المحتوى الرئيسى

شاب يقلب مواجع عمال الطوب: شغلة وآخرتها موتة

02/17 10:21

أدخنة سوداء تتصاعد فى سماء الجيزة، وأتربة حمراء تغطى الطريق إلى مصانع الطوب الأحمر، هنا فى مركز الصف حيث تنتشر مصانع الطوب الطفلى، حياة لا يتوافر فيها أى أمان، يعيش فيها عدد كبير من الشباب ممن قرر أن يدفن نفسه فى التراب الأحمر ليوفر دخلاً يعينه على الحياة، «الوطن» استمعت لحكايات شباب يعملون فى ظروف صعبة وداخل أفران تصل درجة الحرارة فيها إلى 800 درجة مئوية، وصاحب الحظ الحسن هو من ينجو بعمره من السقوط فى فوهات النار.

«إيه اللى رماك على المر؟!»، كلمات أحمد أشرف، شاب فى العشرين من عمره، فبعد فشله فى كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أصبح عاطلاً وبلا شهادة، ولم يجد أمامه سوى العمل فى مصنع طوب بمركز الصف ليوفر نفقات زواجه رغم صعوبة المهنة، حيث يعمل داخل أحد أفران حرق الطوب: «أنا بشتغل فى حاجة اسمها السكينة الحمرا يعنى بشيل طبقة من فوق الطوب وممكن فى أى لحظة أقع فى فتحة النار، مستحمل كل ده عشان خاطب وعايز أتجوز».

عامل فى مصنع بالصف سقط فى الفرن فخرج عظاماً دون لحم وزملاؤه: المحظوظ فينا يطلع من الشغلانة دى سليم

الحال نفسه بالنسبة لـ«محمد عواد»، شاب فى الثلاثين من عمره، حصل على دبلوم صنايع، ولم يجد فرصة عمل سوى فى مصنع طوب: «مرة وأنا شغال وقعت فى النار رجلى اتحرقت وربنا ستر، مفيش غير الشغل ده أعمل إيه، لازم أصرف على ولادى»، مؤكداً أن الحكومة لا تهتم بعمال مصانع الطوب الذين يعملون فى ظروف صعبة: «عندنا مشكلات كتير منها إن مفيش تأمين على حياتنا رغم إن الواحد مننا ممكن يروح فى لحظة»، لافتاً إلى عدم وجود رقابة على المصانع للتأكد من مدى أمنها على العمال.

على ألسنة عمال المصانع تجرى حكاية العامل الذى سقط فى الفرن وأكلت النار جسده وعظامه، لم يتبقَّ منه سوى قفص صدرى وهو أحمد قاسم، الذى انتهت قصة معاناته بنهاية مأساوية، ليس هو فقط بل العديد من العمال فقدوا حياتهم بالطريقة نفسها لأنهم عملوا بدون أى ضمانات أو وسائل أمان.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل