المحتوى الرئيسى

محمد بن راشد.. رجل من المستقبل مشغول بـ «سعادة» الشعوب

02/17 20:03

خلال ثلاثة أيام من الأسبوع الماضى تحولت انظار كبار قادة الفكر والتكنولوجيا والصحة والتعليم والاستثمار والتنمية البشرية والغذاء والزراعة والصناعة وكافة المجالات التى تتعلق بالإنسان إلى دبى، لاستشراف مستقبل العالم ككل ودراسة النماذج الرائدة فى كافة المجالات فى أنحاء العالم.. ومع هذا الاهتمام الكبير أصبحت دبى سنويا وفى هذا التوقيت من كل عام قبلة حقيقية لكبار الشخصيات والخبراء من القطاعين العام والخاص حول العالم إضافة إلى رؤساء الحكومات والوزراء، وصنّاع القرار، والرؤساء التنفيذيين، والمبتكرين، والمسئولين، ورواد الأعمال، والشخصيات الأكاديمية وقد استقطبت القمة العالمية للحكومات أكثر من 4000 شخص من أكثر من 139 دولة، كما شهدت مشاركة 150 متحدثا ضمن 114 جلسة.

ويمكن القول ومن خلال متابعة المؤتمر وما وصلت اليه دبى من تقدم كبير فى كافة مجالات الحياة إن الشيخ محمد بن راشد راعى النهضة فى دبى رجل قد سبق عصره بكثير جداً.. وانه يفكر وينفذ قبل أن يفكر.. فكل المشاريع التى ينفذها فى دبى ينظر فيها الى المستقبل البعيد ويضع نفسه وكل فريق العمل فى تلك المشاريع أمام تحدٍ قاسٍ جدا مع الزمن، على أن يكون الهدف الأساسي لهذا التحدى هو الانسان، وكل ما يتعلق بالإنسان، ولم تكن وزارة السعادة التى انشأها مؤخراً إلا دليلا واضحا على هذا التحدى، فلن يكون الإنسان سعيداً إلا من خلال توفير كافة الخدمات التى يتطلبها فى حياته اليومية من نظافة وصحة وتعليم وتطور ادارى وتكنولوجى وغيرها من الخدمات الضرورية.. وانطلاقا من هذا الفكر جاءت الدعوة التى أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، إلى جميع الجهات الحكومية فى دبى أن تطبق اليوم ما ستطبقه مدن العالم الأخرى بعد عشر سنوات وسميت بمبادرة دبى «10x» التى تسهم فى تنفيذ رؤية دبى لتكون مدينة المستقبل وذلك من خلال آليات عمل جديدة تحاكى المستقبل وتسهم فى استدامة تنافسية. وأوضح أن المستقبل عبارة عن أفكار وأحلام يجب صناعتها وتجربتها فى مختبرات، وأن المبادرة تجعل من دبى أكبر مختبر للتجارب الحكومية المستقبلية فى العالم. وتسعى مبادرة دبى «10x» للتعاون مع الجهات المعنية فى حكومة دبى إلى تبنى نماذج جديدة لحكومات المستقبل بإحداث تغيير شامل فى منظومة العمل الحكومى. ووضع خطط مستقبلية تعيد دور الحكومة فى خدمة المجتمعات وصناعة المستقبل. وقد يكون من الصعب جداً تحليل ما دار فى هذه القمة فى مساحة قليلة وإنما يمكن تقسيمها الى ثلاث حلقات.

وحول حلم الشعوب فى التنمية المستدامة، وفى الجلسة التى عقدت حول القطاع الخاص بالمستقبل شهدت مشاركة ديميتريس تسيتسراغوس نائب الرئيس للأعمال الجديدة فى مؤسسة التمويل الدولية (IFC)، وجوزيف براندت الرئيس التنفيذى لشركة كونتور جلوبال، وآنا ريوت العضو المنتدب لـ«مؤسسة تمويل التنمية التابعة للحكومة السويدية»، وسانديب أنيجا مؤسسة شركة كايزن. واستعرضت الجلسة تطلعات الشعوب إلى قطاع خاص أكثر تأثيراً فى حياة الناس، وذلك مع تنامى المشاعر الشعبية الساخطة ضد العولمة وطموحات أقلية يتحكمون بالأسواق. وأشار المتحدثون إلى ضرورة بدء حوار جدى وهادف بين ممثلى القطاع الخاص مع مختلف الجهات المعنية الأخرى، بما فى ذلك الحكومات ومنظمات المجتمعات المدنية والجهات الحقوقية، إلى جانب دراسة نماذج الاعمال وتطويرها لمواكبة المستقبل. وأكدوا أن أهداف التنمية المستدامة يمكن أن تفتح 60 من أكبر الأسواق فى العالم وتسمح بوفر مالى يقدر بأكثر من 12 تريليوناً سنوياً. وإن التنمية المستدامة هى فرصة عمل حقيقية ومن خلالها يمكن تحقيق المساواة بين الجنسين. ويمكن أن تسهم فى حوالى 28 تريليوناً فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى بحلول عام 2025. وأشاروا إلى أن سكان المدن ارتفعوا من 700 مليون إلى 4 مليارات، وهو ما يضغط على الحكومات لتلبية الاحتياجات ويجب أن نخلق 600 مليون وظيفة فى 2027، ويجب ان نكافح الفساد وأن تقدم الحكومات نماذج نوعية للإدارة الرشيدة. وأكدوا انه إذا لم يقم القطاع الخاص بدور حيوى فى مسيرة التنمية المستدامة للدول سينظر له على أنه جزء مستفيد فقط، ولا يقدم ما يذكر للدولة والمجتمع على نحو أكبر من الروتين، والحكومات فى منطقتنا قد لا تتمكن من تنفيذ المشاريع منفردة، ويجب على القطاع الخاص المساهمة فى التنمية الوطنية.

وجاء التعليم كأحد أهم المحاور التى ركزت عليها القمة العالمية للحكومات لما له من دور فى التنمية عبر تطوير فكر وشخصية الإنسان، وفى جلسة بعنوان «رؤية عالمية عن التعليم الإيجابى» بالتعاون مع الشبكة الدولية للتعليم الإيجابى قال لورد جيمس، مؤسس ومستشار أول فى الشبكة الدولية للتعليم الإيجابى والذى ترأس الجلسة إن التعليم الإيجابى له دور كبير فى تحقيق السعادة والرفاهية، ونسعى اليوم للتعاون فيما بيننا لإدخال السعادة الى مدارسنا ونظمنا التربوية وإيجاد أرضية مشتركة بين الجامعات والمعاهد والمدارس للنجاح فى مجال التعليم الإيجابى والبحث والتعليم وتمكين وتطوير المربين وطلاب العلم. وشدد جيمس على أهمية زيادة البحث والتمويل حول أثر واستدامة تدخلات التعليم الإيجابى. وان التعليم الإيجابى والفعال مهم لتحسين الصحة الذهنية وتحقيق رفاه الفرد. فهناك ابعاد كثير فى الحياة يمكن للتعليم الإيجابى ان يساهم فى زيادة الوعى فى أمور حياتية عدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل