في العراق.. داعش أتى على الأخضر واليابس والمزارعون أكبر الخاسرين

بعد تطهير الجزء الشرقي من مدينة الموصل العراقية واستعادتها من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، يتبدى حجم المآسي والخسائر والكوارث التي لاقاها المواطنون في ظل حكم التنظيم.

وقالت وكالة رويترز للأنباء إن "مرحلة الرعب وسوء الإدارة التي استمرت عامين تحت حكم التنظيم بعد سيطرته على المنطقة التي تعد قلب الزراعة في العراق، دمرت المزارعين وأدت إلى تفاقم مشكلة نقص الغذاء في البلاد".

وضربت مثالًا على ذلك بالمواطن يوحنا الذي اعتاد على بيع نحو 100 طن من القمح سنويًا، لافتة إلى أنه "الآن في عربة مقطورة صغيرة ويعمل سائقًا على سيارة أجرة في العاصمة الكردية أربيل ليدبر قوت يومه بصعوبة، ومازالت تطارده أشباح اليوم الذي وصل فيه المسلحون".

وأشارت إلى أن هناك "مخاوف تسود المزارعين من أن يستغرق الأمر سنوات حتى يتمكن قطاع الزراعة من التعافي مع فقدان الجرارات ووجود ألغام لم تنفجر في الحقول وتضرر المجمعات الزراعية جراء الهجمات الجوية على المسلحين الذين عمدوا إلى بيع سلع أساسية مثل القمح لتمويل عملياتهم".

وفي مارس 2015 تكبد القطاع الزراعي في العراق خسائر باهظة، منها تدمير مساحات كبيرة من الأراضي، ونهب مخازن الحبوب والمحاصيل، بعد سيطرة داعش على العديد من المناطق الزراعية وتخريبها، وما ضاعف من الخسائر هي عمليات القصف الجوي للتحالف التي دمرت بعض الأراضي الزراعية، ما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة في البلاد.

وقال شهود عيان إن "خسائر الزراعة بالدرجة الأولى جاءت من سرقة داعش مليارات الدولارات من المصارف الزراعية في محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وبعض المناطق في الأنبار وغيرها، كما استولت على المحاصيل الزراعية، أبرزها الحبوب والشعير"، وتقدرها وزارة الزراعة بمئات الآلاف من الأطنان من المخازن التي تسلمتها المحافظات، وقام التنظيم بالاستيلاء عليها عقب السيطرة على هذه المناطق، ونقلها إلى سوريا، وكتابة اسم وشعار التنظيم عليها.

وكان وزير الزراعة العراقي، فلاح زيدان، قد أكد في تصريحات سابقة، أن "القطاع الزراعي انهار في المناطق التي يسيطر عليها هذا التنظيم بشكل كامل، ولم يعد من يهتم بعلاج مشاكله وإعادته إلى وضعه الطبيعي".

وقال أحد مزارعي محافظة ديالى، عبد الرحمن التميمي، لـوسائل الإعلام إن "الزراعة باتت مدمرة، ويعاني فلاحو المحافظة من تخريب آلياتهم الزراعية، بسبب الحرب بين داعش والحكومة والمليشيات، إلى جانب توقف معظم الفلاحين عن زراعة أراضيهم".