المحتوى الرئيسى

معرض الدار البيضاء.. "حكايات من أفريقيا" و"أسماء فوق البوديوم"

02/17 22:57

جانب من فعاليات المهرجان الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء في دورته الـ23

اتحاد كتاب المغرب يطلق "نداء العيون الثاني"

المغرب :عبداللطيف وهبي و حسن طارق يصدران «الفصل 47»

المغرب ضيف شرف على معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017

تسليم المغربي محمد بنطلحة جائزة الأركانة العالمية للشعر

صدور رواية "النمر الفيتنامي" للناقد المغربي حسن بحراوي

غياب السينما المغربية عن مسابقة مهرجان مراكش يثير جدلاً

فوز المغربي محمد بنطلحة بـجائزة "الأركانة" العالمية للشعر

وزارة الثقافة المغربية تحتفي بالمتوجين في مهرجان المسرح العربي بالجزائر

الدار البيضاء: تحول المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء إلى موعد سنوي يحرص المثقفون على شد الرحال إليه لمتابعة ما يقترحه برنامج التظاهرة من قراءات وندوات أو اقتناء ما تعرضه دور النشر المشاركة من إصدارات.

ويتوقع منظمو دورة هذه السنة، التي تختتم الأحد المقبل، أن يبلغ عدد الزوار 350 ألف زائر، فيما تقترح فضاءات المعرض، نحو 100 ألف عنوان في ثلاثة ملايين نسخة لحوالي 702 عارض، يتوزعون بين 353 عارضاً مباشراو349 عارضاً غير مباشر، ينتمون لـ 54 بلداً مشاركاً.

تميز البرنامج الثقافي للدورة الـ23 بندوات موضوعاتية حول قضايا ثقافية راهنة، وإضاءات لتجارب في الكتابة، وليالي شعرية، واستضافات لمبدعين في فقرة "ساعة مع كاتب"، واستعادات ثقافية في فقرة "الكتابة والذاكرة"، واحتفاءات بـ"أسماء فوق البوديوم"، وتنويهات بأسماء جديدة ضمن فقرة "أدباء قادمون". كما شهد البرنامج الثقافي حفل تسليم "جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة"، مع احتفاء بمئوية الكاتب المغربي الراحل إدمون عمرن المليح.

كما كرّست الدورة تجربة "منصة بيع الحقوق"، كإضافة مهمة تَمَّ إطلاقها في الدورة السابقة ولاقت تجاوباً لدى مهنيي الكتاب لتعزيزها البُعد المقاولاتي للصناعة الثقافية في مجال النشر، ولتيسيرها فرص التعاقدات المباشرة بين المعنيين بحقوق الكتاب ونشره.

تتميز دورة هذه السنة من معرض الدار البيضاء، باستضافة المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا عشر دول، هي الغابون وأنغولا والكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديموقراطية وغينيا الاستوائية ورواندا وساوتومي وبرنسيب وتشاد. وجاء اختيار دول هذه المجموعة، لتكون "ضيف شرف" هذه الدورة، حسب المنظمين، لــ"تعزيز عرى الأخوة والصداقة والتاريخ المشترك بين المملكة المغربية وأشقائها في الجنوب الإفريقي"، و"لتسليط مزيد من الضوء على الجوانب الحضارية والثقافية والمعرفية لدول هذا التكتل الاقتصادي، في تصاديها مع ما ينتجه المغرب الثقافي الحديث والمعاصر، في أبعاده الأفريقية".

من بين فقرات التظاهرة، شكلت فقرة "طريق الحرير: تجارب في الترجمة بين العربية والصينية"، فرصة لتأكيد دور الترجمة، كإحدى القنوات المعرفية الأكثر أهمية في تحقيق التقارب بين الشعوب، وكوسيلة لاكتشاف الآخر والاستفادة من تجاربه الخاصة، سواء في صياغة متطلبات ذائقته الإبداعية والفنية والثقافية، أم في الإلمام بتجربته المخصوصة للحياة.

وعلى نفس "طريق الحرير"، شكلت "ساعة مع الصيني ليو جين يون"، مناسبة للاقتراب من العوالم التي تقوم عليها ركائز التجربة الإبداعية المتميزة لذا الكاتب والمترجم الذي يعد من بين أهم الأصوات الأدبية الصينية المجددة، التي أفرزتها مرحلة ثمانينيات القرن الماضي في خريطة الأدب الآسيوي والعالمي الحديث، حيث تعتبر ثلاث من رواياته: "البرج " و"الموبايل" و"رب الجملة بـ 10 آلاف جملة "، من أهم أعماله المترجمة إلى اللغة العربية، والتي يقوم فيها، على غرار باقي أعماله، بمعالجة نماذج من حياة المجتمع الصيني الحديث، في قالب يمزج بين السخرية الواقعية والبساطة الأسلوبية.

لأن اسم الصين يحيل على التاريخ والجغرافيا، وما بينهما من منجز ثقافي، في علاقة بالعالم العربي، ماضياً وحاضراً، فقد شكل معرض الفن الصيني، تحت عنوان "ألف عام من الفن"، الذي نظم من طرف مؤسسة تنجل للنشر الصينية، بتعاون مع وزارة الثقافة ومؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مناسبة لعرض حوالي خمسين قطعة فنية ثقافية مميزة لفن الكتابة والرسم الصينيين، إلى جانب مشغولات يدوية فنية تنتمي إلى التراث الثقافي الصيني غير المادي.

لأن اسم الصين ارتبط عند المسلمين بكلمة مأثورة للرحالة المغربي الشهير ابن بطوطة، حين قال "اطلبوا العلم ولو في الصين"، فإن فقرة الاحتفاء بالصين جاءت مجاورة لـ"أصوات الرحلة"، بتتبع "خطى الرحالة"، من خلال ندوة كبرى حملت عنوان "الرحلة العربية بعد ألف عام"، تضمنت جلسة أفكار ومراجعات ومقترحات حول تحقيق نصوص أدب الرحلة والمناهج الحديثة في دراستها، والمستجد من الاكتشافات والدراسات الرحلية.

تبقى الأمسية الشعرية الكبرى التي أحياها الشاعر محمد بنطلحة، الفائز بجائزة الأركانة العالمية للشعر لسنة 2016، مع توقيع أعماله الشعرية الصادرة عن "بيت الشعر في المغرب"، من أبرز المواعيد التي استأثرت باهتمام المتتبعين.

وكان إعلان حصول بنطلحة على جائزة الأركانة قد شكل، قبل أيام من افتتاح معرض الدار البيضاء، لحظة رفيعة داخل المشهد الثقافي المغربي، فيما اعتبر التتويج تكريماً للشعرية المغربية الحديثة؛ من جهة أن بنطلحة لم يتوقف، منذ أزيد من أربعة عقود، عن إضافة أنفاس جديدة للقصيدة المغربية، بشكل جعلها تتبوأ مكانة رفيعة على المستوى العربي.

ولأن حديث الشعر لا يمكن أن يكتمل من دون استحضار الرواية، خاصة في زمن يبدو فيه أغلب المثقفين منقسمين بين الانتصار للشعر أو الرواية، فقد شكلت ندوة "تجارب في الكتابة: روائيون بأفق مغاربي"، التي سيرها الناقد والمترجم المغربي سعيد بنكراد، من بين اللحظات الجميلة، التي ميزت برنامج التظاهرة، بجمعها بين واسيني الأعرج (الجزائر) وحسونة المصباحي (تونس) ومحمد برادة ويوسف فاضل (المغرب)، الذين تناولوا أسئلة متى تتحقق الخصوصية والمحلية في الأدب وفي الإبداع، ومتى تنتفي لتحقق امتداداتها الكونية، إن في خارج المجال الوطني والقومي، أو في الأفكار والرؤى والتصورات، بشكل يمنح فرصة النظر في حدود تلاقي الطموحات الموضوعاتية والفنية والجمالية للروائيين المغاربيين، بما يؤسس لروح إبداعية متصادية أو متكاملة.

تحت عنوان "الكتابة والذاكرة: حول كتاب "المغرب الذي عشته"، لعبد الواحد الراضي، شكل تقديم هذا المؤلف فرصة للتعرف على جانب آخر من تجربة هذا فاعل سياسي ورجل دولة له كاريزما خاصة، باعتباره واحداً من الباحثين المغاربة الأوائل في مجال علم الاجتماع.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل