيطة من هذه المنظمة.. لماذا؟ لأنها تستخدم التعليم وتقوم بتربية أبناء الشخصيات والكوادر العليا، وبعد ذلك يريدون أن ينشأ هؤلاء ويتبوؤوا مناصب ثم يستخدموهم. هذا ما فعلوه عندنا في تركيا.

في أمريكا تجني هذه المنظمة 500 مليون دولار كمكسب عن طريق مدارس «تشارتر» (تحصل على مساعدات حكومية لكن تدار كمؤسسة مستقلة)، التي تشغلها، ونحن طبعًا قطعنا الموارد المالية لهذه المنظمة، وبالتالي بدأت تبدي ردة فعل كبيرة وتخوض معنا المعارك.

لماذا؟ لأن هذه المنظمة كانت تجني أموالًا كبيرة جدًا عن طريق مؤسساتها، ونحن أغلقناها وأنهيناها، وأعتقد- بإذن الله تعالى- أنه بالتعاون مع دول الخليج يمكن أن ننجح في ذلك بشكل أفضل، وكما تعلمون فإن تركيا ترأس الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، ومملكة البحرين رئيسة الدورة في مجلس التعاون الخليجي، وأعتقد عبر التعاون واستغلال هذه الفرصة نستطيع أن نصل إلى مكافحة جيدة للإرهاب، وإذا استطعنا أن نحقق ذلك فإن المنطقة ستكون آمنة بإذن الله تعالى.

*ما بعد أحداث الانقلاب الفاشل حيث تقاربتم إلى درجة كبيرة مع روسيا بعد أن كنتم على خلاف ظاهر للجميع مع موسكو. أيضًا أعدتم علاقتكم مع إسرائيل، وعدتم إلى تجديد العلاقات مع إيران. ما الذي تهدفونه من عودة العلاقات مع روسيا ومع إسرائيل ومع إيران؟

يجب أن أقول بوضوح إن علاقتنا مع روسيا كانت جيدة جدًا خاصة على الصعيد التجاري، حيث وصل حجم التبادل التجاري بيننا إلى 38 مليار دولار، وذلك قبل الأزمة التي حدثت، وكما تعلمون نحن نستورد الطاقة بحجم كبير من الغاز الطبيعي والنفط. تركيا كانت تحتل المركز الأول من بين الدول التي تشتري الغاز الطبيعي والنفط من روسيا، والآن هناك مشروع مشترك بيننا يسمى مشروع التيار الأزرق وعبره سوف يتم إيصال الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا.

ولكن ما حدث لم نكن نريد وقوعه، علمنا بعد بحث أن الطيارين المنتمين إلى منظمة «جولن» الإرهابية كانوا سببًا في وقوع هذه الأزمة «في حادثة إسقاط الطائرة»، وبدأنا الآن نفكر هل كانت تلك خطوة من أجل إفساد العلاقات بين تركيا وروسيا ونحن كنا على غير وعي بذلك؟

إن تحسين العلاقات بين روسيا وتركيا قد يقلق البعض، ولكن العلاقات الجيدة بين البلدين مهمة جدًا لمستقبل المنطقة واستقرارها، لأن هناك خطوات كثيرة يجب اتخاذها، على رأسها التباحث والتنسيق مع الجانب الروسي لمراجعة موقفها من سوريا، لأن الخطوة المشتركة في ذلك الموضوع مهمة جدًا لاستقرار المنطقة، ومن خلال اتصالاتي ومباحثاتي مع الرئيس بوتين دائمًا نتشاور ونتخذ الخطوات في ذلك الإطار.

إلى جانب ذلك فإن المنطقة مع الأسف أصبحت مرتعًا للمنظمات الإرهابية، وكذلك منظمة PYD، التي هي امتداد لمنظمة PKK. اعتبار جزء من الأراضي السورية كدولة لها أمر لن نقبل به، وقلنا منذ البداية إننا لن نسمح بتأسيس دولة ما في شمال سوريا، وأي خطوة تتخذ في هذا الإطار سوف تلقى في المقابل صدًا تركيًا، ومن يسعى إلى ذلك يدفع الثمن باهضًا، وبالتالي فإن منظمة PYD لا تستطيع أخذ هذه الخطوة وليست قادرة على ذلك، وكذلك منظمة YPG وهي منظمة مسلحة شرسة أخرى. كل منظمة تهدد تركيا موقفنا تجاهها واضح وسنجعلها تدفع الثمن باهضًا.

