المحتوى الرئيسى

تحليل تكتيكي: سذاجة "إنريكي" تضيء طريق باريس ساينت جيرماين لربع نهائي الأبطال

02/15 13:33

لم يكن أكثر المتشائمين من جماهير “البلوجرانا” يتوقع تلك النتيجة العريضة التي تكبدها فريقهم أمس في باريس أمام فريقها المحلي المتألق، فرغم العروض المتواضعة وتراجع المستوي منذ بداية الموسم، لكن “البارسا” بقي مرشحا، ولو نسبيا، لعبور موقعته مع الباريسيين بحكم التفوق التاريخي مؤخرا وفارق الخبرات في البطولة الأوروبية بين الفريقين. لكن لقاء الأمس جاء ليحمل إخفاقا جديدا من إخفاقات المدير الفني “لويس إنريكي” مع الفريق بعرض فني كارثي لم يتكرر منذ سقوط الفريق أمام البايرن برباعية في 2013، ليجعل البارسا مهددا بشبح الخروج المبكر من دور الستة عشر لدوري الأبطال لأول مرة منذ 2007 عندما ودع علي يد ليفربول، ولتجعل الجماهير تتسائل عن مدي صلاحية “إنريكي” لقيادة كتيبة “البلوجرانا”.

“إنريكي” وقع أمس في أكثر من خطأ فني كان سببا في خسارة فريقه الكبيرة، أول أخطاء الإسباني كانت إختياره للرسم التكتيكي، فعلي الورق الفريق بدأ المباراة بالرسم المعتاد 4-3-3، لكن التنفيذ علي أرض الملعب شهد أمرا مغايرا. الفريق بدا أقرب لخطة 4-2-3-1، والدليل علي ذلك مركز وتحرك لاعبان في الملعب، ليو ميسي الذي تواجد بشكل أكبر دائما خلف المهاجم لويس سواريز وليس علي اليمين، تاركا تلك الجبهة لأندريه جوميش، خصوصا في الإرتداد الهجومي، حيث كان جوميش ينطلق من اليمين مثل في الفرصة التي أضاعها في منتصف الشوط الأول.

كيف ظهر الفريق فعليا علي أرض الملعب مع تحركات جوميش علي اليمين.

الرسم التكتيكي الطبيعي للفريق مع إنريكي.

“إنريكي” وضح إعتماده علي المرتدات عبر إنطلاقات جوميش يمينا ونيمار يسارا، لكن رغم ظهور الرازيلي بشكل طيب وتوغلاته، لكن كانت كلها محاولات فردية دون أي مساندة من خوردي ألبا علي غير العادة من الظهير الأعسر الذي تعودنا علي مساهماته الهجومية،فألبا إنشغل بمحاولة تحجيم دي ماريا، دون أن ينجح في ذلك كثيرا. علي الناحية اليمني، إنطلاقات جوميش كانت أيضا فردية دون صعود سيرجي روبيرتو الذي كان مشغولا بالواجبات الدفاعية أمام تحركات النشيط دراكسلر، فأصبح هناك فراغ كبير في تلك الجبهة بين جوميش وروبيرتو إستغله الباريسيين جيدا وكان محور توغل لماتويدي ودراكسلر.

الإختيار التكتيكي الخاطيء يقودنا لإختيار آخر خاطيء من إنريكي، وهو ثنائي الوسط بوسكيتس-إنييستا، فمع تحركات جوميش يمينا، تحول خط وسط البارسا من ثلاثي لثنائي، خصوصا في الإرتداد الهجومي لباريس ،إختيار إنييستا للعب في هذا المركز كثاني محور إرتكاز ليس خيارا موفقا، فإنييستا تراجع في المستوي كثيرا بحكم السن في الفترة الأخيرة، وأصبح لا يمتلك القدرات البدنية للعطاء هجوميا ودفاعيا، لذا فأفضل توظيف له أن يلعب في ثلاثي وسط ويقوم هو بالتمشيط الهجومي فيه، لكن الدفع به كثاني خط وسط بجوار بوسكيتس المتراجع هو الآخر كثيرا في المستوي منذ بداية الموسم كان إنتحارا، ومنح الباريسيون تفوقا تاما في خط الوسط بفضل الثلاثي فيراتي-ماتويدي-رابيوت الذين تفوقا عدديا وفنيا علي البارسا في وسط الملعب، وجعل الفريق الفرنسي قادر بأقل عدد من اللمسات في الوصول لمرمي تير شتيجين لعدم وجود أي مقاومة تذكر من الثنائي بوسكيتس وإنييستا،ولقطة هدف دي ماريا الثالث أكبر مثال، فإنييستا ترك الأرجنتيني يتوغل ويسدد دون أي مضايقة. إنريكي كان الأفضل له في حالة رغبته في الإعتماد علي ثنائي وسط أن يدفع براكيتيتش بدلا من إنييستا لما يملك الكرواتي من قدرات دفاعية أفضل وقدرة بدنية أعلي من إنييستا.

الحديث عن راكيتيتش سيقودنا للحديث عن ثالث أخطاء إنريكي، التغييرات. إنريكي قام بإستخدام تغييراته بشكل خاطيء لم يساعد فريقه، بل أضر به أكثر، ففي التغيير الأول كان الفريق يعاني دفاعيا وفاقد السيطرة علي خط الوسط، كان الأحري به الدفع بلاعب وسط إضافي يوقف المد الهجومي للفرنسيين، لكنه خير الدفع برافينيا بدلا من جوميش، محولا الفريق لخطة 4-4-2،في محاولة منه لتقليص الفارق،لكنه منح الفريق الفرنسي مساحات أكثر، مما تسبب في هدفا رابعا عبر إنطلاقة من مونيير لمسافة تقترب من الأربعين مترا دون أي مضايقة، ليمرر لكافاني ليسجل.

لقطة الهدف الرابع. مونيير ينطلق ما يقرب من أربعين مترا دون مضايقة تذكر من لاعبي البارسا.

إنريكي إستوعب خطأه لكن بعد فوات الأوان عندما دفع براكيتيتش بدلا من إنييستا في الدقيقة الثالثة والسبعين، لكن الضرر كان قد وقع بالفعل والفريق أصبح خارج أجواء المباراة.

أهم أخبار الرياضة

Comments

عاجل