المحتوى الرئيسى

أب يقوده الكيف لقتل طفلته

02/16 23:05

أطفال بريئة فى عمر الزهور، لا تملك سوى البكاء حينما تشعر بالحاجة إلى الرضاعة، لا تعرف الضغينة ولا الحقد ولا الإهمال ولا التسيب، ولا إدمان الأب، هى طفلة حالمة تسبح فى ملكوت الله تراقب عيونها ما يحدث على وجه البسيطة، وتلعن اليوم الذى نزلت فيه من مخدعها الأمن برحم الأم.

قصتنا عن محمد، الذى تزوج من بنت قريته (أحلام)، ودون أن يشعر وجد نفسه أبًا لثلاثة أولاد، آخرهم (ذات)، وهو العاطل بالوراثة، حاصل على دبلوم الصناعة، وكان يعتمد فى إنفاقه على والديه وأشقائه، وحجته الدائمة، مفيش شغل هعمل إيه، اعتاد السهر خارج المنزل على المقاهى، جمعته سهراته مع رفقاء السوء فى الأفراح، وفى الأفراح الكل يتباهى بتوزيع بعض المواد المخدرة، وكأنها شىء لزوم الوجاهة فى البداية رفض التناول، ولكن أحد أصدقاء استفزه، اشرب يا محمد مالك ولا أنت خايف تنسطل.. اشرب وخليك راجل، هنا يقف محمد على قدميه.. أنا راجل ونص كمان وأشرب المحيط كله، وكاس ورا كاس، أدمن محمد الشرب والمخدرات بكل أنواعها.

يعود للمنزل كل ليلة (مسطول) لا يدرى عن أولاده الثلاثة شيئًا، بسرعة يبحث فى المطبخ عن طعام، وطبعاً تبقى ليلة مش هتعدى لو «أحلام مراته» مش مجهزة (لقمة كويسة)، تبدأ اللعنات والسباب والشتائم بالألفاظ، وقد تصل أحياناً للضرب، هو غير واع لتصرفاته، ولكن يعى ما يفعل، فهو المسئول عن تدبير احتياجات منزله، ولكن أصبح عبداً ذليلًا للكيف والليل وآخره، والزوجة تتحمل كل يوم الإهانة، عشرات المرات تسحب (أحلام) أولادها الثلاثة تاركة المنزل، وبعد أيام يتدخل الأهل والجيران، للصلح لتعود للمنزل وتربية أولادها فى حضن أبيهم، ولكن الأب لم يرتدع.

كل همه فى كيفية الحصول على المخدرات والزوجة تحاول إصلاحه وتوسط كل من يعرفه من الأهل والأصدقاء لنصحه وإبعاده عن الإدمان، كل ليلة الشارع والحتة والجيران، تتجمع لإنقاذ أحلام، من بين يديه وهو نازل ضرب بسبب ومن غير سبب، تركت المنزل وعقدت العزم على عدم العودة، أخذت أولادها الثلاثة وذهبت إلى بيت أبيها، وكالعادة (كلاكيت 100 مرة) تعود بعد تدخل بعض الوسطاء، عادت، لم تجد تغيراً برغم تعهده أمام الجميع بحسن رعاية زوجته وأولاده، ولكنه أمام المخدرات، لا يوجد تعهد، وكل مرة يقول تنزل المرة دى.

وفى اليوم الموعود يعود فى حالة سكر بيّن يطلب العشاء من زوجته، فلم يجد سوى بعض الخبز والجبن يحتج الرجل يعنى مفيش أى عشاء، ويسترسل دون وعى فى الشتائم، تجمع طفليها راغبة فى ترك المنزل، وتحتضن طفلين، والثالث فى يدها، ليدركها الزوج قبل أن تخرج من المنزل، ويسحب شومته وينهال عليها، الأطفال تصرخ وهو لا يبالى، والزوجة تحمى أولادها بجسدها، فهى تنزف الدماء، وفى إحدى الضربات، تصيب الطفلة الرضيعة 7 أشهر ضربة بالرأس، تودى بحياتها.

تودع «ذات» الحياة غير نادمة، وكأن لسان حالها يقول: أرحل صغيرة بعيداً عن هذا العالم البشع، يحاول الأب أن يدارى فعلته، ويبلغ بأن ابنته سقطت على الأرض وهى تلعب من على درج السلم، ولكن الأم تعترف بكل شىء: من قتلها هو أبوها المدمن، قتلها، تصرخ من صميم رأسها.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل