المحتوى الرئيسى

خطبة الجمعة: الخوف من الله يؤثر في استقامة الفرد والمجتمع | أسايطة

02/17 13:13

الرئيسيه » اخر الأخبار » تقارير » خطبة الجمعة: الخوف من الله يؤثر في استقامة الفرد والمجتمع

أكدت خطبة الجمعة أن سعادة المجتمع ورقيه تتمثل في ضمير أبنائه وتقوية الوازع الديني في نفوسهم.

وقال الخطباء إن الخوف من الله عزوجل والخشية منه أعظم صفات المؤمنين، وأبرز علامات المتقين، ودليل على حسن مراقبة الله سبحانه وتعالى واستحضار معيته في السر والعلن، ولأهمية تلك العبادة القلبية حثنا الله على التحلي بها فقال:”وإياي فأرهبون”، فمن خافه رضي عنه وجزاه جنات تجرى من تحتها الأنهار.

وبالخوف من الله تعالى اتصف الملائكة المقربون، فقال سبحانه: “ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون”، واتصف به الأنبياء والمرسلون، فقال تعالى:”الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا”، وكان النبي أشدهم خشية لله وخوفا منه، وإنما كان الأنبياء أشد الناس خوفا من الله لتحقق مقام الإحسان في كل أحوالهم، وهو ما عبر عنه النبي عليه السلام بقوله:”أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”، فالخائفون من الله يراقبونه سبحانه في كل أحوالهم.

وها هو سيدنا يوسف عليه السلام يستعصم بالخوف من الله عزوجل، فبعد أن راودته امرأة العزيز عن نفسه وتهيأت وتجملت له، وأحكمت غلق الأبواب، قال لها بلسان الخائف من ربه، المستحضر عظمته تعالى أمام عينيه:”معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون”.

وأوضح الخطباء أنه على درب الأنبياء والمرسلين سار المؤمنون الصادقون في خوفهم من الله عز وجل وشدة خشيتهم له، مدح الله به الرجال المخلصين، كما وصف به الأتقياء الصالحين، فهذه الصفات العالية دليل على الخوف والخشية، والإيمان العميق للمؤمنين الصادقين مع ربهم، فهم يقدمون الكثير من الطاعات والخيرات وقلوبهم خائفة أن لا يتقبل الله منهم، لأنهم موقنون باليوم الآخر والرجوع فيه إلى الله ليحاسبهم على أعمالهم.

إن الخوف من الله إذا تأصل في نفوس العباد وقاهم الله عزوجل به كثيرا من الشرور والمفاسد والآثام، فلو أننا خشينا الله عزوجل حق خشيته لتغيرت سلوكيات وتصرفات المجتمع إلى الأفضل لأن الخوف هو طريق الحياء من الله عزوجل، فمن يخاف الله عزوجل يعف نفسه عن أكل الحرام، لأنه يدرك أن كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، وأن المال الحرام سيكون هلاكا ودمارا على صاحبه في الدنيا والآخرة، وأن آكله سيندم حيث لا ينفع الندم، ويصون لسانه عن الخوض في أعراض الناس، لأنه يعلم أنه إذا تكلم بكلمه لا يلقى لها بالا يهوى بها في النار، وأن الله عزوجل محاسبه على كل لفظ أو كلمه.

فالمسلم يجب أن يقف مع نفسه لحظات، ليسأل نفسه ماذا قدم للقاء ربه؟، وماذا قدم لوطنه ومجتمعه؟، وما آخر الطريق الذي يريد الوصول إليه؟، وماذا عن راحه ضميره في كل ما قدم ويقدم؟، فقد سأل رجل النبي: ما أعددت لها؟، فقال: ما أعددت لها من كثير صلاة، ولا صوم، ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، فقال له النبي: أنت مع من أحببت.

ولا شك أن الخوف من الله عزوجل هو أهم سبل الوقاية من الزلل، فمن خاف الله تعالى لا يمكن أن يكون كذابا، ولا منافقا، ولا مرائيا، ولا مخادعا، ولا سارقا، ولا عاقا، ولا مدمنا، ولا قاتلا، ولا زانيا، ولا شاربا للخمر، ولا آكلا للحرام، ولا مانعا للخير،  ولا معطلا لمسير الوطن، ولا مستحلا سفك الدماء، ولا منتهكا للأعراض، ولا مخربا، ولا مدمرا، ولا فاسدا، ولا مفسدا.

ومن ثم يستقر حال المجتمع، فلا تجد ظالما يظلم غيره، ولا تاجرا يغش في تجارته، ولا خائنا للأمانة، ولا مقصرا في عمله، فالتاجر الذي يخشى الله تجده أمينا صادقا في بيعه وشرائه لا يعرف الغش والخداع، وكذلك الخائف من الله لا يمكن أم يكون مجاملا على حساب الحق، أو مقصرا في حق الوطن، فمن خاف الله أدى الذي عليه من حق نحو دينه ووطنه، وحق العامل وحق الأجير.

الخوف من الله عزوجل من أعظم العبادات التي إذا تمسك الناس بها استقام حالهم وفازوا في دنياهم وأخراهم، فمن أعظم آثار الخوف من الله عزوجل أنه يوقظ الضمائر في قلوب أصحابها، فينضبط السلوك والتصرفات، وتحفظ الحقوق وتؤدى الواجبات حتى وغن غابت رقابة البشر، فالخوف من الله والاستعداد للقائه أقوى في نفس المسلم من كل شيئ.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل