المحتوى الرئيسى

MAHMOUD HAFEZ يكتب: لماذا فقد المصريون الثقة؟ | ساسة بوست

02/14 22:20

منذ 3 دقائق، 14 فبراير,2017

جهات عديدة فقدت مصداقيتها لدى المصريين، وأصبح الشعب المصري لا يعيرهم أدنى اهتمام، وهم على الترتيب مؤسسة الرئاسة ثم الحكومة ثم البرلمان، وكان من اللافت للنظر والمحير في الوقت ذاته، والذي حلله المراقبون عن قرب هو أن أي قضية تدخلها الحكومة ويناقشها البرلمان بمباركة مؤسسة الرئاسة يقابلها نوع من اللامبالاة والسخرية اللاذعة من فئات عديدة من أبناء الشعب المصري وخصوصًا الشباب على ساحات السوشيال ميديا. وما آل إليه الحال يفيد بأن المواطن المصري لم يعد يصدق الوعود البراقة والمشروعات الوهمية والمؤتمرات عديمة الفائدة، التي تقدمها له الحكومة المتخبطة صاحبة الوعود المهترئة والقوانين البالية؛ بل لقد فقد المواطن الثقة تمامًا في كل المسؤولين.

وأدلل على حديثي هذا بعدة مواقف ليست منا ببعيدة، خرجت علينا الصحف بأنباء وعناوين كثيرة عن محاربة الفساد وسقوط الكثير من الموظفين الذين يعيثون في كل المؤسسات فسادًا وخرابًا، وخرج علينا المتحدث باسم الحكومة من محرابه ليعلن أن الجهات الرقابية قد أمسكت الذئب من ذيله، وأتت بأحد أباطرة الفساد من المرتشين من أبناء قطاع المال العام بمجلس الدولة يدعى وائل شلبي، ويفاجأ الجميع أثناء التحقيقات بأن المستشار قد انتحر في محبسه، كيف ولماذا؟ ليسا هما المشكلة! الكارثة أن الناس الذين خرجوا لتشيع جثمان المستشار هتفوا قائلين: لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، وكأن الناس يبعثون برسالة إلى حكومتهم فحواها أننا لا نصدق حرفـًا من روايتكم.

قضية أخرى كان أبطالها الأبطال أنفسهم، الثلاث مؤسسات ذاتها الرئاسة والحكومة والبرلمان، الذين وافقوا ضمنيًا بسعودة جزيرتي تيران وصنافير في موقف لن ينساه التاريخ أبد الدهر، وسط صرخات وسب ولعنات الشباب المصري ورفضهم للتنازل عن شبر من الأرض، وإذا بالقضاء المصري يزيد من حالة فقد الثقة لدى المصريين ضد المؤسسات الثلاث ويثبت أحقية مصر في الجزيرتين.

ثالث المواقف وأغربها عندما أدرجت محكمة الجنيات اسم اللاعب الفذ محمد أبو تريكة على قائمة الإرهاب، وإذا بزلزال يجتاح الإعلام بكل برامجه من شجب ورفض وتنديد وتأييد، انتقل إلى شباب السوشيال ميديا الذين أظهروا رفضهم بهشتاج هو «تريند» على تويتر حتى كتابة هذه الكلمات #تريكه_مش_ارهابي. إلى أي مدى وصلت العلاقة بين الشعب من ناحية والكثير من المؤسسات من الناحية الأخرى؟ لقد بات الطريق مسدودًا، ألم يلتفت أحد من المسؤولين إلى تلك الحالة؟ ألم يكلفوا خاطرهم ويسألوا أنفسهم لماذا نقول شمالاً ويقول الناس يمينًا؟! أم أن لسان حالهم يقول فليذهب الشعب إلى الجحيم طالما ترضى عنا مؤسسة الرئاسة، وطالما أنهم يتحكمون في نواب البرلمان ويحركونهم كيفما شاؤوا مثل عرائس الماريونت!

يتساءل المصريون فيما بينهم، إلى متى ستستمر هذه الدوامة؟ إلى متى سوف يطالبهم المسؤولون بالصبر؟ فهم لا يشعرون بإصلاحات حقيقية، ولا مشروعات واقعية. مظلوم هذا الشعب البائس الفقير، مظلوم من ظروف اقتصادية صعبة، وموجة غلاء طاحنة، وقرارات تقشفية إصلاحية غير واضحة الرؤية والمعالم؛ بل النتائج أيضًا. هل تعلموا لماذا فقد المصريون الثقة في كل من حولهم من رئيس ووزراء وقضاة ونواب برلمان وإعلاميين؟ فلسان حالهم يجيب على ذلك السؤال بالمثل الشعبي الذي يقول: «كُتر الحُزن يعلم البكا» .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل