المحتوى الرئيسى

دراسة : "ضربات الرأس" قد تسبب أضرارا جسيمة للدماغ

02/16 14:33

توصلت دراسة حديثة إلى وجود مؤشرات على أضرار بالمخ قد تتسبب في إصابة لاعبي كرة القدم السابقين بالخرف ما أثار مخاوف بشأن مخاطر تأثير لعب الكرة بالرأس وكذلك الاصطدام بلاعبين آخرين في الملعب. والدراسة المحدودة هي الأولى من نوعها وشملت تشريح جثامين ستة أشخاص توفوا وهم يعانون من الخرف بعد مسيرة طويلة في ملاعب كرة القدم. وكان جميعهم ماهرين في لعب الكرة بالرأس.

وتلمح الدراسة إلى أن بعض لاعبي كرة القدم المحترفين ربما يواجهون خطر الإصابة بنفس مشكلات الإدراك المزمنة التي عانى منها ملاكمون وبعض لاعبي كرة القدم الأمريكية. ولكن خبراء قالوا إن هناك حاجة لمزيد من الفحوصات لإيجاد صلة بين لعب الكرة بالرأس والإصابة بالخرف وأضافوا أن مخاطر الإصابة بهذا المرض على الأرجح متدنية ويقتصر على حالات فردية.

إرسال فيسبوكƒ تويتر جوجل + Whatsapp Tumblr Digg Newsvine stumble linkedin

وقال هيو موريس من معهد يو.سي.ال لطب الجهاز العصبي وأحد القائمين على الدراسة "أثبتنا أن نفس التلف الذي يصيب الملاكمين السابقين قد يتعرض له بعض لاعبي كرة القدم السابقين الذين يعانون من الخرف.. ولكنني أود التأكيد على أن (العينة) عدد قليل جدا من اللاعبين".

وأضاف "في المتوسط استمرت مسيرة هؤلاء اللاعبين 26 عاما.. وهو ما يعني آلاف الساعات من اللعب.. آلاف الساعات من التدريب ولعب الكرة بالرأس آلاف المرات... أعتقد أن المخاطر الناجمة عن لعب كرة القدم لغير المحترفين متدنية للغاية". وتابعت الدراسة - التي نشرت في دورية اكتا نيوروباثولوجي - حالة 14 لاعبا سابقا يعانون من الخرف وحصلت على إذن من أقارب ستة منهم لتشريح جثثهم بعد وفاتهم.

ووجد العلماء دليلا على إصابة أربعة من المتوفين الستة باضطراب مزمن لوظائف الدماغ نتيجة الصدمات وهو مسبب محتمل للخرف. كما عثر العلماء على مؤشرات على إصابة الستة بمرض ألزهايمر. وهذا الاضطراب الدماغي شائع بين الملاكمين السابقين وتم ربطه بفقدان الذاكرة التدريجي والإعاقة السلوكية والحركية.

كان لاعب كرة القدم الأمريكية مايك ويبستر يلقب بـ"مايك الحديدي". حاز أربع مرات مع فريقه على لقب السوبر بول، وهي البطولة الوطنية لكرة القدم الأمريكية. لكن مايك تعرض لعدة إصابات دماغية رضية بسبب ممارسته لهذه الرياضة العنيفة وتوفي مبكراً في سنة 2002 وهو في الخمسين من عمره. اكتشف الأطباء بعد تشريح جثته وجود ارتجاجات في الدماغ، ولذلك يعد مايك أول لاعب يصاب بأمراض الدماغ الناتجة عن الرياضة.

الطبيب الشرعي بينيت أومالو (وسط الصورة) هو أول طبيب يختص بعلاج وتشخيص أضرار الدماغ المزمنة الناتجة عن ممارسة الرياضة. تعرض أومالو للكثير من الضغوطات والتهديدات للتوقف عن البحث عن أسباب هذه الأمراض، لكنه أستمر في عمله ما جعله نجماً عالمياً، وهو ما حفز المخرج بيتر لانديسمان (يمين) لعمل فيلم يروي قصة حياته من بطولة ويل سميث (يسار). الفيلم يحمل عنوان "كونكشن" (وتعني ارتجاج الدماغ).

الصدمات التي تصيب الرأس تسبب تغيرات سلوكية وإدراكية للشخص، ويسمى هذا المرض "سي تي إي" أو "خرف ارتجاج الدماغ". ويحدث لدى الملاكمين مثلاً فقدان القدرة على الكلام والكآبة والخرف. وتسبب الصدمات المتكررة أضراراً في الخلايا العصبية بالدماغ وإطلاق البروتينات التي تتجمع في الجسم، مسببة التغيرات السلوكية وزيادة الميل إلى العنف وارتفاع الرغبة في الانتحار.

انتحر الكثير من لاعبي الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية بين عامي 2008 و2015، مثل تيري لونغ وتوم ماكهيل ويوفان بيلشر وأدريان روبنسن وديف ديورسون (في الصورة)، الذي انتحر في سنة 2011 وتبرع بدماغه للطب. وبعد الكشف على الدماغ وجد الأطباء إشارات على وجود مرض خرف ارتجاج الدماغ.

حتى في عالم الكرة القدم يعاني بعض اللاعبين من إصابات الدماغ، إذ تعرض لاعب المنتخب الألماني لكرة القدم كريستوف كريمر في المباراة النهائية لمونديال 2014 لصدمة في الدماغ، لكنه استمر في اللعب لدقائق بعد ذلك، ما كاد يعرضه لخطر الإصابة بـ"الصدمة الثانية"، التي قد تؤدي إلى خرف ارتجاج الدماغ. المشكلة التي يعاني منها الرياضيون والأطباء هي افتقار العلم لعملية تشخيص معتمدة طبياً للتعرف على المرض.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل