المحتوى الرئيسى

جولة إردوغان الخليجية – استثناء الإمارات يزيد التوتر ويقسم الخليج

02/15 21:18

شكل استثناء دولة الإمارات العربية من الجولة الخليجية التي يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حاليا العنوان الأبرز لهذه الجولة. العلاقات التركية الإماراتية تشهد توترا منذ الإطاحة بحكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، بعد انقلاب عسكري اعتُبرت الإمارات من أبرز الداعمين له. لكن الاتصالات الأخيرة التي جرت بين أبو ظبي وأنقرة وعقد الاجتماع الوزاري للجنة الاقتصادية المشتركة التاسعة بين  البلدين برئاسة وزير الاقتصاد الإماراتي ونائب رئيس الوزراء التركي أوحت بان العلاقات الثنائية في طريقها إلى التحسن، خاصة أن نهاية العام الماضي شهدت زيارات مبتادلة بين وزيري الخارجية التركي والإماراتي. فهل مازال الخلاف حول جماعة الإخوان قويا لهذه الدرجة؟ وهل يمكن لأنقرة بناء علاقات قوية مع الخليج حتى مع استثناء الإمارات؟

الرئيس التركي بدأ جولته الخليجية يوم الأحد من البحرين حيث التقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وكبار المسؤولين البحرينيين. وفي السعودية التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وشخصيات سعودية رفيعة. ويختتم الرئيس التركي جولته الخليجية بزيارة قطر، التي يوجد فيها حاليا وهناك اجتمع بالأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد.

الموقف من جماعة الإخوان المسلمين والإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي أبرز نقاط الخلاف بين الاتراك والإماراتيين

وبحسب مراقبين فإن إردوغان اختار زيارة البلدان الخليجية التي تجمعه بها علاقات جيدة فقط. مستثنيا الإمارات وسلطنة عمان والكويت. ويربط الكاتب والمحلل السياسي عبد الباري عطوان بين عدم زيارة إردوغان لكل من الكويت وعمان والزيارة التي يجريها الرئيس الإيراني حسن روحاني لهذين البلدين. يقول في هذا الإطار في تصريحات لـ DWعربية: "إردوغان تحدث بلهجة عدائية عن إيران من البحرين في الوقت الذي يزور فيه روحاني دولتين خليجيتين هما الكويت وعمان تربطهما بإيران علاقات جيدة لأسباب مختلفة. هذا يظهر بشكل أوضح تزايد التنافس التركي الإيراني في المنطقة". وحسب عطوان فإن تركيا تسعى حاليا لتزعم المحور السني الذي ينوي الرئيس الأمريكي ترامب دععه مستقبلا، وتسعى تركيا من أجل ذلك إلى تعويض  مكان مصر التي كانت تتزعمه قبل وصول السيسي إلى السلطة.

أما فيما يتعلق بالإمارات التي كان استثناؤها الخبر الأبرز في الجولة الخليجية فيقول عطوان إن الخلاف الأساسي حول الإخوان مازال مهيمنا على العلاقات بين البلدين. ويضيف في هذا السياق: "جماعة الإخوان المسلمين موضوع مقدس بالنسبة لأنقرة وخصوصا إردوغان لدرجة أنه يقيم علاقاته مع دول المنطقة حسب موقفها من الجماعة فالأخيرة تدعم التوجهات التركية في المنطقة".

نقطة أخرى ساهمت في تأزم العلاقات بين البلدين بحسب عطوان وهي دعم تركيا لعدد من المعارضين الإماراتيين والمقربين أيضا من جماعة الإخوان المسلمين، فقد كان يتردد هؤلاء على أنقرة وهذا أثار استياء الإماراتيين. يضاف إلى ذلك أن الأزمة السورية ليست موضوع توافق بين البلدين كما هو الحال بين تركيا وكل من قطر والسعودية، فالموقف الإماراتي من الأزمة أقرب إلى الحياد منه إلى موقف الأتراك بحسب المحلل السياسي.

وقد زاد الموقف الإماراتي من محاولة الانقلاب الفاشلة التي عرفتها تركيا الأمور سوءا، كما يقول نمر سليمان، رئيس الملتقى الخليجي للدراسات والتحليل السياسي في مقابلة مع DWعربية: "الإمارات لم تخف تعاطفها مع الانقلاب الفاشل لكنها سرعان ما حاولت فيما بعد تدراك موقفها وفي هذا الإطار جاءت الزيارات المتبادلة نهاية العام الماضي وعقد الاجتماع الوزاري للجنة الاقتصادية المشتركة التاسعة بين  البلدين".

الانفراج في العلاقات بين البلدين ساهم فيه أيضا ،حسب عطوان، الانفتاح الذي عرفته السياسة التركية عندما بدأ الاتراك يتحدثون عن انفتاح تجاه النظامين المصري والسوري، خاصة تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي  يلدريم بخصوص سياسة صفر مشاكل التي تنوي بلاده اتخاذها، "كل هذه الإشارات كانت توحي بإمكانية استئناف العلاقات مع الإمارات، لكن شيئا ما حدث في الكواليس وأزم العلاقات من جديد لنرى أن إردوغان استثنى الإمارات من جولته". ويضيف أنه من الصعب تخمين ما حدث بالضبط، "هل تزايد الدعم التركي لجماعة الإخوان أم تصاعد العداء التركي مع مصر، أم هناك خلافات أخرى؟".

وحسب ما صرحت به مصادر دبلوماسية خليجية لصحيفة "رأي اليوم" فإن الجولة التي يقوم بها الرئيس التركي، أحدثت انقساما في الصف الخليجي. أما في الإمارات تحديدا فقد كان هناك استياء من هذه الزيارة عبرر عنه بعض المغردين على تويتر، منهم الإعلامي الإماراتي المقرب من السلطة حمد المزروعي الذي قال في إحدى تغريداته: “استثناء أردوغان الامارات وسلطنة عمان من جولته لأنه يعلم كل العلم أن سياستهما لا تتفق مع حزب العدالة والتنمية”، وقال في تغريدة أخرى  إن “زيارة أردوغان وجولته الخليجية في هذا الوقت بالذات، لن تكون لها نتائج للدول الخليجية بسبب مزاجية أردوغان وعدم وضوح سياساته المتناقضة”، على حد تعبيره.

العلاقات السعودية التركية شهدت تحسنا كبيرا منذ تولي العاهل السعودي الملك سلمان الحكم.

وبالإضافة إلى علاقاتها المتميزة مع البحرين، تربط أنقرة بقطر علاقات قوية منذ سنوات. ويوجد في قطر قاعدة عسكرية تركية. وإضافة الى دعمهما للقوات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد فان البلدين يتفقان أيضا في دعم جماعة الإخوان المسلمين.

كشفت "وثائق بنما" عن تورط العديد من الزعماء في التهرب الضريبي، بينهم العاهل السعودي ورئيس الإمارات وأمير قطر السابق. ولكن لماذا يهرّب هؤلاء أموالهم من بلدانهم التي لاتعمل بأنظمة الجباية الضريبية؟ فهل هناك من دوافع أخرى؟ (04.04.2016)

أعلنت الإمارات انتهاء عملياتها العسكرية في اليمن في خطوة، قد تبدو أحادية وقد تهدد "التحالف العربي"، غير أن سليمان نمر الخبير في شؤون الخليج يرى أن القرار الإماراتي لا يمكن أن تتم دون علم السعوديين وتنسيق مع الأمريكيين. (16.06.2016)

أما العلاقات مع السعودية فقد شهدت تحسنا كبيرا منذ اعتلاء العاهل السعودي الملك سلمان العرش في العام 2015 بعد التوتر الذي عرفته إثر عزل الرئيس المصري الإسلامي محمد مرسي، حليف تركيا.

 لكن العلاقات مع الإمارات بقيت متوترة رغم أن البلدين يجمعان على خطر توسع النفوذ الإيراني في المنطقة، وفي هذا السياق يقول عبد الباري عطوان: "رأينا كيف أن موضوع جماعة الإخوان المسلمين يؤثر حتى على العلاقات القطرية الإماراتية وأحدث انقساما خليجيا.

نرشح لك

أهم أخبار الصفحات الأولى

Comments

عاجل