جندي «رأفت الهجان» المجهول.. كتب المسلسل من 3 ورقات وأصابه عادل إمام بجلطة

"الذراع الدراميm للمخابرات العامة"، هكذا وصفه البعض نظرًا للمهمة التي اختصه بها القائمون على جهاز المخابرات العامة في مصر من ترجمة قصص أبطالها إلى مسلسلات تليفزيونية تخلد هؤلاء الأبطال في ذاكرة التاريخ، فما كان منه إلا أن كتب لنا رائعته "رأفت الهجان" التي بفضلها نعت المخابرات رحيل الفنان محمود عبد العزيز في الصحف القومية في سابقة هى الأولى من نوعها، والذى أبدع الفنان الراحل في تجسيد دوره الذي نسج أبعاده الدرامية الكاتب الراحل صالح مرسي، وأُذيعت الحلقة الأولى منه في عام 1994.

لم يكن "رأفت الهجان" وحده نتاج إبداع الراحل صالح مرسي في كتابة أدب الجاسوسية، بل هو أيضًا مؤلف مسلسل "دموع في عيون وقحة"، الذي قدم البطل جمعة الشوان إلى الجمهور وجسد دوره الفنان عادل إمام، وكذلك هو كاتب مسلسل "الحفار"، الذي يحكي قصة تدمير أبطال المخابرات للحفار الإسرائيلي في سيناء وقام ببطولته حسين ومصطفى فهمي، وأيضًا مسلسل "الصعود نحو الهاوية".

النجاح المدوي لمسلسل "رأفت الهجان" لم يأتِ من فراغ، فيكفي القول بإن صالح مرسي كتب المسلسل بأجزائه الثلاثة من 3 ورقات بها عناصر رئيسية عن حياة البطل الحقيقي تسلمها من جهاز المخابرات العامة المصرية، وتولى هو بخياله مهمة تحويلها إلى مسلسل كامل بشخصيات درامية مختلفة الأبعاد.

قد لا يعلم الكثيرون أن دور "رأفت الهجان" كان من نصيب الفنان عادل إمام في بادئ الأمر، خاصة بعد نجاحه في تقديم شخصية جمعة الشوان، بمسلسل "دموع في عيون وقحة"، الذي عرض في عام 1980، لكن شروط الزعيم القاسية حالت دون ذلك، بل وأصابت الكاتب صالح مرسي بجلطة.

ملابسات تلك الرواية سردها الصحفي إبراهيم عيسى في مقال سابق له بعنوان "محمود عبد العزيز. الاسم الذي صار عنوانًا"، نشرته جريدة المقال، وجاء فيه نصًا عن لسان عيسى: "كان عمو صالح قد انتهى من كتابة الحلقات التليفزيونية لروايته الأروع رأفت الهجان الذى كان يومها الفنان الرائع عادل إمام، لكن عاد بعدها بأيام يحيى العلمى مخرج المسلسل الكبير، ليخبر عمو صالح أن لعادل عدة شروط"، وتابع موضحًا أن تلك الشروط أهمها تغيير طريقة رواية الأحداث، بحذف الحلقة الأولى والبدء منذ لحظة وقوف رأفت الهجان أمام الضابط بأكثر من بطاقة وجواز سفر، والضابط لا يعرف مَن هو هذا الشاب بالضبط.