المحتوى الرئيسى

بالصور| السكة الحديد في شمال سيناء «قضبان بلا قطارات»

02/15 19:34

"أهالي سيناء فرحوا لما قالوا هيعملوا سكة حديد من القنطرة لغاية العريش، لكن بعد ما عملوها سابوا السكة تتنهب من اللصوص، ورجعوا من تاني عملوها بس المرة تانية سابوها من غير قطر".

بهذه العبارات لخص المواطن السيناوي "مسعد سمري"، أحد أبناء قبيلة الملاعبة" بشمال سيناء، أحوال خطة السكة الحديد الذي كان يفترض أن يمتد من الإسماعيلية عبر قناة السويس ليربط بين مدينة القنطرة شرق ومدينة العريش عاصمة شمال سيناء.

في عام 1997 أعلن رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري عن بدء حكومته في إنشاء المرحلة الأولى من خط "الإسماعيلية – العريش – رفح، كأول خط سكك حديدية يصل وادي النيل بسيناء ضمن المشروع القومي لتنمية سيناء.

وفي عام 1999 افتتح الرئيس الأسبق مبارك رسميًا المرحلة الأولى من خط القطار بين القنطرة شرق وبئر العبد بطول 35 كيلومترًا، بتكلفة 320 مليون جنيه وذلك بعد عامين من التوقف الفعلي للرحلات.

وأعلن الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الأسبق خلال الافتتاح عن بدء العمل في المرحلة الثانية بتكلفة 800 مليون جنيه من بئر العبد حتى رفح، وتم تسيير ثلاث رحلات قصيرة بين محطات (القنطرة شرق- جلبانة- بالوظة – رمانة- نجيلة وبئر العبد).

المهندس عبد الحميد سليم، عضو مجلس محلي محافظة شمال سيناء سابقا، قال لـ "مصر العربية": "بعد إنشاء خط السكة الحديد بداية من القنطرة شرق حتى بئر العبد توقفت حركة سير القطارات عليه لنحو 3 سنوات، وفى عام 2005، بدأت عصابات مجهولة فى نزع قضبان المرحلة الأولى من خط السكك الحديدية بنسبة تصل لنحو 70 %".

وأضاف: "رغم تحذيراتنا في مجلس محلي المحافظة، وتقديم عدة طلبات من أعضاء المجلس آنذاك لحماية قضبان خط السكة الحديد من النهب والسرقة، إلا أن طلباتنا كانت نهايتها الأدراج، واستمر اللصوص في سرقة القضبان وتقطيعها في عز النهار وسيارات الشرطة تمر على الطريق وكان القوات لا ترى شيئا حتى تم نهبها دون أن يحرك مسئولا ساكنا.

وفي فبراير من عام 2012 أعلن وزير النقل السابق جلال سعيد عن نهب 70 بالمائة من قضبان ومنشآت خط السكك الحديدية القنطرة شرق بئر العبد، ويكشف عن سعى الوزارة لتخصيص 200 مليون جنيه لتعويض التلفيات وإعادة تشغيل الخط.

وبالرغم من إعادة تجديد خط السكة الحديد إلا أن المحطات بقيت عرضة للنهب والسلب، ولم تسلم بنيتها الأساسية من رخام ومقاعد ونوافذ وأبواب من السرقة، وبدت مهجورة تمام ينعق فيها البوم، فيما حول بعض غرفها، رعاة الأغنام إلى مستودعات لتخزين الأعلاف، دون اهتمام المسئولين بزيارتها أو حمايتها .

سليمان حماد، رئيس قرية إقطية بمركز بئر العبد قال لـ "مصر العربية": "أن خط السكك الحديدية (إسماعيلية – رفح) يفترض انه كان سيربط مناطق شمال سيناء ومراكزها بالوادي عبر إسماعيلية وبورسعيد، وكان سيمثل طوق نجاه للحياة فى سيناء خاصة مع الوعود بإنشاء مناطق صناعية والتوسع فى الصناعات التحويلية للمواد الخام التي تزخر بها مناطق التعدين فى منطقة وسط سيناء".

 وقال سلمي العقيلي: "والله كنا هنشتغل لو شغلوا القطر وحركة النقل للناس والبضائع، ولكن للأسف تم إهدار المال العام و تم إنشاء خط السكة الحديد للمرة الثانية ولا السكة اشتغلت ولا سمعنا صوت القطار ولا شفناه".

وأضاف: "أنا سائق وبلا عمل منذ عامين فالظروف الأمنية المتدهورة حاليًا بسيناء أثرت على التعدين وعلى التجارة وصار سائق نقل بضائع مثلى لا يجد ما ينقله.

وأشار العقيلي إلى أن، الكثير من شباب سيناء وشباب الوادي الذين أتوا بحثا عن فرص للعمل في سيناء كانوا سيستفيدون من المشاريع التي وعدت الحكومة ورجال الأعمال بإقامتها مع الانتهاء من ترعة السلام والقطار.

وبعبارة قصيرة وشافية قال الشيخ حسين منصور من قبيلة "السماعنة" بمركز بئر العبد تعليقا على توقف حركة القطارات على خط السكة الحديد بشمال سيناء : " بصراحة مش فاهمين إيه بيحصل، بس صرنا واثقين إنه في يد لا تريد لهذه الأرض أي تنمية أو عمار".

في محطة قطارات مدينة القنطرة شرق يقول " محمد سلمان "، سائق القطار الذي يفترض أن يتحرك من المحطة باتجاه شمال سيناء: إنه "مع بداية المشروع كنا نصل فعلاً لبئر العبد لكن لم يركب القطار أحد، وكنا نسير ونهدر المال العام والوقت، فقررت الإدارة وصول القطار فقط من الإسماعيلية إلى القنطرة شرق، خاصة بعدما سرقت بعض قضبان السكة الحديد".

وأرجع "سلمان" عدم جدوى سير القطارات إلى بعد المحطات عن المناطق السكنية بـنحو 4 أو 5 كم، وبالتالي لا توجد مواصلات تنقل الأهالي للقطار ومن هنا أصبح استخدام السيارات وسيلة أسهل وأرخص.

من جانبه، قال النائب سلامة الرفيعي عضو مجلس النواب "أنا تقدمت بطلب إحاطة وبأسئلة كثيرة حول المشروع الذي توقف في بئر العبد، وكانت الردود: سنكمل المشروع لرفح لكن مطلوب مساهمة القطاع الخاص، ومنذ 2001 حتى الآن أشياء كثيرة تغيرت سرقت قضبان السكة الحديد وتدهورت أحوال القطار ولا أعرف من يتحمل هذه الأموال المهدرة .

وأشار الرقيعي إلى انه بعد تجديد القضبان بمبالغ تراوحت نحو 200 مليون، لابد للحكومة أن تنقذ المشروع وتستكمله إلى العريش ورفح ان كانت جادة في تنمية سيناء وتنفيذ المشروع القومي الذي يفترض انه انتهى خلال العام الحالي 2017".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل