المحتوى الرئيسى

من هي "إنهيدوانا" الملقبة بـ"شكسبير الأدب السومري"؟

02/15 14:14

تُوجت العراق منذ الألف الثالث قبل الميلاد بأقدم كاتبة وشاعرة في التاريخ وتحديدا في مدينة أور في الفترة 2279- 2334 ق م، كتب عنها الكثير وترجمت أشعارها إلى الإنجليزية والألمانية، صاحبة التراتيل الخالدة، هي الكاتبة والشاعرة "أنهيدوانا" ابنة الملك سرجون الأكدي العظيم، أو كما وصفت بـ"شكسبير الأدب السومري". 

يرجع اسم "أنهيدوانا" أو "إنخيدوانا" الى خمسة مقاطع سومرية هي: إن، هي، دو، أن، نا. وتعني "إن" الكاهنة العظمى، أما "هيدو" فتعني "زينة"، بينما "أنـّا" هي النسبة إلى السماء أو إله السماء "القمر" أي " زينة الكاهنة الأعلى لإله السماء" وهي أقدم شخصية معروفة تحمل هذا اللقب، وهو منصب ذو امتياز سياسي مهم كانت تحمله عادة بنات الملوك، فهي أميرة أكدية ابنة الملك سرجون الأكدي، وأمها الملكة والكاهنة عالية المقام "تاشلولتوم" من كاهنات إله القمر" نانا".

تم التعرف على إنهيدوانا من خلال الأدلة الأثرية والنصية التي تم اكتشافها في المقبرة الملكية في مدينة "أور" فقد تم العثور على خاتمين يحملان اسمها ويرجعان إلى العصر السرجوني، كما اكتشف قرص من المرمر يحمل اسمها وصورة لها في موقع "جيبار" في مدينة أور أيضا، وهو مكان إقامتها الرئيسي.

كما حفظت العديد من نسخ عم أعمال إنخيدوانا تعود لمئات السنوات بعد وفاتها في "نيبور" و"أور" جنبًا إلى جنب مع مخطوطات ملكية مما يشير بوضوح إلى أهميتها الكبيرة التي من الممكن أنها تساوي أهمية مخطوطات الملوك.

لعبت إنهيدوانا دورا سياسيا بارز في زمن حكم والدها الملك سرجون الأكدي الذي عينها في منصب الكاهنة الأعلى وهو منصبا سياسيا كبيرا، ثم استمرت في منصبها أيضا خلال عهد حكم أخيها "ريموش"، الذي شهدت بعض المناطق السومرية تمردا على حكمه، وقد تورطت في بعض الاضطرابات السياسية، فطردت من مكانتها، لكنها عادت إليها خلال حكم ابن أخيها "نرام سين"، وكان لها دور في إقناع الجنوب السومري بإعادة حكم الأكاديين مرة أخرى.

وصفها الناقد والمترجم والمولع بأدبها الدكتور وليم هالو بـ"شكسبير الأدب السومري" فقد ألفت 42 ترنيمة وجهت إلى المعابد الموجودة في بلاد سومر وأكاد ومنها معبد إريدو وسيبار وإشنونة، وقد أعيد إنشاء النصوص من 37 لوحا أثريا ذكر أشعارها في مدينتي أور ونيبور، معظم هذه الألواح الأثرية تعود إلى زمن سلالة أور الثالثة والفترات البابلية القديمة.

تعرف هذه المجموعة عمومًا بِـ"تراتيل المعبد السومرية"، يغلب شعرها الذي يجمع بين التراتيل والقصيدة الشعبية طابع الصراع والمعاناة والنشوة والمدح والهجاء بسبب إقصائها عن مركزها السياسي/الديني بعد وفاة والدها، كما يعكس صورة المرأة ومشاعرها وشخصيتها الحقيقية في تلك الحقبة الزمنية،

أهم أعمالها الشهيرة تتضمن "تمجيد إنانا" أو "نِن مي سار را"، وهي مؤلفة من 153 سطرا تكريس شخصي للإلهة إنانا مع تفاصيل لترحيل إنخيدوانا من أور، قام هالو وفان ديك بتحريرها وترجمتها عام 1968، ثم ترجمتها أنيت زول عام 1997 إلى الألمانية، وأيضا قصيدة "إن نِن سا غور را"، مكونة من 274 سطرا وهى "غير مكتملة"، قام سوبيرغ بتحريرها عام1976 مستخدمًا 29 جزءا مكتشفا، وهناك "إن نِن مي هوس آ، "إنانا وإبيح"، ترجمها ليمِت عام1969 .

ترجم أعمالها فريق متخصص من جامعة بركيلي بكاليفورنيا نثرا، ثم قامت الباحثة في آداب بلاد الرافدين "بيتي دي شونغ ميدر" بصياغة الترجمة شعرا إلى الإنجليزية، وقد قام عالم السومريات "صموئيل نوح كريمر" والشاعرة "ديان وولكستين" بترجمة أعمالها وجمعها في سرد موحد نشر تحت عنوان "إنانا، ملكة السماء والأرض: قصصها وتراتيلها من سومر وقد قامت دار هاربر بيرنيال بنشرها عام 1983.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل