المحتوى الرئيسى

والده باشا وأمه شُلت لقراره التمثيل.. 45 على رحيل شرير السينما زكي رستم

02/16 23:45

تحل اليوم، 16 فبراير، الذكرى الـ45 على رحيل شرير السينما المصرية الأول، الفنان زكي رستم، الذي برع في تجسيد أدوار الشر في عدد من أفلام ومسرحيات مصرية عديدة.

رغم أن "رستم" كان سليل باشوات فوالده محرم بك رستم عضوًا بارزًا بالحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، إلا أنه فضل أن يأخذ إتجاها آخر وهو الفن، الذي رفضته عائلته، الأمر الذي لم يجعله يخسر عائلته فقط بل لم يكن له أصحاب يذكرون.

كان القصر الذي عاش فيه رستم كبيرًا جدًا علي مساحة 5 أفدنة، ومقسم إلى 50 غرفة، وفي بدروم القصر، أقام رستم سرا أول مسرح في حياته، وانتهز فرصة سفر أبيه إلى المنصورة ليباشر أراضيه الزراعية ليقوم بجمع ''الطرابيزات والستائر والمفارش'' ليصنع بها مسرحًا صغيرًا، وكان يقوم بجمع أشقاءه وعدد من الخدم لتجسيد باقي الشخصيات في عرضه المسرحي الصغير داخل القصر، ولا تعلم والدته ولا أبيه عن هذا الأمر شيئًا، الا عندما أفشت المربية الخاصة به السر الي والدته التي صفعته بشدة وقامت بحجز جميع مستخدمات مسرحه الصغير، وسرعان ما علم والده أيضا بهذا السر فهدد بحبسه في العزبة حتى يستقيم.

وبعد وفاة والده محرم محمود باشا اضطرت الأسرة لبيع القصر والسكن في الزمالك وفي هذه الفترة اضطر رستم لترك عشقه التمثيل، وخرج طاقته في الرياضة، فأصبح بطلا بالمصارعة ورفع الأثقال وحصل علي المركز الثاني علي مستوي مصر عام 1923، وحصل بعدها بعام 1924 علي شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعي.

منعته والدته من الاتصال بإخوته خاصة أخيه الأصغر «عبدالحميد»، حتى لا يتأثر «عبد الحميد» بأخيه أرسلته إلى انجلترا ليكمل تعليمه، ويكون تحت رعاية أخيه الأكبر وجيه باشا رستم الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب سفير مصر بفرنسا.

عاش زكي رستم في شقة منعزلة بعمارة يعقوبيان، بوسط القاهرة، بعد أن خيّرته والدته بالمكوث معهم أو الانعزال في مكان آخر ولا يأتيها "وش الصبح" من المسرح يرتدي باروكة لأن له أختين ولا يجوز فعله ذلك لأنه سيؤثر على العرسان، فغادر بيت الأسرة الذي نشأ فيه منذ ميلاده في 5 مارس 1903 إلى حيث سكن، مثلما روت ابنة أخيه الإعلامية ليلى رستم.

هوى التمثيل منذ العام 1924 وعمل به، وبلغ رصيده الفني من الأفلام 240 فيلمًا، كما كان يمارس رياضة رفع الأثقال وكان فاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.

فرض رستم عزلته على كل ما يدور في فلكه، حتى رفض إجراء أي مقابلة إعلامية، وعُرف بأنه كان قاسيا حتى عاش أعزبًا، لا يمارس غير الفن ولعبة "البلياردو"، حتى وفاته في 15 فبراير 1972.

قضى نحو 6 أعوام قبل وفاته وحيدًا ومنعزلًا عن الأضواء والشهرة، وذلك بعدما أعلن اعتزاله الفن نهائيًا لإصابته بإعاقة سمعية أقرب إلى الصمم.

جاء قرارءه بعدما أحس بثقل إعاقته على طاقم العمل، والذين وجد منهم صعوبة في التواصل معه خلال شرح المشهد المطلوب تصويره، فزاد عليه ذلك من التوتر والحزن ما جعله يتخذ هذا القرار.

رفض بشدة استخدام السماعة الطبية المُكبرة للصوت في أذنه؛ اعتقادًا بأن سمعه الثقيل ما هو إلا مجرد عارض دخيل سيزول مع الأيام، وأن حفظه الجيد للدور وقراءته لشفاه الممثلين أمامه قد تحل المشكلة‏.

كما أن السماعات لم تكن حلا له وقتها إذ كانت آنذاك لم تزل بأسلاك وبطاريات ظاهرة للعيان فشعر معها رستم بالحرج، وأحس أن وضع تلك السماعات ستقيد من اندماجه التمثيلي، التي لابد وأن تتداخلها معركة شديدة الوطيس تحتاج إلى حرية في الحركة والتفاعل مع الآخرين.

وبعد آخر أفلامه "أجازة صيف" مع فريد شوقي عام 1966، ابتعد الفنان المصري عن زملائه من الوسط الفني، لا يلتقي أحدًا ولا يخرج إلا نادرًا، وعاش مع كلبه في عزلة قاسية يقرأ الكتب باللغات العربية، والفرنسية، والإنجليزية‏ حتى وفاته عام 1972.‏

اشترك في 45 مسرحية كان أبرزها "مجنون ليلى، والوطن، ومصرع كليوباترا، وكرسي الاعتراف، والشيطانة، وتحت سماء إسبانيا، واليتيمة، وغيرها" إلى أن صدر قانون يمنع من يعمل بالمسرح من العمل بالسينما، وفي الوقت نفسه كان "رستم" وقع 5 عقود سينمائية فاضطر إلى الاستقالة من الفرقة وكان ذلك نهاية عهده بالمسرح.

ويعد زكي من أشهر الفنانين الذين لم يتزوجوا في السينما المصرية وكان دائمًا يقول أن زواجه هو للفن فقط، وكان يرفض السهرات الليلية ولا الذهاب لأماكن غير الاستوديوهات وأماكن التصوير والتسجيل، وكان له صديقين هما سليمان نجيب وعبدالوارث عسر. عاش طوال حياته أعزب لا يفكر في الزواج ولا يشغله سوى الفن.

إذا ما اضطر للخروج من المنزل فكان يسير في منطقة محدودة من شارع سليمان وعبدالخالق ثروت، وأحيانا كان يقوده مشواره للحلاق فيجلس فوق مقعده المرتفع تاركا أقدامه لـ"الجزمجي" يلمع حذائه، وغالبا ما كانت وجبة الغداء في مطعم «الأونيون» وفنجان القهوة في «الإكسلسيور»، لم يكن يلبي فيها عزومة أحد ولا يدع من جانبه أحد، وبمرور الوقت تعرف على أحد الجرسونات وأصبح صديقا له، وكانت لديه ثروة ضخمة لكنه لم يكن يحب أن يطلع أحدًا على مدى ثرائه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل