فيديو وصور| مخاوف من تردي حالة «كوبري الشرق» في نجع حمادي | النجعاوية
الرئيسيه » بين الناس » تحقيقات » فيديو وصور| مخاوف من تردي حالة «كوبري الشرق» في نجع حمادي
كتب: بسام عبدالحميد وأيمن الوكيل
يشعر المواطنون بالخطر، كلما غدو أو راحوا إلى مصالحهم اليومية، في رحلتهم المستمرة بين قرى شرق النيل وغربه، حال عبورهم في الحارتين اليمنى واليسرى، لكوبري نجع حمادي، على نهر النيل، شمالي محافظة قنا، والمخصص لمرور السيارات، والذي يربط قراهم بالمدينة، بسبب حركة الاهتزاز المتكررة، الناجمة عن عبور المركبات بالحارة الوسطى للكوبري.
“النجعاوية” رصدت معاناة المواطنين بعد ظهور الكثير من الحفر وتآكل طبقة الأسفلت، بجانب تفكك الفواصل الحديدية بأرضية الكوبري، وانكشافها بشكل طولي يصل ما بين 50 سم إلى 150 سم مما يعيق حركة مرور السيارات ويُلحق الأذى بها.
يرجع تاريخ إنشاء كوبري لعام 1854، حينما بدأ التشغيل الفعلي لخطوط السكك الحديدية لربط محافظات مصر شمالها بجنوبها، إلى أن تم إنشاء كوبري مخصص لحركة قطارات السكك الحديدية على يسار الكوبري القديم، وتخصيص الكوبري القديم بحاراته الثلاث للسيارات.
ففي عام 1896 أنشأ عباس حلمي الثاني، الكوبري القديم على النهر الخالد، بحيث يتم الربط بين قرى الشرق والغرب، بغرض التنمية الزراعية والاقتصادية، على بعد 554 كيلو جنوب القاهرة، بمعرفة إحدى الشركات الهندسية الفرنسية، بطول 400 متر تقريبا، وبتكلفة قدرها مليون ومائة ألف فرنك آنذاك، مكونا من 6 فتحات ثابتة، وفتحة متحركة ذات ممرين ملاحيين، عرض كل منهما،19.80م، و28.60م، بالإضافة إلى ممران جانبيان لعبور المشاة والمركبات والدواب، بعرض 2.60 م للممر الواحد.
وقد شهد كوبري النيل بنجع حمادي، زيارة الملك فؤاد الأول سنة 1922م حيث، علقت عليه الزينات والأبيات الشعرية، وفق ما ذكره عبدالحليم المصري، في كتاب الرحلة السلطانية، ثم تعرض للقصف في عام 1948م، من سلاح الجو الاسرائيلى، إلا انه لم يصب بسوء.
يقول كرم بركات، مدرس، إن إنشاء كوبري جديد لخدمة أهالي شرق النيل، كان هو الأولى بالتنفيذ، بدلا من الكوبري الجديد، أعلى السكك الحديد، لاسيما وأن هناك بعض الأقاويل التي تفيد بانتهاء عمر الكوبري الحالي.
ويروى حسان أحمد، موظف، أنه عندما يعبر الكوبري سيرًا على الأقدام، يشعر وكأن الكوبري يتعرض للسقوط، بسبب الاهتزاز المستمر للجوانب والأرضيات، عند مرور السيارات أو توقفها، فضلا عن ظهور قطع الخشب المتهالكة من جسم الكوبري.
ويلفت خميس عبدالواحد، مقاول، إلى أن السيارات والمركبات التي تمر على جانبي الكوبري، تسير ببطء شديد، بسبب الحفر المتعددة الموجودة بين كل مترين أو ثلاثة تقريبا، مما يتسبب في خلق ازدحام واختناق مروري يعيق مصالح المواطنين، ويستنزف وقتهم.
ويطالب وليد فتحي، موظف، المسؤولين بسرعة النظر إلى أهالي شرق النيل، والاهتمام بمطالبهم الخاصة بتوفير ميزانية لإنشاء كوبري جديد، يربط بين الشرق والغرب، حتى لا يستيقظ الجميع على كارثة سقوط أو تهالك أجزاء من الكوبري الحالي.
يقول قناوي حسن، سائق، إن عملية الصيانة التي تمت مؤخرا، للحارة الوسطى من الكوبري، لم تكن كافية، وإنما كان المفروض أن تشمل جانبي الكوبري أيضا، حتى لا تتعرض السيارات للتلف بسبب الحفر والتقاطعات التي انتشرت في كل متر مربع.
ويصف إسماعيل علي، سائق، حالة سيارته، بأن “العفش” الداخلي يتعرض للتلف يوميًا، بسبب الحفر، وإهمال المسؤولين لجوانب الكوبري، لافتًا إلى أن السائق يحمل هم مسافة الكوبري فقط، مهما كانت المسافة التي يقطعها قبله، ولا يخلو يوم واحد من الذهاب إلى “الميكانيكي” بسبب ذلك.
ويقدر ناصر إبراهيم، سائق، الخسارة التي يتعرض لها السائقون بسبب تهالك الطرق بنجع حمادي، على وجه العموم، وجوانب الكوبري على وجه الخصوص، بأنها تستنزف ثلث الدخل اليومي للسيارات، خاصة بعد ارتفاع الأسعار الذي رفع قطع الغيار بنسبة جاوزت حاجز الـ100%.
ويشير مصطفى سعيد، موظف، إلى أن إنشاء كوبري جديد، على نهر النيل، من شأنه خلق رؤية جديدة للمناطق الواقعة على ضفاف النهر، بشرق النيل، وتطوير القرى، ومنع التكدس المروري داخل مدينة نجع حمادي، وهو ما يفتح المجال أمام حركة التجارة، وينعش البيع والشراء.
ويعرب محمود احمد، تاجر، عن أمله في أن تحدث استجابة سريعة من المسؤولين، لمطالب أهالي قري شرق النيل لتخفيف معاناتهم، والبدء الفوري في تنفيذ صيانة عاجلة لجانبي الكوبري، ووضع تصور جديد، للدخول والخروج، خاصة مع اقتراب انتهاء المرحلة الثانية من الكوبري العلوي الجديد.
ويرجع مصدر هندسي متخصص في النقل والكباري ظهور أعراض الشيخوخة على الكوبري بشكل لافت، إلى تضاعف الحمولة الناجمة عن عبور السيارات، لاسيما عندما تفرمل بالقرب من المطبان، فإنها تضغط بشدة على الحوامل التي يُطلق عليها في علوم هندسة النقل “البغلة”، والتي تتكون من خرسانة أسمنتية مكتسية بطبقة من “البش”، مما يؤدى إلى تشققها، وهو ما يؤثر على سلامة الكوبري.
ويطالب المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، الجهات المعنية بتكثيف أعمال الصيانة للكوبري، ومتابعته فنيًا بشكل دوري، محملًا إدارة مرور المدينة والإدارة الهندسية بمجلس المدينة المسؤولية في حال حدوث خطر ما في المستقبل.
ويقول المهندس نبيل محمود، رئيس الإدارة المركزية للمنطقة الثامنة للطرق والكباري والنقل البري بقنا، إن الكوبري سليم وآمن، لافتًا إلى أنه تم منع شاحنات النقل الثقيل من المرور فوق الكوبري، وهو الأمر الذي بذلت الهيئة جهد كبير من أجل تحقيقه، وإيجاد طرق بديلة لهذه المركبات.
ويوضح المهندس مصطفى حسني، مسؤول كباري السكة الحديد بنجع حمادي، إن كوبري الشرق الذي يعمل يدويًا خارج نطاق العمل منذ عام 1990، نظرًا لانتهاء عمره الافتراضي لكنه ما زال يعمل حتى الآن، مؤكدًا أنه لا نية لدى المسؤولين لتطوير الكوبري أو عمل كوبري معلق آخر في الوقت الراهن.
ومن جانبه قال المهندس فاروق دياب، المدير التنفيذي بالمقاولين العرب بنجع حمادي، إن كوبري شرق النيل القديم، متهالك بشكل كبير، لافتًا إلى أن فكرة رصف جانبي الكوبري يدويا، لن تجدي نفعًا، ولن تخرج بالصورة المطلوبة.
Comments