المحتوى الرئيسى

أسباب يجب تجنبها حتى لا تصل إلى المأذون مرة أخرى

02/15 14:28

أطلال وبقايا أسرة نحاول الحفاظ عليها، فبعد أن كانت الأسرة المصرية هي العامل الأساسي في بناء جيل كامل.. واعٍ.. صحيح نفسيًا وجسديًا، باتت الآن مفككة جزئيا وكليا، إلى أن أصبحت مصر هي الأولى عالميا في حالات الطلاق، فكل 4 دقائق يسقط زوجان من الحياة الأسرية.

فهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث انفصال بين الزوجين، فالزواج السريع ونقص الوعي والاعتداءات الجسدية والعلاقات المتحررة، تعد من الأفخاخ التي يقعون فيها، إلى أن يصلوا إلى نقطة لا رجوع فيها.. وهي الذهاب للمأذون للمرة الثانية للطلاق.

"نحن نعيش في عصر الانترنت".. جملة تنطبق على الواقع الذي نعيشه بالفعل، فالآباء يريدون زواج ابنتهن للاطمئنان عليها، والفتاة التي تفتقد الحنان والحب داخل أسرتها بسبب عوامل كثيرة، بالإضافة إلى الخوف من هاجس العنوسة، مضطرة للزواج بأقرب "عريس" يتقدم لها، دون التأني في التفكير ومعرفة ما إذا كان صفاته تتطابق مع صفاتها، من المستوى الاجتماعي والأخلاقي والفكري والثقافي وغيرها من المطابقات التي يجب إعادة التفكير فيها مرارا وتكرارا.

فتجد نفسها في دائرة مغلقة مع الطرف الآخر، لا تشعر به إلا أنه غريب عنها، لا يشعر بها ولا يفكر بنفس تفكيرها، لتصل إلى النهاية المحتمة، والتي غالبا تكون في سنة أولى زواج. 

سنة أولى زواج، هي السنة التي لابد أن يعتاد كلا من الزوجين على بعضهما البعض من الصفات والعادات، لكن هناك بعض الأزواج اللذين لا يمكنهما تفهم أنهما مختلفان، وهم طرفا علاقة يجب أن يجدا نقاط الاتفاق ويقوّها وليسا طرفي نهر لا يتقابلا فينفران من بعض.

فتعجز الزوجة عن تفهم أنها حياة جديدة مختلفة نسبيا عن حياتها في منزل أهلها، ويعجز الزوج عن تفهم أنها فتاة صغيرة وليس لديها خبرة في مسايرة الحياة، وأيضاً لديها عادات تختلف عنه.

العديد من السيدات نسوا أن دورهن الأساسي هو متابعة زوجها وبناء أسرة سعيدة تتكون من أب وأم وأولاد، في بيئة مستقرة ودودة، وأصبح كل أمانيهم في الحياة "الكارير" الوظيفي، وتقدمهم في العمل، وأهملوا حياتهم الزوجية.

السيدة التي نسيت دورها الأساسي، أهملت شأن زوجها الذي أتهما بالتقاعس عن أداء واجبها، ناهيك عن إهمالها تعليم أولادها وتربيتهم، مما يخلق لدينا جيلا فاشلا مرهقا نفسياً ومحروما من الحنان والرعاية، وتبدأ من هنا مشاحناتهما اليومية التي تتضمن.. "هي: أنا اللي بصرف على البيت"، "هو:محدش قالك تشتغلي، انتي مهملة"، وتنتهي...أنتي طالق.

"جوزك على ما تعوديه".. عادات نشأنا عليها على الرغم من خطئها، فكل شخص لديه شخصية وتفكير، فلا يمكننا السيطرة على تفكير شريك الحياة، فعندما يفكر أحد الزوجين في فرض قيود معينة على الطرف الآخر ووضع شروطه، تتوتر العلاقة مما يوصلها إلى حائط مسدود.

ارتفاع نسبة العنوسة والاختيار الخاطئ

"انتي متخطبتيش ليه لحد دلوقتي"، كلمة أرهقت الفتايات اللآتي لم تتزوجن إلى سن معين، يعتقده المجتمع أنه سن العنوسة، فأياً كان عمر الفتاة فهي في نظرهم "عانس".

تلك الظاهرة التي أثرت على بنات مجتمعنا، إلى حد أنهن بدأوا يقبلون بأي زوج لمجرد أن ينتهي لديهم كابوس العنوسة الذي يلاحقهن في أي مكان يلجأون له.

ديننا الإسلامي جعل لضرب الزوجة ضوابط ومحاذير لا يمكن تخطيها، لكن هناك الكثير من الأزواج الذين لا يراعوا ذلك، فقد ينهالون على زوجاتهم بالضرب والسباب يوميا بداع ودون داع، مما يجعل الحياة بينهما مستحيلة وتكون سبيلها الانهيار.

فـ "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ"، لم تذكر في قاموس هؤلاء الأزواج الذين جعلوا زوجاتهم مجرد جاريات يستخدمهن متى يشاءون فقط.

كان من المفترض أن يكون "بيت العائلة" هو البيت الذي يضخ فيه الأمان للزوجين، ليعرفا أنهم ليسا لوحدهم في بداية حياتهم، وأن الأباء والأمهات هم والدين للزوجين الجدد، ولكن هناك بعض البيوت فهمت هذا بمدلول خاطئ، فتدخلت في حياة الزوجين إلى أن جعلوا حياتهم لا تطاق.

فأصبح "بيت العائلة الكبير" ضمن الأسباب التي تدخل في قائمة أسباب الطلاق، أكدت بعض الدراسات الاجتماعية أنه نحو 7 % من الزوجات المطلقات، تم تطليقهن بسبب أهل الزوج، الذين كانت لهم اليد العليا في فرض الانفصال، بينما أكدت الدراسات ذاتها أن ما يقارب من 6 % من أهل الزوجة، كانوا سببا في الانفصال بين الزوجين.

عانى الكثير من الأزواج وخاصةَ المبتدئين منهم، من غلاء الأسعار والسلع اليومية، مما جعلهم يتكبدون الكثير من الأعباء، لا سيما مطالب الحياة التي لا تنتهي، مما يجعلها تمر بحالة من الملل بين الزوجين الذين عليهم أن يعولوا أولادهم دون كلل.

فزيادة الأسعار جعلت الزوجين في حالة مشاجرات دائمة على المادة والنفقات، "فأطبخي يا جارية..كلف يا سيدي"، أرهقتهم كثيرا، وجعلت الحياة روتينية لتصل في نهاية المطاف إلى الطلاق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل