محلل فلسطيني عن تصريحات ترامب بـ «حل الدولة الواحدة»: التفاف على الشرعية الدولية

اعتبر الدكتور أسامة شعث، مستشار العلاقات الدولية الفلسطينية والمحلل السياسى، تصريح الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، خلال لقائه برئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي، عن إمكانية حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مبدأ الدولة الواحدة، يعنى تهربًا من المسئولية الدولية التاريخية للولايات المتحدة الأمريكية .

وأوضح في تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد"، أن تصريحاته تهربًا وتنصلًا واضحًا من الحل والارادة الدولية، التي تقوم على فكرة حل الدولتين وليس الدولة الواحدة، وهو ما لم تلتزم بتطبيقه حتى الأن.   

وطالب شعث، بأن يتم الضغط على الولايات المتحدة لتحديد موقفها الواضح من الحل النهائي للصراع، وما إذا كانت أمريكا لديها استعداد للاستمرار في موقفها الداعي والداعم تاريخيا لحل الدولتين، أم أنها ستتراجع عن موقفها وفكرتها بقيام دولة فلسطينية ضمن فكرة حل الدولتين إلى جانب بعضهم البعض.

وأبدى استغرابه من طرح فكرة حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي على مبدأ الدولة الواحدة من قبل ترامب، مشيرًا إلى أن ذلك ما طالب به الفلسطينين منذ بداية الصراع، وقبولهم لفكرة التعايش على أرضهم منذ عام 1968.

وتابع شعث، إلا أن المجتمع الدولي وعلى رأسه بريطانيا وأمريكا والقوى العظمي، جميعها أقرت بحل الدولتين وذلك منذ عام 1947، ثم أعيد التأكيد على حل الدولتين في كافة المراحل اللاحقة، سواء في مفاوضات كامب ديفيد أو مفاضات مدريد وأوسلو وما تلا ذلك حتى اللحظة، وهو ما يعنى  أن هناك محاولة للالتفاف على الشرعية الدولية.

وذكر أن حل الدولة الواحدة يقضي بضرورة تحقيق المساواة في المواطنة لدي جميع سكان فلسطين التاريخية، بغض النظر عن اسم هذه الدولة، موضحًا أن الحكومة الاحتلال الاسرائيلية تواصل السعي لفرض حل الدولة الواحدة على الأرض بشكل خطير عبر العديد من السلوكيات التي تؤكد على عنصريتها وتمييزها العرقي تجاه الفلسطينين.

وتساءل شعث، هل تستطيع الولايات المتحددة فرض الحل بالدولة الواحدة شريطة تحقيق المواطنة الكاملة لكل سكان فلسطين عربًا أو اسرائيلين، متابعًا أن هذا غير ممكن لأن حكومة الاحتلال تمارس التطهير العرقي داخل حدود سيادتها ضد الفلسطينين العرب، وبالتالي فمن المستحيل أن تقبل التعايش مع سكان الارض المحتلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة وغزة.