أي دولة نجد أسلحتها متوفرة لدى هذه المنظمات الإرهابية سنعتبرها داعمة لها، وقد وجدنا أيضًا جنود هذه البلدان يلتقطون صورًا داخل هذه المنظمات، وأبلغنا الجهات الرسمية وجهات الأمن والاستخبارات في تلك الدول. نقول لهم: أنتم تقولون إنه لا علاقة لكم بهذه المنظمة الإرهابية، لكن هناك صورًا لجنودكم، وأسلحتكم متوفرة لها، والسياسيون والقادة العسكريون من بلدانكم يزورونهم.

هناك منظمة «حزب الله» الإرهابية تتحرك في سوريا أيضًا ولدينا معلومات، وإذا كانت إيران تقول إنها ضد المجازر وليست واقفة وراءها فلابد أن نتعاون ونتكاتف لنوقف إراقة الدماء في سوريا مع بعضنا بعضا. لذلك هذا كان خطابنا للأطراف كلها، وأطلقنا مرحلة في أستانا مع الدول المعنية، وكانت المرحلة الأولى تتعلق بوقف إطلاق النار ونريد المرحلة أن تستمر في جنيف التي ستنضم إليها دول الخليج، ونريد أن نحقق وقف إطلاق نار كليًا من أجل وقف إراقة الدماء في العراق وسوريا.

*أنتم تعتقدون أن توتر العلاقات الروسية التركية سببه اختراق جماعة «جولن» الجيش التركي في وقت سابق؟

*مع وصول الرئيس الأمريكي ترمب إلى البيت الأبيض، ارتفعت أصوات في إدارته تتحدث عن نية واشنطن حظر جماعة الإخوان المسلمين، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟ وتصنيفها بطبيعة الحال كجماعة إرهابية.. مثل الكثير من دول الخليج ما تفعل؟

أنا دائمًا أحب الصراحة والتحدث بصدق وما يختلج في صدري.. أريد أن أقول إن قرار الرئيس ترامب فرض الحظر على شعوب الدول السبع من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، قرار خاطئ وتصريح لم نكن نرجوه، لأن هناك حرية تنقل وسفر للأفراد وهذا أمر طبيعي. بعضهم مواطنون أمريكيون لديهم جنسيات أمريكية، ففرض هذا الأمر عليهم وإصداره كقانون يعتبر خطأ كبيرًا، وكما تعلمون الجهات القضائية اتخذت خطوة مضادة في هذا الأمر من أجل الدفاع عن حقوق مواطني البلدان السبع.

والآن في دول الخليج وفي المملكة العربية السعودية، إذا ما استطعنا أن نحقق خطوة تضامن وتوحد نستطيع أن نحل الكثير من المشاكل. الأمر مبدئيًا يتعلق بالوقوف. يجب أن نستمر في وقوفنا الصحيح وبعد اتصالي بالرئيس ترامب هاتفيًا قبل فترة وجيزة، أعتقد أنني سألتقي به شخصيًا في القريب، ونحن كبلدين عضوين في حلف شمال الأطلسي سوف نجد فرصة تباحث في الكثير من المسائل المهمة، ولا ننس أن هناك شراكة استراتيجية تجمع بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وسنجد فرصة لاتخاذ خطوات ضرورية بمقتضى هذا التعاون والشراكة الاستراتيجية.

وإن هذه الخطوات ستكون في مجالات شتى، مثل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، ونحن سنتخذها مع الرئيس ترامب، ونحن نرغب في ذلك أيضًا، وهذا ما عبرت عنه للرئيس ترامب خلال مكالمتي الهاتفية معه، وكذلك سمعت منه نفس المشاعر ونفس العبارات أيضًا، وكذلك لا يمكن أن نقبل بموقف يستقصي المسلمين في العالم ويعاملهم معاملة دونية، ومن حق كل فرد في العالم الاستفادة من حق السفر وحرية التجول والتنقل، وإذا منعنا البعض من ذلك فهو سوف يكون خطأ كبيرًا وعرقلة للحقوق، وهذا الأمر الذي لا يمكن أن أقبله في الوقت الحاضر.

*أتحدث تحديداً عن حظر جماعة الإخوان المسلمين. رغبة واشنطن في تصنيف جماعة الإخوان المسلمين جماعة محظورة وإرهابية؟

أنا شخصياً لا أعتبر الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، لأنها ليست منظمة مسلحة، بل هي منظمة فكرية، وهي الآن منظمة مقسمة كما تعلمون ومتواجدة في أماكن مختلفة. لم أرَ أي ممارسة مسلحة ولو وجدت ورأيت أي عمل مسلح من المنظمة سيكون موقفي نفس الموقف من المنظمات الإرهابية.. جماعة الإخوان المسلمين هي جماعة فكرية لم تقم بأي عمل مسلح، وطالما هي لم تقم، وهي جمعية أو وقف أو مؤسسة فكرية، وإذا قمتم بمعاملتها معاملة الإرهاببين أظن أن ذلك غير صحيح. نحن عندنا أيضًا جمعيات ومنظمات وجماعات فكرية تنشط بحرية، وإذا ما لجأت إلى الإرهاب واستخدام السلاح فنحن نطبق كل ما نطبقه حيال المنظمات الإرهابية.

*أنتم تطالبون كثيرًا من الدول التي تزورونها، لا سيما أصدقاؤكم في دول الجوار وفي دول أخرى، بتسليم جماعة فتح الله.. هل ستتعاطون بذات المساواة مع تسليم قيادات الإخوان المسلمين الموجودين في تركيا؟

نحن نتلقى طلبات بين وقت وآخر لكن نوجه سؤالًا؟ هل هذه منظمة إرهابية مسلحة؟ هل الذين تطالبونهم تورطوا في عمل إرهابي أو مسلح؟ ونحن من نريد؟ نريد فقط من قام بمحاولة الانقلاب في تركيًا وكان الهدف هو هدم تركيا، وقد استخدمت دبابات وطائرات وأسلحة الدولة ضد الشعب، وقد أدى هذا العمل إلى سقوط 248 شهيدًا، وأكثر من 2000 جريح، وقد استهدفوا المباني الأساسية في تركيا والمباني الحكومية. نحن نتحدث عن منظمة قامت بعمل إرهابي واستخدمت السلاح وكانت تترصد هذه الفرصة لعشرات السنوات، لكن الذين كانوا موجودين في تركيا من الإخوان المسلمين وإن كانت لهم صلة في عمل إرهابي لا يمكن أن نتسامح معهم، ولكننا لم نرَ ولم نلحظ أي فعل من هذا القبيل.

*الكثير من العرب يجدون صعوبة في الجمع بين الإسلام والعلمانية كما تفعلون في تركيا.. كيف تجمعون بينهما؟

أنا أجد صعوبة في فهم سبب تفسير العالم الإسلامي في الربط بين الإسلام والعلمانية، نحن قمنا بتأسيس حزبنا وقمنا بتعريف للعلمانية، وقد عبرت عن ذلك عندما قمت بزيارة مصر بعد تولي محمد مرسي الحكم، وحضرت في مبنى الأوبرا في القاهرة، وقد تحدثت عن الإسلام وعلاقته وصلته عفوًا بالإرهاب.. كيف نصف الإرهاب؟ أولًا الأفراد لا يمكن أن يكونوا علمانيين، الدولة تكون علمانية هذه نقطة مهمة.. والعلمانية تعني التسامح مع كل المعتقدات من قبل الدولة، والدولة تقف من نفس المسافة تجاه كل الأديان والمعتقدات.. هل هذا مخالف للإسلام؟ ليس مخالفًا للإسلام.

ولكن هناك من يحاول أن يؤول ذلك بتأويل آخر، وفي السنوات الماضية نحن كنا دائمًا نعتبر العلمانية معاداة للدين أو العلمانية هي اللا دينية.. نحن قلنا لا العلمانية هي فقط أن تضمن الدولة الحريات لكل المعتقدات، وأيضًا أن تقف بنفس المسافة حيالها وهذا هو مفهوم العلمانية عندنا.

*كيف يمكن باختصار أن تعرفوا المشاهد العربي العلمانية من وجهة نظركم؟

هذا التعريف ينطبق عليهم أيضًا ولهم أيضًا، وأنا أقول نحن لا نعتبر العلمانية معاداة للدين أو عدم وجود الدين، وقلت الفرد لا يمكن أن يكون علمانيًا، والعلمانية ليست ديانة الدولة هي التي يمكن أن تكون علمانية، والعلمانية هي ضمان فقط حريات كل الأديان والمعتقدات يعني العلمانية توفر الأرضية الملائمة لممارسة كل الأديان ممارسة شعائرها الدينية بكل حرية حتى الملحدين، ولكن اعتبار العلمانية تسليط رأي أو موقف على المتدينين فهذا غير صحيح وغير مطلوب إطلاقًا.

طبعا هناك مفاهيم خاطئة للعلمانية مثلاً في أوروبا أو في الأوروبية الأنجلوسكسونية، صحيح ربما هناك تأويلات وتفسيرات مختلفة، لكن أنا في تركيا خاصة داخل الحزب الذي أسسته نعرف بالعلمانية بهذا الشكل.

*هل فعلا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحلم بعودة الخلافة في ثوب العصر الجديد؟

أنا ذكرت شيئًا، قلت إن العالم في دوامة من التحول والتغير السريعين، ونحن خلال هذا التحول والتغير نتحدث اليوم عن نظام الحكم الذي نحلم به ونريده.

نرشح لك

Comments

عاجل