المحتوى الرئيسى

الوجه الآخر لقصة «أسعد زوجين في العالم».. حب قتله الاحتكار الفني والخيانة

02/17 11:26

كانت تفاصيل الحياة الزوجية للعاشقين بمثابة مادة دسمة للتناول الصحفي، يتهافت الجمهور على قراءتها، خاصة وأن زواجهما تم في مشهد سينمائي بأسلوب دعائي محترف للفيلم لم يكن بغريب عن بطله الذي امتلك مفاتيح صناعة السينما وطوعها لخدمة مصالحه الشخصية ومضاعفة أرباح شركته الإنتاجية، لكن هل كانت الزوجة صاحبة الحنجرة الذهبية والإحساس المرهف ضحية لعبة تسويقية بطلها "فتى الشاشة الأول"؟

"التحرير لايف" يرصد لكم فصولًا من علاقة الفنانة ليلى مراد بزوجها الفنان أنور وجدي بالتقرير التالي..

في ذلك اليوم، علم "أنور" بوجود ليلى مراد في استوديو مصر من أجل تصوير فيلم "روميو وجولييت"، فدخل عليها غرفتها وقدم عرضه قائلًا: "وضعت كل ما أملك من مال مع مجموعة من الشركاء لإنتاج فيلم ألعب بطولته أمامك.. أنا حطيت كل فلوسي في الفيلم ده ومش عايز غير ليلى مراد"، فردت عليه: "أنا أجرى 15 ألف جنيه"، وبعد إلحاح منه بضرورة أن تساعده الفنانة - صاحبة الصيت آنذاك - وافقت بأن تلعب أمامه بطولة فيلم "ليلى بنت الفقراء"، واقترحت عليه أن يخرج هو الفيلم بدلًا من كمال سليم الذي داهمه المرض.

يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك

قبل بدء التصوير بأيام، كان أنور وجدي يصطحب ليلى مراد في سيارته أثناء العودة من الاستوديو، وفجأة وبدون مقدمات قال لها: "يا سلام يا ليلى لو اتجوزتك وعشت معاكي على طول؟"، فصعقت ليلى من طلبه، لكنه باغتها برفع يده إلى أعلى يدعو قائلًا: "يارب.. تتجوزيني يا ليلى"، وهنا انفجرت الفنانة من الضحك، وأحست بانجذاب ناحية الفنان الوسيم، وفق ما ذكره الكاتب صالح مرسي في كتابه بعنوان "ليلى مراد".

هنا تملّك الحس التسويقي والدعائي من أنور وجدي، الذي قرر دعوة الصحفيين لتصوير المشهد الأخير من فيلم "ليلى بن الفقراء" في أكتوبر 1945، والذي قُدمت فيه أغنية "أنا قلبي دليلي"، مستغلًا مشهد الزفاف في الفيلم الذي ترتدي خلاله  "ليلى" طرحة وفستان أبيض لتحويله إلى حقيقة، فأحضر المأذون إلى الاستوديو، وفور انتهاء المشهد عقد قرانه على الفنانة ليلى مراد وسط ذهول الحاضرين، وتم إعلان ذلك للجمهور في نهاية الفيلم، فكان ذلك أكبر دعاية له ساهمت فيها الصحافة بشكل كبير، حتى إن دور العرض السينمائي ازدحمت فور نزوله بالسينمات لأول مرة في 5 نوفمبر 1945.

في ذلك الوقت كانت ليلى قد أشهرت إسلامها في الأزهر الشريف، مما أصاب زوجها بحالة من الفرحة، وبدأت تكتب الصحافة عن حياتهما الزوجية المستقرة، وتصفهما بـ"أسعد زوجين في العالم"، ولعل "أنور" كان مبتهجًا بتلك الأخبار، التي هي بمثابة دعاية مجانية للثنائي السينمائي الجديد، حيث احتكر أنور وجدي زوجته، وقرر أن يكون هو منتج وبطل أفلامها جميعًا.

وكان "أنور" يرفض إعطاء "ليلى" أجرًا عن الأفلام التي تقوم ببطولتها من إنتاجه، ويكتفي بدفع الضرائب المستحقة عنها، وعندما رفضت التمثيل دون مقابل في إحدى المرات ضربها، وحينها قررت الانفصال عنه فنيًا ووقعت عقدًا مع المخرج أحمد سالم لبطولة فيلم جديد، وهنا جُن جنون "وجدي"، وبذل كل ما في وسعه لتعطيل ذلك المشروع، لكنه فشل، فلجأ إلى أساليب أخرى.

مفيش كمون؟ أنت طالق يا ليلى

ذات يوم من عام 1951، استيقظت ليلى على أصوات ارتطام الأواني والأوعية في المطبخ، وفوجئت بصوت زوجها صائحًا: "البيت مفيهوش كمون يا ست هانم"، فقالت له في هدوء: "طيب وفيها إيه يعني يا أنور نبعت نشترى كمون"، فصرخ الأخير بها قائلًا: "وإيه يعني!، طب إنتي طالق يا ليلى"، وكانت تعلم أن سبب ثورته ليس "الكمون" بالطبع.

خرجت ليلى للإقامة في فندق "سميراميس" وعلى الفور أرسل لها "أنور" ورقة طلاقها الأول منه، لكن المياه عادت إلى مجاريها بينهما بعد تدخل من شقيقيها "إبراهيم ومنير مراد".

وقع أنور وجدي في غرام "لوسيت" الفتاة الفرنسية التي التقى بها في مدينة فينيسيا الإيطالية، وظلّ يجالسها فترة طويلة من الزمن حتى إن أحد كبار الصحفيين دعاها، ومصادفة كان الزوجان "ليلى مراد وأنور وجدي" متواجدين، ولم يستطع أنور وجدي أن يخفي مشاعره وضحكاته مع القوام الفرنسي الجذّاب.

وفي يوم قررت ليلى أن تتبين الحقيقة بنفسها، فلم تمنعها برودة شهر يناير من ارتداء "ملاية لفّ" والذهاب في العاشرة مساءً أثناء انهمار المطر إلى العمارة التي كان يجلس فيها العاشقان "أنور"، والفتاة الفرنسية، وفور صعودها إلى شقته بالدور السادس وسماع صوت الحبيبين، نزلت مرة أخرى وانتظرتهما في سيارة "وجدي".

فور نزولهما وذهابهما إلى السيارة، كان المشهد المروع الذي لم يتوقعه أنور، فتسمر في مكانه، وركب الجميع، وانطلقت السيارة وفيها الثلاثة الزوج والزوجة والعشيقة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل