حمزة سارخوف يكتب: الأفلام الإباحية نموذجًا ج (2) | ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 15 فبراير,2017

ألم تكن المجتمعات قديما فائض العطاء مع ما تمكله من آليات معرفية ومترابطات ثقافية استطاعت من خلالها أن تعطي لواقعها الأمدية ولمستقبلها الديمومة، ألم تقف المجتمعات القديمة حجر عثره أمام ما يلحق بأبنائها من عطب وخلل، ألم تدرك بعد الشعوب ما في الخلل النفسي من ضرر قد يؤدي إلى الذوبان الوجودي للفرد كما سماه المسيري، ألم يكن اعتماد الشعوب قديما في شتى بقاع الأرض على الحفاظ على استمرار مجابه للخلل الذي قد يؤدي إلى تعليق مركز نموها بين الأمم والشعوب؟ ألم يكن!

دعونا في البداية نفرز الحقيقة من واقع الخيال الذي أصاب نفوسنا وأضحت عقولنا تقتنص رضا وهم الخيال عن إفراز خلل الواقع.

إن التربية المجتمعية التي هي بمثابة خط الإمداد المركزي الأول قد أصابها الخلل، فالتصدير المركزي العام للثقافة المعرفية التي من خلالها تتكون الآلية التربوية التي تعطي للواقع ملامح رئيسية لتكوين واقع وجوده ومصدر اعتماد نمائه بين الأمم والشعوب.

إنه تصدير الإباحية التقديرية أو ما يمكن أن نصيغها بمعنى آخر وهو تمرير الإباحية كمنهجية ثقافية في التداخلات التي من خلالها يصيغ العقل ثقافتة الفكرية لهي الكارثة الحقيقية، كيف تتم هذه العملية إذا؟

يقول وليم أجبرن في تعريفه للثقافة أنها تتكون من مجموعة من الأشياء والأفكار إذ الأفكار هي المكون والأشياء هي الآلة التي من خلالها يمكن أن تتم صياغة الثقافة التكوينية لأي شعب من الشعوب، إذا الأفكار هي الأساس المكون وهي الواقع المرير في مجتمعاتنا.

الأفكار كما قال جون ديوي تكوينها الأساسي من معنى فالأفكار هي عبارة عن معنى ذي صيغة معينة يعطي المعنى للفكرة صفة لوجوده، والمعنى كما قال أرسطو له ثلاث مصادر رئيسية وهي إما معنى خارجي أي يأتي من محيط الإنسان أو معنى داخلي دفين في جبله ذاته أو معنى إنتاجي تركيبي.

إذا فتمرير الإباحية يكون عن طريق معنى يتم به تكوين الثقافة الجزئية للعقول ومن ثم الكلية للمجتمع فالتمرير له آليات كثيرة يتم من خلالها ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

الإحكام الشديد لتثبيت الخواء النفسي للفرد. خلق أصنام لتثبت ذاك الخواء وتقويم وجوده. تجريد الإنسان من كل مقومات الحفاظ على ذاتيته وعلى هوية وجوده. إرساء الإباحية الفكرية وتمرير مصطلحاتها بين رموز المجتمع ترسخ منطق الإباحية. إبدال المصادر المقومة للشعوب بأخرى تعتمد في الأساس على دعم وهن الشعوب النفسي.

إذا كيف تعاملت مصر مع مشكلة الإباحية

حدث في مصر أنه أجريت العديد من المحاولات لحجب المواقع الإباحية داخل مصر، ولكنها لم تكلل بالنجاح فى النهاية، وبدأت القصة من الحكم الصادر من محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة في عام 2009 في الدعوى رقم 10355 لسنة 63، والذي يقضي بغلق المواقع الإباحية، وهو ما استغله مجموعة من الشباب بعد ثورة 25 يناير ودشنوا حملة عرفت باسم (بيور نت)، وقاموا بالتظاهر أمام دار القضاء العالي، واستجاب لتلك النداءات النائب العام السابق المستشار عبد المجيد محمود، وأرسل خطابات رسمية موجهة لكل من وزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والداخلية والإعلام، ورئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحجب المواقع الإباحية عن شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وتقنين استخدام الإنترنت، وذلك عن طريق حجب أي صور أو مشاهد إباحية، تتعارض مع قيم وتقاليد الشعب المصري والمصالح العليا للدولة، وخاطب الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات آنذاك الشركات المزودة لخدمات الإنترنت فى مصر في أعقاب صدور الحكم لتنفيذ قرار الحجب، إلا أن الشركات أعربت عن عدم قدرتها على تنفيذ الحجب الكامل لهذه المواقع، دون أن تعطي أسبابًا مقنعة، وذكر بعض مسؤولي الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات آنذاك أن تكلفة حجب المواقع ستتكلف 25 مليون جنيه، وأنهت محكمة القضاء الإداري، برئاسة المستشار حسونة توفيق نائب رئيس مجلس الدولة، في الرابع والعشرين من شهر أغسطس الماضي، هذا الجدل الدائر حول (المواقع الإباحية)، وقضت بعدم قبول الدعوى القضائية المطالبة بغلقها وحجبها على الإنترنت، وهكذا أغلقت القضية.

مع العلم بأن المصريين في المركز الثالث بقائمة متابعي المواقع الإباحية.

كيف يمكن لمدمن الإباحية الإقلاع عنها؟

أولا: أن يستعين بالله تبارك وتعالى وأن يكون على ثقة بأنه ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”، إذا فلا بد أن تؤمن حقا بحتمية التغيير، وثق تمام الثقة بأن الله تبارك وتعالى لن يتركك وسيعينك.

ثانيا: أن يقوم بتغيير هوائه الذي يتنفسه وهم قرناء السوء الذين يملكون هذه المواد.

ثالثا: أن تتجنب الخلوات التي اعتدت أن تجلس فيها وحدك.

رابعا: أن تشغل طاقتك بشيء حقيقي وفعال، أن تمارس رياضة وألا تترك نفسك لنفسك تحركك، أن تستمر بالمقاومة.

   وأخيرا أذكر هنا ناصحة أمريكية تحارب إدمان الإباحية  وهي ”Porn kills love“

والآخر الدكتور وليد فتيحي في برنامج ومحياي  يشرح فيه خطوات عملية للإقلاع