المحتوى الرئيسى

«يد تزرع السنبلة وأخرى تحتج».. ثورات الفلاحين تجوب العالم

02/15 14:41

​يد تزرع وأخرى تحتج على الظلم ..هكذا هو حال المزارعين حول العالم حينما يشعرون بظلم ما أو عدم حصولهم على أبسط حقوقهم فيتركون حياتهم المسالمة وينظمون أنفسهم جماعات للاحتجاج ضد سياسة ما يرونها غير عادلة، وكان آخرها - تظاهر المئات منهم في العاصمة اليونانية "أثينا" اعتراضًا على زيادة الضرائب التي فرضت عليهم، في إطار قرض صندوق النقد الذي حصلت عليه البلاد لإنقاذ اقتصادها المتعثر.

ونظَّم الفلاحون هناك مسيرات من وزارة الزراعة لمبنى البرلماني اليوناني، رافعين شعارات عن تردي حالتهم، وقال بعضهم لوسائل الإعلام: "الأمور تزداد سوءًا مع مرور الوقت، لم نعد نستطيع إعالة أسرنا لأن الأسعار والضرائب وقيمة الإنتاج وضريبة القيمة المضافة كل شيء أخذ في الصعود".

وأضافوا "النقطة الرئيسية في القضية هي المحتكرون الكبار والأرباح الضخمة التي يحققونها، إنهم يقضون على صغار المزارعين، نريد من الحكومة اتخاذ إجراءات جديدة لأننا لم نعد نستطيع الاستمرار"، وتعتبر هذه الاحتجاجات هي الأحدث في إطار سلسلة مظاهرات نظمها المزارعون اليونانيون في الفترة الماضية شملت إغلاق طرق سريعة ومعابر حدودية.

هذا وتظاهر المزارعون في جميع أنحاء فرنسا احتجاجًا على تدني أسعار منتجاتهم وارتفاع الأعباء الضريبية، واستخدم المزارعون الجرارات لقطع الطرق ومحاصرة مقار المحافظات والمواقع الصناعية في عدة مدن, و وقعت اشتباكات في منطقة نورماندي (شمال) مع قوات الأمن التي ردت باستخدام الغاز المسيل للدموع.

وأعرب المزارعون عن استيائهم من ضعف أسعار منتجاتهم ومن ارتفاع الاستقطاعات الاجتماعية, مشيرين أيضًا إلى ارتفاع حالات الانتحار بين المزارعين المتعثرين, مؤكدين عزمهم مواصلة الحركة الاحتجاجية حتى يتم الاستجابة لمطالبهم.

وفي عكار اللبنانية، نفَّذ مالكو ومزارعو بساتين الحمضيات والزراعات الأخرى اعتصامًا تحذيريًا، مؤخرًا قطعوا خلاله طريق عكار - طرابلس عند نقطة جسر نهر البارد، ورموا محاصيلهم في الأرض، احتجاجًا على كساد المواسم والمضاربة ودخول منتجات مستوردة أو مهربة من الخارج، وما ألحقته العواصف من أضرار وعدم مبالاة المسؤولين.

وعمد هؤلاء إلى قطع الطريق الدولية بين عكار وطرابلس لبعض الوقت، ما أدى إلى زحمة سير خانقة، حيث أجريت اتصالات على أكثر من صعيد لفتح الطريق، و أكد المعتصمون أن هذا التحرك هو الأول، وستعقبه تحركات أخرى قد تُوصل مطالبهم إلى مسامع المسؤولين هذه المرة بشكل أفعل.

وفي كولومبيا - أمر الرئيس خوان مانويل دوس سانتوس الجيش بالنزول إلى شوارع العاصمة بوجوتا، وذلك بعد أن تسببت احتجاجات في انتشار الفوضى، مما أسفر عن مقتل شخصين.

ولفتت هيئة الإذاهة البريطانية "بي بي سي" إلى أن "دوس سانتوس" اتخذ قراره هذا عقب أسبوعين تقريبًا من المظاهرات والاعتصامات والصدامات مع رجال الشرطة التي انطلقت في الأرياف وانتشرت إلى كبريات المدن الكولومبية.

واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين في "بوجوتا"، كما فرضت السلطات حظراً للتجول في ثلاثة من أكثر أحياء العاصمة اكتظاظاً بالسكان.

وكانت المظاهرات انطلقت أصلاً على شكل إضراب أعلنه المزارعون احتجاجًا على الصعوبات التي يواجهها القطاع الزراعي الكولومبي.

ويطالب المزارعون، الذين يحظون بتأييد القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) الحكومة بتوفير الدعم لمحاصيلهم وبخفض أسعار الأسمدة والبذور والمبيدات.

كما يطالب المحتجون الحكومة بمساعدة المزارعين الفقراء ودعم عمال المناجم والارتقاء بالخدمات الصحية وتوفير مياه الشرب للمناطق الريفية.

وفي فبراير الماضي احتج المزارعون بمناطق "أوروميا" الإثيوبية احتجاجا على خطة لتوسعة العاصمة "أديس أبابا" وتهجيرهم من أراضيهم، وقال عدد من المحتجين: إن "مظاهراتهم هي قومية بالأساس للحفاظ على أرض (أوروميا)، كما أن الخطة تخالف دستور عام 1995، التي تنص على حقوق ملكية الأراضي في المناطق الريفية والحضرية، وكذلك جميع الموارد الطبيعية، فشعوب إثيوبيا لها الحق في الأرض وهي ملكية مشتركة من الأمم والقوميات والشعوب من إثيوبيا، ويجب ألَّا تكون عرضة للبيع أو غيرها من وسائل التصرف".

وفي سبتمبر 2015، تدفق الآلاف من المزارعين الأوروبيين على العاصمة البلجيكية "بروكسل" للإعراب عن غضبهم تجاه المشاكل الاقتصادية في قطاع الزراعة، حيث قاموا بعرقلة المرور، وذكرت وكالة الأنباء البلجيكية (بيلجا) أن حركة المرور توقفت لمسافة نحو 200 كيلومتر على الطرق، بينما كانت مئات الجرارات تتجه إلى بروكسل، وشارك ألف جرار و 4000 مزارع في مظاهرات خارج المبنى الذي شهد إجراء مباحثات أزمة بين وزراء زراعة دول الاتحاد الأوروبي.

وقال ألبرت جان مات -رئيس منظمة (كوبا) للمزارعين الأوروبيين - وقتها "رسالتنا هي أننا نستطيع فعل الكثير، و لكن لا نستطيع ذلك بمفردنا، في هذه الأزمة الطاحنة نحتاج للدعم"، بينما أعلن مانسيل رايموند - ممثل المزارعين المعنيين بمنتجات الألبان، "لم ندفع فواتير منذ الصيف، والكثير من منتجات الألبان لن تستمر حتى الشتاء مالم يتم دفع أموال حالا".

وفي يناير 2014 عمت غالبية المدن التونسية، موجة من الاحتجاجات الشعبية التي أطلقها المزارعون، رفضًا لضريبة جديدة على السيارات أقرت في وقت سابق في قانون المالية للعام 2014، وشملت أيضًا احتجاج الأطباء على قانون جديد، وأيضًا قطعًا للطرقات من قبل مطالبين بتحسين الأوضاع الاجتماعية.

وقبل إحياء الذكرى الثالثة للثورة التي أطاحت الرئيس السابق زين العابدين بن علي، بأسبوع، ومثلما بدأت، انطلقت الاحتجاجات في محافظتي سيدي بوزيد والقصرين، حيث خرج المئات من الأهالي إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لهذه الضريبة التي وصفت بالمجحفة.

وفي مايو من نفس العام تجمع عدد من مزارعي مدينة "مريوان" الإيرانية أمام مبنى المحافظة، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية، وفي قضاء منطقة "ديواندرة" بمحافظة كردستان تجمع المئات من المزارعين والقرويين أمام مبنى قائممقامية النظام الإيراني بالمدينة احتجاجًا على عدم وجود الماء الزراعي.

Comments

عاجل